المشاريع التي توقفت مجمدة و النقاش حول «العربي بن مهيدي» انتهى أشرف أمس، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، على إعطاء إشارة انطلاق تصوير الفيلم السينمائي الذي يخلد تاريخ ومسيرة الشاعر سي محند أومحند، أحد رموز الثقافة الجزائرية الأمازيغية، من منطقة جمعة صهاريج، بدائرة مقلع، شرق تيزي وزو، معلنا أن دائرته الوزارية قد قررت إنشاء أوركسترا سمفونية خاصة بالتراث الموسيقي الأمازيغي، كما أكد أن بعض المشاريع التي جمدت في قطاعه بسبب الضائقة المالية التي تعرفها الجزائر، لم تلغ و سيتم إنجازها لاحقا. ميهوبي قال خلال لقاء صحفي، أن العمل السينمائي الذي يخلد تاريخ ومسيرة أحد رموز الثقافة الجزائرية الأمازيغية الشاعر سي محند أومحند الذي ترك وراءه تاريخا ثقافيا متميزا ، تنفذه الدولة الجزائرية و يدرج ضمن القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية لإعادة بناء الهوية الجزائرية و ترميمها، من خلال منح الأمازيغية كل ما تتطلبه على المستوى المؤسساتي والثقافي والمعرفي و كذا تجسيد شخصية سي محند أومحند في فيلم سينمائي كبير، يليق به و بتاريخه وبرمزيته. و أضاف المسؤول «هذا الفيلم يمثل علامة مهمة للاهتمام بالثقافة والهوية الأمازيغية وبرموزها، وهذا المشروع يعود إلى أكثر من 20 سنة وقد لقي الموافقة آنذاك، والآن وصلنا إلى مرحلة مهمة و هي ضرورة التكفل به و انجازه»، مضيفا «المخرج علي موزاوي والفريق العامل معه، تنقلوا إلى ولايات بومرداس و البويرة و برج بوعريريج و المسيلة و سطيف و عنابة، لأن هذه المناطق تمثل المسيرة التاريخية لسي محند أومحند ، والمخرج أراد أن يحافظ على الذاكرة التاريخية لهذه الشخصية الأدبية و الأماكن التي مر منها وكل منطقة ترك بصمة و أثرا فيها». وأكد ميهوبي أن على موزاوي، قام بعمل فيه بحث كبير وجهد تسعى وزارة الثقافة لتوفر له ما أمكن من إمكانيات لانجازه ، آملا أن يكون أهم هدية تقدم للثقافة الأمازيغية ، وهي التي تنال كل الاهتمام والتقدير وكل الوعي من أبنائها وجميع الجزائريين في كل المستويات، مثلما أضاف ، لأنه لا يمكن للجزائر أن تكون موحدة، دون أن تضم كل عناصر هويتها وشخصيتها ، والأمازيغية ركن أساسي في هذه الهوية ، معتبرا هذا الفيلم جزء من الذاكرة الجزائرية التي تعمل وزارته على تطويرها وتنويعها.. وبخصوص توقف تصوير فيلم «العربي بن مهيدي»، قال ميهوبي، أنه «من غير المعقول أن كل الأفلام سارت بشكل عادي إلا هذا الفيلم، لأن المخرج أراد أن يفرض أسلوبا معينا وهذا من شأنه ويخصه هو»، مضيفا «طالما أن الفيلم من تمويل وزارتي الثقافة والمجاهدين ، نطالب باحترام السيناريو الأصيل لا أكثر ، الآن النقاش الدائر هو بين المخرج واللجنة المكلفة بمتابعة الفيلم، ولا دخل لا لوزارة المجاهدين أو لوزارة الثقافة، و المسألة هي مسألة فنية ، واللجنة سجلت الكثير من التحفظات واعتقد أن الفيلم وصل حاليا إلى المرحلة النهائية من النقاش الذي عمر طويلا». من جهة أخرى أكد وزير الثقافة، أن هناك بعض المشاريع المجمدة التي لا تسمح الإمكانيات المادية للدولة بانجازها ، وهي غير ملغاة ، وستتجسد لاحقا، كما أعلن عن إنشاء أوركسترا سمفونية خاصة بالتراث الموسيقي الأمازيغي ، وقال أن كل الأغاني المعروفة لكبار الفنانين الذين قدموا خدمة كبيرة للأغنية الأمازيغية، أمثال شريف خدام وسليمان عازم وحنيفة وآيت منقلات وآكلي يحياتن ومعطوب لوناس وغيرهم، « سنعمل على إعادة صياغة موسيقاها ، وستتحول كل أغانيهم إلى موسيقى سمفونية لتطويرها في الاتجاه العالمي، لأنها جميلة ولديها إيقاعات عذبة ومتابعين وجمهور واسع ونحن نعمل على تطوير التراث الثقافي الجزائري في كل أبعاده والبعد الأمازيغي سيلقى حقه».