أحيت أمس الأول ولاية تبسة ملحمة تاريخية من ملاحم الثورة الجزائرية المباركة، تتمثل في الذكرى 63 لحرق سوق المدينة من قبل الاحتلال الفرنسي، و سقوط كوكبة من الشهداء الأبرار. حادثة حرق سوق تبسة المتواجد وسط المدينة ، وقعت إثر تنفيذ الفدائي سماعلي بوزيد عملية فدائية عند مدخل سوق تبسة، استهدفت أساسا جنديا عاث فسادا في المدينة و قام باغتيال العديد من المواطنين الأبرياء ، و أثمرت العملية الفدائية عن النيل من 14 عسكريا و جرح المئات. و لم يجد قادة فرنسا آنذاك من سبيل لتغطية هزيمتهم الشنعاء، إلا حرق السوق عن آخره، بدءا بإضرام النار في بضائع المواطنين المعروضة بالسوق القريب من وسط المدينة، لمنع تموين الثورة وتجفيف منابع الدعم لها، و سقط آنذاك العشرات من الشهداء بساحة الشرف، بينهم 06 غير بعيد عن السوق الذي تم حرقه. السلطات الولائية تولي أهمية بالغة لهذا الحدث و تحتفل به كل عام، من خلال إطلاق تسمية 4 مارس على عدد من المؤسسات و الأحياء، و كذا المركب الرياضي. على هامش الوقفة، نظم معرض للصور الفوتوغرافية والمشاهد التاريخية و بثت أشرطة فيديو حول عملية حرق السوق، مع تكريم من عايشوا الحادثة، و حضرت التظاهرة السلطات الولائية المدنية منها والعسكرية، و أتيحت الفرصة لأبناء جيل الاستقلال، للاطلاع ميدانيا على الإنجازات والبطولات التي قام بها السلف خلال الثورة المجيدة. و جسد الفنان التشكيلي حسين مرامرية، حادثة حرق سوق مدينة تبسة، في 04 مارس 1956 ، في جدارية أنجزت بتقنية" البارودياف" ، و تم نحتها إلى جانب سوق الخضر حاليا، قرب مقر المديرية الولائية للأمن الوطني بتبسة، و استعمل الفنان فيها مواد مختلفة ، ليجسد أدق التفاصيل عن هذه الجريمة البشعة، على غرار لحظات هروب التجار عبر طريق " بوحبّة" بعد حرق كل ممتلكاتهم من طرف المستعمر.