حليلوزيتش يمنع اللاعبين ومساعديه من الحديث إلى الصحافة علمت " النصر " من مصدر جد موثوق أن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش أعطى تعليمات صارمة للاعبين خلال التربص الأخير الذي أجراه " الخضر " قبل أسبوعين بمركز ماركوسيس بفرنسا، و هي التوصيات التي تقضي بمنع أي عنصر من الإدلاء بتصريحات صحفية، أو إجراء حوارات مع مختلف وسائل الإعلام، مع ربط الحديث للصحافة بالحصول على ترخيص كتابي من الإتحادية. و حسب مصدر " النصر " فإن هذه التعليمة تم إدراجها في نصوص القانون الداخلي للمنتخب، و الذي بادر التقني الفرانكو بوسني إلى إدخال تعديلات كبيرة على مواده، سيما منها البنود المتعلقة بالإنضباط، لأن " الكوتش فاهيد " كان قد تلقى الضوء الأخضر من رئيس الاتحادية محمد روراوة بخصوص قانون تسيير المنتخب، و ذلك خلال جولة المفاوضات التي دارت بين الرجلين منتصف شهر جوان الماضي، قبيل إبرام الصفقة، مما جعل الناخب الوطني يضع الجانب الإعلامي في المواد المتعلقة بالإنضباط و الصرامة داخل المنتخب. و إستنادا إلى نفس المصدر فإن حليلوزيتش كان قد أطلع العناصر الوطنية على مضمون هذه التعليمة أثناء عرضه مشروع القانون الداخلي للمنتخب في أول أيام التربص الذي أقيم بفرنسا، و أكد على ضرورة عدم إدراج شؤون المنتخب في جميع الحوارات الصحفية التي يدلي بها اللاعبون لمختلف وسائل الإعلام، مع ترك الحرية لأي لاعب في نشر تصريحات بخصوص النادي الذي يلعب له، و هو القانون الذي دخل حيز التطبيق منذ تربص ماركوسيس، الأمر الذي يمنع لاعبي المنتخب بالإدلاء بأية تصريحات صحفية، سيما و أن حليلوزيتش يضيف مصدرنا أعطى تعليمة للجنة الإعلام على مستوى الفاف تقضي بإلزام أي صحفي بالتقدم بطلب رسمي إلى الإتحادية من أجل إجراء حوار مع أي لاعب في المنتخب الوطني " أكابر "، على أن يتكفل الطاقم الفني بدراسة هذا الطلب و النظر فيه، قبل الرد سواء بالقبول أو رفض طلبات الإعلاميين. هذا الإجراء و الذي دخل حيز التطبيق منتصف شهر أوت الجاري يسعى من خلاله وحيد حليلوزيتش إلى وضع بصمته داخل التشكيلة الوطنية بسرعة البرق، و ذلك بإلزام العناصر الوطنية بالتحلي بالكثير من الإحترافية في التعامل، مع وضع حد لحالة الفوضى التي كانت سائدة وسط المجموعة من الناحية الإعلامية، لأن المعلومات الأولية التي كان التقني الفرانكو بوسني قد جمعها عن الكرة الجزائرية قبل رده بالموافقة على العرض الرسمي الذي تلقاه لتدريب " الخضر " تفيد بان الصحافة الجزائرية أثرت بشكل كبير على أجواء المنتخب ، خاصة منذ التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، لأن العلاقة بين الصحافة و المدرب رابح سعدان كانت قد توترت في " كان أنغولا "، و الأمور سارت نحو الأسوأ في نهائيات كأس العالم، رغم المساعي الحثيثة التي قام بها رئيس الفاف لإحتواء الأزمة، و توطيد العلاقة من جديد خدمة لمصلحة المنتخب. من هذا المنطلق فإن روراوة يضيف نفس المصدر وافق على التعديل الذي قرر حليلوزيتش إدراجه ضمن نصوص القانون الداخلي، و ذلك بمنع كل لاعب دولي من إجراء حوار صحفي، إلى حين تلقيه الضوء الأخضر من الفاف، لأن هذه الإشكاليات طرحت بحدة مع بعض اللاعبين المحترفين في النوادي الأوروبية، على إعتبار أن بعض العناوين المتخصصة تبادر إلى إرسال صحفيين إلى أماكن تواجد لاعبين دوليين جزائريين، من أجل التحدث معهم، و هو أمر أصبح ممنوعا على أي لاعب، و ظل مرهونا بإظهار الصحفي للترخيص الموقع من طرف الأمين العام للإتحادية. مصدر " النصر " أضاف في معرض حديثه عن هذه القضية بأن تعليمة حليلوزيتش، و التي زكاها روراوة ، لم تقتصر على اللاعبين فحسب، بل أمتد مجال تطبيقها إلى كافة أعضاء المنتخب، سواء تعلق الأمر بالطاقم الفني، الطبي و الإداري، حيث أن نسب أي تصريح لأي عضو في المنتخب كفيل بتعرضه لعقوبة حسب درجة الخطأ المرتكب، و المدرب الوطني يسعى إلى التحكم كلية في هذا الجانب، و ذلك بحصر التصريحات للإعلاميين في الندوات الصحفية الرسمية، التي تتخلل التربصات، أو تسبق المباريات، مادام هذا الإجراء كفيل بوضع نقطة النهاية لمشكل الحوارات الوهمية الذي أصبح و منذ موقعة " أم درمان " يصنع يوميات الشارع الجزائري، رغم إقدام رئيس الفاف على تفنيد العديد من التصريحات التي نسبت له و للاعبين في مناسبات كثيرة. من جهة أخرى ارتأى حليلوزيتش تنظيم طريقة عمل الطاقم التابع له، و ذلك بإلزام أعضاء الطاقم الفني بمعاينة اللاعبين دون المبادرة إلى التحدث مع اللاعب محل المعاينة، و لا إلى الصحفيين إطلاقا، كونه المسؤول الأول و الوحيد، و لا يمكن لآي عضو في الطاقم الفني التحدث عن شؤون المنتخب بإستثناء " الكوتش فاهيد "، و هو بند كان قد أدرجه الناخب الوطني في نصوص القانون الداخلي، لأنه يتحمل كامل المسؤولية، وفقا للعقد الذي أبرمه مع الفاف، مادام روراوة قد ترك له كامل الحرية في إختيار المساعدين، و عليه فإن حليلوزيتش يبقى الناطق الرسمي بإسم المنتخب، و يختار اللاعبين الذين سيحضرون معه الندوات الصحفية التي سينشطها من حين لآخر، لأن هذه الندوات ستصبح الفرصة الوحيدة للإعلاميين للتواصل مع العناصر الوطنية وفقا للطريقة التي انتهجها التقني الفرانكو بوسني. صالح فرطاس