أغاني "بده الخوص" لا تغيب عن أعراس و أفراح مدينة الألف قبة شيع يوم أمس الأول جثمان الفقيد الفنان أحمد التومي بمقبرة الصحن بعاصمة الولاية الوادي عن عمر يناهز ال 50 سنة بعد صراع طويل مع المرض الذي ألزمه الفراش طيلة ال 03 أشهر الماضية. ويعدّ الفنان المرحوم أحمد التومي المكنى ب " بده الخوص" من أعمدة الفن الشعبي السوفي على غرار الفنان محمد محبوب والمناعي. وولد الفقيد الذي خسره محبوه ومحبي أغانيه سنة 1954 بولاية الوادي أين بدأ مسيرته الفنية في ريعان شبابه كعازف على آلة الزرنة التي لم تفارقه طيلة مسيرته الفنية. وبعد سنوات من عزفه على آلته المحببة شكّل الفنان المرحوم فرقة موسيقية سماها" نور سوف" والتي عملت على إحياء الأفراح والأعراس الشعبية بالولاية لسنوات عديدة قبل أن يختار مجال الغناء والطرب ويحتل مكانة كبيرة بين أعمدة وكبار الأغنية السوفية، حيث تميز المرحوم بآداء الأغاني التراثية مضيفا عليها آداء عصريا مع الحفاظ على الطابع والايقاع التراثي للأغنية. وكان المرحوم يتميز بشكله ومظهره الخاص طيلة مسيرته الفنية حيث كان يظهر دائما بالزي التقليدي للمنطقة أثناء أداء حفلاته سواء داخل الولاية أو في مختلف ربوع الوطن وحتى خارج الوطن حيث كان يفضل لبس الشاش أو ما يعرف بالعمامة و القندورة. ورحل الفنان بده الخوص كما يسميه الجميع بالولاية تاركا خلفه إرثا فنيا كبيرا يتمثل في 30 شريط غنائي هذه الأشرطة التي تحتوي بدورها على أغاني ظلت طيلة مسيرة الفنان من أروع ما غنى ولا زالت ومن بين هذه الأغاني أغنية "أدنادانة وخيتي"، "سعد أيامي دوم عليا"، "قمرة وقادة"، "الوالدين فتحوا الباب للذرية"، "صلوا على رسول الله"، "حن الحنين وأعطاني ربي" وغيرها من الأغاني التي كانت ولا زالت من أروع الاغاني الشعبية السوفية التي أسرت معانيها الصغار والكبار مما جعل الجميع يرددونها في كل حين وفي كل مناسبة حيث لا يخلو حفل أو عرس إلا وصدح صوت الفنان المرحوم بتلك الأغاني التي ستظل خالدة مخلدة لذكراه في أوساط الجميع. وكانت مديرية الثقافة بالوادي قد كرمت قبل شهرين الفنان أحمد التومي وهو على فراش المرض والذي بدا ساعتها متأثرا، حيث أكد ساعتها أنه لن ينسى الالتفاتة التكريمية التي خصّ بها والتي زادته قوة وإرادة في مقاومة المرض الذي لم يعد خائفا منه على حد تعبيره كما يتمنى العودة لعطائه الفني بعد تماثله للشفاء إن كان له في العمر بقية، إلا أن القدر حكم بحكمه بوضعه لنقطة النهاية لمسيرته الفنية الطويلة واختار له الرحيل ومفارقة محبيه وإلى الأبد.