«العاشقان الخجولان» و الديناصورات و الطرائد تصارع من أجل البقاء تحتفي النقوش الصخرية التي تزخر بها بعض المناطق الأثرية المصنفة بولاية الجلفة، بعدد هائل من الجداريات ، من بينها العاشقان الخجولان و مئات الحيوانات و الطرائد التي تقاسم معها الإنسان العيش في بيئة شبه صحراوية، وها هي تصارع من أجل بقائها في فضاء مفتوح . لا يمكن للزائر أن يعبر ولاية الجلفة، دون تقصي حقيقة اكتشاف آثار الديناصورات ببلدية المبجارة التي تتوفر لحد الآن على 28 أثرا لأقدام عملاقة بالمنطقة ، و جاء في الروايات الشعبية ، حسب ابن المنطقة م .كمال ، في العقد الخامس، بأن هذا الكائن كان موجودا في العصور القديمة ، و أصبح مجرد ذكره يخيف الأطفال . المكان الذي يبعد عن عاصمة الولاية بنحو 20 كلم، كان محل معاينة من طرف الاخصائيين منذ حوالي ثلاث سنوات ، و تم آنذاك ، كما قال المتحدث، أخذ البصمات و العينات و صور فوتوغرافية ، فالديناصورات عاشت في بيئةٍ صحراوية ذات طابع صخري، منذ نحو 150 مليون سنة، وفق علماء الآثار، و كان طول الديناصور الواحد يتراوح بين 10 و 12 مترا ، وهي حقيقة تبقى لدى عامة الناس ضمن الأساطير. الأبحاث و الدراسات الأثرية تؤكد تواجد هذا الكائن ضمن سلسلة الأطلس الصحراوي و تقاسمه العيش مع الساكنة ، و قد دلنا كمال على مواقع أثرية ذات أهمية بالغة، من بينها موقع "العاشقان الخجولان" بعين الناقة ، الذي كان عنوانا لعدة روايات جزائرية ، فالنقوش الصخرية لجدارية " العاشقان الخجولان " لا تزال تحافظ على هيئتها ، في الوقت الذي يشذ بعض الزوار عن القاعدة بنبش الصخور ونقش أسمائهم كتذكار و هذا يتنافى تماما مع هدفهم من الزيارة الاستكشافية، كما قال محمد عيسى، أحد أبناء المنطقة، لدرجة ، كما أكد، تسببهم في طمس بعض المعالم بالطلاء . موقع " العاشقان الخجولان " محاط بست جداريات تضم 71 نقشا، حسب الموقع الإلكتروني للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية لولاية الجلفة ، و تبين النقوش بعض الصيادين رفقة ثلاثة كلاب ، إلى جانب جاموستين، وهذا الموقع محمي مصنف، حسب ذات المصدر، كتراث وطني منذ 1979 ، و يقدر عدد المواقع الأثرية المحمية 47 موقعا تضم 1162 نقشا صخريا . الكم الهائل من النقوش الصخرية، دفعنا الفضول للبحث أكثر عن هذا الرافد الأثري الذي يعود إلى الفترة "النيولتيكية" أو ما يسمى فترة النقوش الصخرية التي تعبر عن تلك المرحلة الغابرة ، على غرار مواقع "زكار" المعروف باسم دير الدقاورين، و يجسد مشهد صيد متحرك لظبي تحت قبضة الأسد، بالإضافة إلى مجموعة من الحيوانات (نعامة، أربعة فيلة، أروى، أبقار و حمل) بمجموع 37 نقشا. و قد سبق للباحثين د.رابحي و أ. حسين بلحرش و أن أكدا في مقال علمي تحت عنوان «الفن الصخري بالأطلس الصحراوي» تحصلت النصر على نسخة منه، على تواجد عديد النقوش الصخرية بالمنطقة، و اعتبرا الفن الصخري من أهم المخلفات الأثرية التي تحظى بها منطقة الأطلس الصحراوي بالجزائر. و قد توصّلت الدراسات التقليدية إلى اقتراح منهجية قائمة على وصف، ثمّ تصنيف النقوش والرسومات، و وضعها في إطار كرونولوجي نسبي، اعتمادا على بيانات التوزيع الفضائي و السياق الجغرافي العام لعيّنة من محطات الفن الصخري بمنطقة الجلفة، مع تطبيق مناهج علمية حديثة، تعتمد على دمج مقاربات علم الآثار و علم الجغرافيا و تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية. و تهدف الدراسات إلى فهم تأثيرات الإطار الجغرافي و الطبوغرافي و البيئة القديمة على الإنسان المنتج لهذا الفن الصخري، كما حاول الباحثان اقتراح نموذج سلوكي اقتصادي و اجتماعي مرتبط بهذه الظاهرة الثقافية و توزيعها الجغرافي.