تسخير 63 مليار دينار لاقتناء أدوية السرطان كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي أمس عن تسخير 63 مليار دج لفائدة المؤسسات الاستشفائية لاقتناء الدواء الخاص بداء السرطان وأمراض الدم، ما يمثل 59 بالمائة من مجمل مقتنيات الصيدلية المركزية للمستشفيات خلال سنة 2018. أكد حسبلاوي خلال ترأسه لقاء حضره وزير العمل والتشغيل مراد زمالي، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء السرطان، أن 2019 ستشكل سنة مفصلية لتحديد الأولويات في إطار تطبيق المخطط الوطني لمكافحة السرطان خلال الخمس سنوات المقبلة، خاصة ما تعلق بالتشخيص والتحسيس وتكوين الأطباء العامين والأخصائيين النفسانيين، مع توسيع عملية التشخيص المبكر، إلى جانب رقمنة القطاع، من خلال ربط أكثر من 3700 مؤسسة استشفائية عبر الساتل خلال هذا السداسي، إلى جانب إرساء الملف الإلكتروني للمريض، لتسهيل مهمة التكفل الطبي والنفسي بالمصابين بالسرطان. وقال حسبلاوي إن مرض السرطان ما يزال يشكل هاجسا حقيقيا بالنسبة لكافة المنظومات الصحية عبر العالم، فهو يعد من بين الأسباب الرئيسية للوفاة، إذ تم إحصاء 18 مليون حالة جديدة خلال العام 2018 ، وما يقارب 10 مليون حالة وفاة، ناهيك عن العبء الاقتصادي والأثر المالي الكبير الذي أثقل كاهل ميزانيات الدول. وأكد الوزير أن السجلات الوطنية لداء السرطان كشفت عن المنحى التصاعدي لانتشار المرض، نظرا لعوامل عدة من بينها تغير التركيبة السكانية وارتفاع نسبة الشيخوخة، حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة بالمرض في سنة 2016 ما يساوي 103.3 حالات ضمن 100 ألف ساكن، ما يعادل 42 ألف حالة جديدة سنويا، موضحا أنه من بين عوامل الخطر المؤدية للوفاة بسبب السرطان، السمنة والتدخين والتغذية السيئة وعدم ممارسة الرياضة وتناول الكحول. ويعد سرطان القولون من أكثر أنواع السرطانات انتشارا لدى الرجال في الجزائر، ويليه سرطان الرئة والبروستات، في حين ما يزال سرطان الثدي يحتل الصدارة لدى النساء، وبالمناسبة دعا وزير الصحة مختار حسبلاوي المسؤولين عن السجل الوطني للسرطان إلى تحيين المعطيات في أقرب الآجال، لتقييم ما تم إنجازه ووضع البرنامج المستقبلي، على اعتبار أن كافة الإحصائيات التي يحوزها قطاع الصحة والمتعلقة بهذا الداء تعود إلى سنتين خلت، أي العام 2016. وأكد حسبلاوي على جهود الدولة للتكفل بالمصابين، من خلال استحداث 41 مصلحة و77 وحدة للعلاج الكيميائي على مستوى 43 ولاية، وكذا توفير 43 مسرعا للعلاج بالأشعة، من بينها 10 مسرعات تابعة للقطاع الخاص، فضلا عن الاستعداد لاستلام مراكز عدة لمعالجة السرطان، من بينها مركز تيزي وزو، و مراكز أخرى بولايات الوادي وأدرار وبشار والأغواط، مما سيسمح بتقليص مواعيد العلاج وفق المقاييس المعمول بها دوليا، كما سيخفف عن المرضى عناء التنقل إلى مناطق بعيدة للتداوي. ونوه الوزير في ذات اللقاء، بالمخطط الوطني لمكافحة السرطان الذي أرساه رئيس الجمهورية، ومده بكافة الإمكانات المادية والبشرية، وجعله أولوية من أجل التكفل الأمثل بمرضى السرطان.