أوفدت يوم، أمس، وزارة النقل و المديرية العامة للشركة الوطنية النقل بالسكك الحديدية، لجنة تفتيش متكونة من نائب المدير العام للشركة و مديرين عامين مكلفين بالمملتكات والتجهيز، لدراسة إمكانية إنجاز ممرات محروسة وممرات علوية على مستوى خط السكة الحديدية العابر لبلدية المنصورة، بطلب من الوالي. و يأتي قرار إيفاد هذه اللجنة، حسب مصادرنا، بعد قيام عشرات المحتجين من أبناء البلدية، باقتلاع قضبان حديدية و عوارض بجزء من خط السكة الحديدية على مستوى إحدى الممرات غير المحروسة، التي كانت سببا في مقتل زوجين عجوزين، عشية يوم الخميس الفارط، إثر اصطدام سيارتهما بقطار و جرها على مسافة بعيدة، بينما كانا يحاولان قطع الممر الفوضوي على متن سيارتهما باتجاه الحي المجاور. و أكدت مصادرنا، على أن اللجنة الوزارية قامت بعد وصولها مباشرة لبلدية المنصورة غرب ولاية برج بوعريريج، بالتنقل إلى منزل ضحايا الحادث لتقديم واجب العزاء لعائلته، لتتنقل بعدها رفقة رئيس الدائرة و البلدية للإطلاع على الوضع و تحديد النقاط السوداء على مستوى خط السكة الحديدية في جزئه العابر للمنطقة، من مزيطة إلى مقر البلدية على مسافة تزيد عن 7 كيلومترات، دون أن يتم وضع ممر محروس، ما خلف صعوبات في التنقل بين طرفي خط السكة الحديدية و حرم السائقين من منافذ آمنة للتنقل عبرها نحو سكناتهم بالأحياء السكنية المترامية بجوار السكة على مستوى مقر البلدية مركز و دفع بهم إلى انجاز ممرات عشوائية غير محروسة بالخرسانة فوق خط السكة الحديدية، لتسهيل حركة المرور و تجنب قطع مسافات طويلة للعودة إلى منازلهم و إلى المقرات العمومية و المرافق الخدماتية ببلديتهم. و قد التقت اللجنة الوزارية بالمواطنين و المحتجين و السلطات المحلية، لبحث الحلول الممكنة و الاطلاع على وضعية السكة الحديدية ببلدية المنصورة، لدراسة إمكانية انجاز ممرات محروسة بين مختلف الأحياء السكنية، التي يعود الفصل فيها إلى الوزارة الوصية و تباحث إمكانية انجاز ممرات علوية للراجلين بالتنسيق مع مصالح الولاية، لتسجيل عملية من خزينة الولاية أو على عاتق البلدية. و قامت اللجنة بإشراك المواطنين، من خلال الاستماع لمقترحاتهم و مطالبهم بتسييج خط السكة الحديدية من محطة المنصورة وصولا إلى المدرسة الابتدائية الواقعة بحي بن قدواد محمد السعيد و تهيئة ممر محروس بنفس المكان الذي وقع فيه الحادث المميت قبل أيام، بالإضافة إلى مطلب انجاز ممرات علوية تغطي حي الحراش العربي و الشرقي، لتسهيل تنقلات المواطنين في ظروف آمنة و هو ما قوبل باستجابة مبدئية حسب نفس المصادر، في انتظار إتمام اللجنة لعملها و تدوينها لتقرير شامل. تجدر الإشارة، إلى أن جزء السكة الحديدية المار ببلدية المنصورة، تسبب في متاعب كثيرة للمواطنين و سكان الأحياء المجاورة، في ظل المخاطر المحتملة على أبنائهم الصغار لعدم تسييجه، فضلا عن تحوله إلى مصدر للخطر و الحوادث المميتة الناجمة عن اصطدام عربات القطار بالمركبات في الممرات غير المحروسة و كذا حوادث الدهس التي خلفت عديد الضحايا خلال السنوات الفارطة، أغلبهم من كبار السن و المختلين عقليا.