غيب الموت، صبيحة أمس الجمعة ، الشاعر حسين زبرطعي، بعد صراع طويل مع المرض، ألزمه الابتعاد عن الساحة الأدبية، و التفرغ لرحلة علاج استمرت سنوات. الراحل من مواليد 26 نوفمبر 1970، بمدينة عنابة، و يعتبر من الشعراء الذين عُرفوا بجيل أكتوبر 88. وقد ساهم مع جيله في محاولة تأسيس قصيدة حداثية مختلفة، جديدة ومتحرّرة من الإيديولوجيا. نشر حسين زبرطعي قصائده في مختلف الجرائد الجزائرية، منها النصر، المساء، الوجه الآخر و النهار، وفي عام 2005، أصدر ديوانه الأوّل، ضمن سلسلة ممرات شعرية، عن منشورات المكتبة الوطنية، تحت عنوان «مخاوف»، وفي 2007، أصدر ديوانه الثاني الموسوم «كهكذا ضوء»، عن منشورات أرتيستيك. الراحل، كان من الناشطين الفاعلين في الحقل الثقافي والأدبي، خاصة على مستوى مدينته عنابة، وقد أسس في النصف الثاني من التسعينيات مع مجموعة من الشّعراء «رابطة كُتاب الشيء الآخر» مع سيف الملوك سكتة وجمال بن عمار، ورضا ديداني. و ساهم في تأسيس النادي الأدبي. كما كان من الناشطين في نادي الاتصال الثقافي. شارك الشاعر في العديد من الملتقيات الشِّعرية في عنابة وفي بعض ولايات ومدن الجزائر،. و تحصل على جوائز عديدة، أهمها جائزة مفدي زكريا للشّعر. كما نالت قصيدته «شاهد إثبات» الجائزة الأولى في المسابقة الوطنية محمّد العيد آل الخليفة، بكونين/ولاية الوادي سنة 2008. لكن المرض الّذي لازمه لسنوات، جعله يدخل في ما يشبه العزلة الإجبارية، بعيدا عن المشهد الأدبي ليس في عنابة فقط، إنّما في كامل مُدن الوطن. ورغم عزلته الطويلة كان أدباء عنابة يتفقدونه، بين وقت وآخر، كما حظي بتكريم في مدينته، ضمن احتفالية «ليلة الشِّعر والشعراء»، في صيف 2014، وجاء التكريم كالتفاتة للشاعر في عزلته ومرضه، واعترافا بمساره الإبداعي، لكن المرض غيبه عن حضور التكريم، فتمّ في غيابه . وقد ووري الراحل الثرى، عصر أمس الجمعة، بمقبرة عنابة، وسط حضور غفير من شعراء وكتاب مدينة عنابة وبعض المُدن المجاورة. نوّارة/ ل