الجنس اللطيف يلتحق بحديقة "جنان الزوالية" بقسنطينة على غير العادة تعرف حديقة " بن ناصر" الشهيرة بتسمية " جنان الزوالية " إقبالا كبيرا من المواطنين الذين يجدون تحت ظلال أشجارها الفارعة مكانا للاستراحة من التعب و من حرارة الشمس ، و لا يقتصر زوارها على المتقاعدين و الرجال فقط بل انضمت إليهم النساء و الفتيات اللائي كن يعبرنها فقط للصعود للجهة العلوية من المدينة قبل أن تجدن فيها هن أيضا في هذا الشهر الفضيل مكانا آمنا للراحة و الاستمتاع بالطبيعة الخلابة في قلب المدينة المزدحمة . في مساحة واسعة يملؤها اخضرار الأشجار و النباتات تتربع حديقة " بن ناصر " الوحيدة في وسط قسنطينة، و التي تجذب إليها يوميا مئات الأشخاص من كل الفئات العمرية، خاصة كبار السن و المتقاعدين الذين يجدون فيها فضاءا للتواصل في أجواء طبيعية تقضي على شعورهم بالفراغ. و يلحظ الزائر للحديقة تخصيص جهة كبيرة بها على مستوى الجانب الأيسر لكبار السن الذي يجلسون فرادى أو في مجموعات يتصفحون لساعات طويلة دون ملل الجرائد اليومية و لا يكترثون لعدم فوزهم بمكان على أحد كراسيها لأنهم لا يترددون في افتراش أوراق الجرائد أو مناديلهم للاستمتاع بلحظات هادئة تحت ظل أشجارها الوارفة. و تلتف مجموعات أحيانا أخرى حول جريدة يقرأ أحدهم بصوت عال أخبارها عليهم لفتح نقاش أو دردشة صغيرة حول الموضوع الذي يثير اهتمامهم. فيما يستسلم البعض للنعاس في القيلولة تحت زقزقة العصافير. و يستمتع البعض الآخر بألعاب جماعية في جو من التآلف و التآخي الذي يجمعهم في دوائر حول لعبة الأوراق أو النرد و غيرها...من الألعاب الشعبية. بينما نجد في الجهة اليمنى فئات عمرية أصغر و الكثير من النساء و الفتيات اللائي يقصدن المكان من أجل الاستراحة بعد مشوار تسوّق متعب، و إن يفشلن عادة في العثور على كراسي شاغرة لا سيّما تحت الظل، غير أنهن لا يضيّعن فرصة الاستمتاع بجو الحديقة المنعش و ذلك من خلال التجوّل فيها أو الجلوس لبرهة للحديث و التأمل. و هو المشهد الذي لم نألفه من قبل، حيث أصبحت النساء تترددن كالرجال على هذه الحدائق العامة، لحاجتهن لبعض المتعة و الانتعاش في أجواء طبيعية حقيقية مع وجود أنواع نادرة و متميزة من الأشجار و الأزهار و النباتات الجميلة التي تخرجهم للحظات من زحام المدينة و السيارات. و تحتل العين العمومية صدارة هذه الحديقة المميزة بتوسطها للأشجار في الطريق الرئيسي الذي يعبر مساحتها المربعة، حيث تجذب هذه العين التي تضللها شجرة ضخمة و تضخ بسخاء مياهها الصالحة للشرب التي يقصدها حتى المارة للاغتسال و التبرد من حرارة الجو ، مئات المواطنين يوميا، إذ تعتبر قلب الحديقة النابض و شريانها الذي يدعوا المارة بحفاوة لزيارتها . و رغم حرارة الطقس التي يعرفها شهر رمضان الجاري إلا أن حديقة " الزوالية " كما يطلق عليها البعض، أصبحت تعرف إقبالا كبيرا حتى من قبل الجنس اللطيف الذي دخلها من بابها الواسع في شهر رمضان الذي عرف حرارة استثنائية هذا العام .