ثالوث يعقد حياة سكان قريقر بتبسة يشكو سكان بلدية قريقر بولاية تبسة من ظروف معيشية صعبة و نقص كبير في مختلف المرافق الضرورية المشجعة على الاستقرار، حتى أنها صنفت من بين أفقر بلديات الولاية، لانعدام الموارد التي من شأنها المساهمة في تجسيد مشاريع تنموية لفائدة السكان. بلدية قريقر بحاجة إلى عدة مرافق و هياكل لتأمين الاحتياجات و مواكبة تطور سكانها، بحيث تحتاج إلى إنجاز ساكنات بالتجمع الحضري و بالمناطق المبعثرة، كما تحتاج لربط المئات من السكان بالكهرباء و الغاز، فضلا عن مكتب بريدي، كما هي بحاجة لإنجاز حجرات دراسية جديدة بالطورين الابتدائي و المتوسط للقضاء على الاكتظاظ داخل الحجرات، ناهيك عن عيادة ولادة و مفرغة عمومية و قباضة ضرائب و سوق للماشية و غيرها من المرافق العمومية. لا تزال بلدية قريقر تعاني من تداعيات قرار حظر حفر الآبار الذي أثر كثيرا على الوضع الفلاحي، حيث لم يسمح حظر التنقيب عن المياه الجوفية المفروض على البلدية منذ عام 1990، بحدوث النمو في قطاع الفلاحة و دفعت هذه الوضعية بالسكان للاعتماد على الرعي العشوائي و الحرث البسيط غير العميق. و يناشد السكان المسؤولين الترخيص لهم بحفر آبار فلاحية، حتى يتسنى لهم الاستفادة من الآبار الممنوحة في إطار الاستغلال الفلاحي، كما يتطلع المواطنون تدعيمهم بمشاريع التنمية الفلاحية و كذا مشاريع المحافظة السامية للسهوب و محافظة الغابات. و دعا آخرون إلى إتمام مشروع إنجاز ساقية بمنطقة عين كملال و استغلال مياهها الضائعة و خلق وحدة إنتاجية بعين الصيد بمنطقة الرابعة و يؤكد الخبراء على أن منطقة قريقر بسهولها الخصبة و مساحاتها السهبية الواسعة، قادرة على أن تتحول إلى قطب فلاحي، من خلال تنمية زراعة الحبوب و الخضراوات و الأشجار المثمرة و تربية الماشية بأنواعها و الابتعاد قدر المستطاع على الإنتاج المرتبط بالعوامل المناخية و سقوط الأمطار و هو الواقع الذي وقفت عليه لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الولائي خلال معاينتها الميدانية لهذه البلدية. و تظل نسبة التغطية بالكهرباء الريفية بالبلدية دون تطور الوسط الريفي بقريقر، بحيث أظهرت الأرقام المقدمة من مديرية الطاقة، بأن عدد المساكن المربوطة بالكهرباء لم تتجاوز 50 بالمائة و كانت المديرية المعنية، قد أحصت و أعدت دراسة بشأن 8 مشاتي و 4 أحياء لا يزال جزء من سكانها يستعملون الشموع و الإنارة التقليدية، فيما شرعت في ربط بعضها على غرار 32 مسكنا بطباقة المناصرية و تجسد المشروع بنسبة كبيرة. أما بالنسبة للتغطية بالغاز، فهي جيدة و مقبولة بعد أن بلغت ال 95 بالمائة، و في رزنامة مديرية الطاقة مشاريع أخرى مبرمجة على غرار ربط حيين جديدين، في حين تبقى آمال المواطنين معلقة على المشاريع المستقبلية لتوصيل الكهرباء لمناطقهم على غرار عين الرابعة، سردياس، الفراحنة، بوسعيد، عين كملال، طباقة المناصرية و قابل كملال. كما يطرح سكان البلدية بقوة معاناتهم من تدني الخدمات الصحية، حيث يضطر غالبية المرضى إلى التوجه نحو مستشفى الشريعة، أو نحو مدينة الضلعة بأم البواقي على مسافة 15 كلم للعلاج، بسبب عدم وجود مستشفى يتكفل بالمرضى و الحالات الاستعجالية و يأملون في إنجاز عيادة متعددة الخدمات لتأمين الفحص الطبي و التكفل الأمثل بحالات الولادة و غيرهما. و يضم قطاع الصحة 4 قاعات علاج موزعة على تراب البلدية و لا تعمل منها سوى القاعة المتواجدة بالمنطقة الحضرية، بحيث يقتصر نشاطها على الفحوص الطبية و الحقن، بينما القاعات الثلاث الأخرى مغلقة لعدم توفر الإطار الطبي أو لانعدام التجهيزات. حال قطاع الأشغال العمومية بالمنطقة، يعاني هو الآخر من تأخر كبير و يجد المواطنون المقيمون بالمناطق الريفية المتناثرة هنا و هناك، أنفسهم عرضة للعزلة أيام الأمطار و الثلوج و خاصة بمناطق سردياس و السطيح و طباقة مناصريه، إذ يحتاج الطريق البلدي الرابط بين السطحة و حدود بلدية خنشلة على مسافة 12 كلم لإعادة الاعتبار. كما يحتاج الطريق البلدي الرابط بين السطحة و عين الرابعة على مسافة 22 كلم، إلى التعبيد بعد الانتهاء من الدراسة و الشأن نفسه مع الطريق الرابط بين بوعوام و طباقة منصوري على مسافة 15 كلم، فيما يحتاج الطريق البلدي الرابط بين الرهارهة و أولاد عبد الله مرورا بالغرابة على مسافة 8 كلم لإطلاق دراسة. و تعتبر بلدية قريقر من البلديات المحظوظة في مجال السكن الريفي، حيث استفادت قريقر من حصص هامة من هذا النمط من إعانات الدولة، و مكنت تلك الحصص من تحسين الإطار المعيشي للمواطنين بالمناطق الريفية و قضت على الأكواخ و البنايات الهشة و شجعت السكان على الاستقرار في الريف و خدمة الأرض و تربية الماشية. و يتطلع السكان إلى تخصيص حصص إضافية أخرى لتلبية الطلب المتزايد من السكن الريفي، كما يأمل آخرون في تدعيمهم بحصة من السكن الاجتماعي، بالرغم من استفادة البلدية من مشاريع سكنية اجتماعية، منها المنجزة و منها مازالت في طور الإنجاز.