المغرب يدير ظهره للقارة الإفريقية استغلت السلطات المغربية، الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز أول أمس الاثنين، لتبعث فكرة إيداع ملف مشترك لتنظيم نهائيات كأس العالم لسنة 2030، بعدما كان «المغاربة»، قد خسروا الرهان في 6 مرات متتالية، دخلوا فيها سباق استضافة العرس الكروي العالمي، رغم أن مسؤولي الهيئات الكروية في إفريقيا، كانوا قد بادروا إلى وضع أولى اللمسات على مشروع كفيل، بمنح القارة السمراء شرف تنظيم المونديال لثاني مرة في تاريخها، بعد انجاز 2010 بجنوب إفريقيا، لكن خرجة السلطات المغربية، ضربت بهذه الخطوة عرض الحائط، وفتحت المجال للحديث عن ملف مشترك، بين قارتين لاحتضان نهائيات كأس العالم. وذهب الطرف المغربي في حديثه، عن هذه القضية إلى حد افتعال «روايات»، للتقليل من آثار تجاهل سلطاته العليا للقارة السمراء، وذلك بالتأكيد على أن الحكومة الاسبانية، هي التي بادرت إلى تقديم مقترحها إلى المغرب بشأن هذا المشروع، ووضع زيارة بيدرو سانشيز، في خانة الخطوة الثانية التي قطعها «الإسبان»، بحثا عن شراكة مع المملكة المغربية، في استضافة الحدث الكروي العالمي، على اعتبار أن أولى الخطوات التمهيدية، كانت في أوت المنصرم، لما تمت برمجة كأس السوبر الاسباني بين برشلونة واشبيلية بمدينة طنجة المغربية. هذا «السيناريو» المفتعل، لا يحجب الرؤية عن المساعي الحثيثة، التي قام بها الطرف المغربي منذ أزيد من سنة، سعيا لكسب ود و»تعاطف» إسبانيا، لأن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، كان قد حاول الاستثمار في المنصب، الذي ظفر به كعضو في المكتب التنفيذي للفيفا، بحثا عن دعم أوروبي لملف «المملكة»، المتعلق بتنظيم المونديال، إذ بادر في مارس 2017، على هامش أشغال المؤتمر السنوي للاتحاد الإفريقي المنعقد بأديس أبابا، إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، مع نظيره رئيس الاتحاد الاسباني لكرة القدم، في تلك الفترة أنخيل ماريا فيلار، بخصوص مقترح التقدم بملف مشترك، لدخول سباق تنظيم مونديال 2026، لكن الطرف الاسباني لم يعط ذلك المقترح أي اهتمام، رغم أن القارة الأوروبية فضلت عدم دخول ذلك السباق، مع مساندتها المطلقة لمشروع الرئيس الجديد للفيفا جياني أنفانتينو، الذي كان قد أعرب مسبقا عن دعمه لفكرة التنظيم المشترك بين بلدين أو أكثر، ووقوفه إلى جانب ملف أمريكا الشمالية، على حساب الملف المغربي. خيبة آمال المغرب، في الظفر بشرف تنظيم المونديال ست مرات متتالية، جعلها تكسب «استعطاف» مسؤولي الهيئات الكروية في القارة السمراء، خاصة بعد التغيير الذي حصل على مستوى رئاسة الكاف بانتخاب الملغاشي أحمد أحمد، لتطفو على السطح فكرة إيداع ملف مشترك بين بلدان شمال القارة، وهي المغرب، الجزائر وتونس، وهو الطرح ذاته الذي ذهب إليه مسؤولو هيئة اتحاد شمال إفريقيا، في المؤتمر المنعقد منتصف سبتمبر الفارط بتونس، لكن من دون أن تأخذ الأمور مجراها الرسمي، فظلت الفكرة مجرد مشروع راهن عليه مسؤولو «الكاف» على أمل تجسيد حلم «المغاربة» الذي طال انتظاره، بالمراهنة على تنظيم مشترك بين 3 بلدان، تماشيا والتوصيات الجديدة للفيفا، فضلا عن نية أنفانتينو في العمل، بمبدأ التداول على استضافة العرس العالمي بين القارات. هذا المشروع قبرته السلطات المغربية قبل أن يرى النور، من خلال تفعيلها المفاوضات مع الطرف اسبانيا، وتوسيع دائرة الاستعطاف إلى البرتغال، لتتجاهل القارة الإفريقية، وتلجأ إلى أوروبا لعرض فكرة تقديم ملف مشترك بين ثلاث دول، لدخول سباق تنظيم مونديال 2030، رغم أن ملامح هذا المخطط، كانت قد ارتسمت في جويلية الفارط، لما تقدم «المغاربة» بطلب إلى الاتحاد الاسباني، عرضوا فيه فكرة تنظيم «السوبر» بمدينة طنجة، مع توجيه دعوة للرئيس الجديد للاتحاد الاسباني لويس لوبياليس لتباحث هذا الطلب، وكانت تلك الجلسة فرصة لبعث طلب «الشراكة» في ملف تنظيم المونديال، رغم أن اسبانيا كانت قد امتنعت عن التصويت في عملية اختيار مستضيف طبعة 2026، في الوقت الذي زكى فيه البرتغال ملف أمريكا الشمالية، وأعطى صوته للملف المشترك بين الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا والمكسيك، على حساب الملف المغربي.