ما دمت في بلدي الجزائر ووسط رجالها فأنا بخير.. قال الفنان الفكاهي محمد حزيم أول أمس، أنه مادام متواجدا في بلده الجزائر ومحاطا برجالها، فهو بخير رغم آلام المرض، منوها بوقوف مسؤولي الثقافة إلى جانبه، وعلى رأسهم الوزير عز الدين ميهوبي الذي يتصل به باستمرار للاطمئنان عليه، إلى جانب السلطات المحلية، بسيدي بلعباس و وهران، وكذا السلطات العسكرية. و فند أمس الدكتور بن داود لعرج، رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى حساني عبد القادر بسيدي بلعباس، الذي يشرف على علاج حزيم، إشاعة تدهور وضعه الصحي ، التي اكتسحت شبكات التواصل الاجتماعي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء. علما أن النصر زارت الممثل يوم الثلاثاء، و وقفت على وضعه الصحي المعقد، لكنه ليس خطيرا، كما أكد طبيبه المعالج ، و قد أجرت دردشة قصيرة مع حزيم وسط غرفة لم ينقطع عنها الزوار، إلى غاية ساعات متأخرة من المساء، للاطمئنان على صحته. لم يرفض محمد حزيم الحديث معنا عندما زرناه في مصلحة أمراض القلب بمستشفى حساني عبد القادر في سيدي بلعباس، فرغم أنه كان متعبا، إلا أنه قوي مقاوم للمرض و استقبلنا بابتسامته المعتادة، وكان يبدو بمعنويات مرتفعة، لأن الكثيرين يزورونه يوميا، و الجميع يسألون عنه ، من وزير الثقافة الذي يتصل به هاتفيا، إلى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة الذي قام سابقا بتسوية كل حقوق حزيم و واصل، عن طريق المدير الجهوي بلهاشمي بوسيف، الاتصال به والإطلاع على احتياجاته.و أكد لنا حزيم أن السيد بوسيف سيتكفل بتسديد مبلغ كبير، مقابل التحاليل التي سيجريها، وأضاف أن السلطات العسكرية زارته وعرضت عليه المساعدة ، ناهيك عن الأسرة الفنية من كل جهات الوطن، فقد تنقل فنانون إلى سيدي بلعباس خصيصا لزيارته في المستشفى، ومنهم من لا ينقطع عن الاتصال به. من جهته أوضح الدكتور بن داود لعرج ، أنه تم يوم الجمعة المنصرم، نقل حزيم إلى مصلحة أمراض القلب بمستشفى حساني عبد القادر، و كان يعاني من أزمة تنفس شديدة، بسبب إصابته بزكام. و أشار الطبيب إلى أن حزيم كان يعاني منذ سنوات من قصور في التنفس، إضافة إلى تعرضه عدة مرات لسكتات قلبية، مما عقد وضعه الصحي. و أضاف المتحدث بأنه بعد التكفل بحزيم، من طرف أخصائي أمراض القلب، و أخصائي الأمراض الصدرية، فإن وضعه مستقر، و العلاج متواصل لتتحسن حالته أكثر و يتجاوز التعقيدات. و في دردشة أجرتها النصر منذ 5 سنوات مع حزيم، عندما كان طريح الفراش بمستشفى بن زرجب بوهران، حذر الشباب، من التدخين الذي تسبب في مرضه، لكن بعد تعافيه ومغادرته المستشفى، واصل حزيم التدخين، لأنه لم يتمكن من التوقف عنه. و قد أعادته هذه الآفة منذ أسبوع إلى مصلحة أمراض القلب بمستشفى عبد القادر حساني بسيدي بلعباس، لكن بأعراض مضاعفة، لخصها لنا رئيس المصلحة الدكتور بن داود لعرج، بأنها عبارة عن انسداد في شرايين عضلة القلب، و قصور في التنفس، إلى جانب مشاكل على مستوى الرئتين.هذا الوضع الصحي هو الذي جعل إصابة حزيم بالزكام، تتحول إلى تعقيدات مرضية، ورغم هذا وجدنا حزيم يتحدى الألم بكل شجاعة وقوة وثقة بالنفس، مثلما كان يؤدي أدواره الفنية.و قد أكد الفنان للنصر سابقا، بأنه لم يكن يقبل أي عمل يعرض عليه إذا لم يكن مناسبا له و لم يقتنع به، كما كان يرفض أن يتحكم المخرج في طريقة أدائه للأدوار، لأنه يميل للإبداع والارتجال الفني، وفق رؤيته الخاصة، ولعل هذا ما جعله يتميز في الوسط الفني الفكاهي، الذي التحق به منذ كان عمره 14 سنة. فقد كان حزيم يؤدي عدة أدوار مع فرق مختلفة، إلى غاية سنة 1974، عندما التحق بالمحطة الجهوية للتلفزيون الجزائري، أين كان يقدم اسكاتشات وأعمال فكاهية، ثم شكل فرقة بلا حدود مع مصطفى هيمون وحميد شنين، وهو الثلاثي الذي ذاع صيته خلال فترة التسعينات وشد أنظار الجزائريين و أدخل البسمة إلى قلوبهم في زمن الدم والخوف والإرهاب، ولم يتوقف حزيم عن مساره الفني إلى غاية عودته إلى المستشفى قبل أسبوع. للتذكير، فقد رافقت النصر أول أمس جمعيتي «البحر الأبيض المتوسط» و «لالا للقلب المفتوح» إلى مستشفى حساني عبد القادر بسيدي بلعباس، و بالضبط إلى مصلحة أمراض القلب، أين يرقد حزيم الذي تم تكريمه من طرف الجمعيتين، في التفاتة لرفع معنوياته ومساعدته على تجاوز الألم.