أردوغان: لا تخافوا من الإسلاميين حاول رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان طمأنة التونسيين إلى إمكانية الجمع بين الإسلام والديمقراطية وقال أنه لا يوجد ما تخشاه تونس من تأثير الإسلام على السياسة، معتبرا أن النظام السياسي الجديد في تونس سيظهر أن الإسلام والديمقراطية يمكن أن يتعايشا معا مثلما عليه الحال في تركيا. وأوضح أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك في تونس مع رئيس وزراء الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي، في ثاني محطة له بعد مصر ضمن جولة في شمال إفريقيا، أن العلمانية يجب أن تضمن معاملة عادلة لجميع الناس من كافة المعتقدات إضافة إلى الملحدين، وأضاف أنه لا يوجد ما يمنع المسلم من حكم دولة علمانية، وقال أن تركيا التي لديها 99 في المائة من سكانها مسلمون، تمكنت من تحقيق ذلك بسهولة كما قال ودون تسجيل أي مشكلة، معتبرا أنه “لا حاجة لعرقلة ذلك بانتهاج سبل مختلفة، وأن المشاورات ستعكس إرادة الشعب التونسي على أوسع نطاق”. من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده ستعمل على دعم العلاقات السياسية والاقتصادية بين تركيا وتونس وأنها ستعمل على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي لا يتجاوز في الوقت الحالي مليار دولار، وقال أن بلاده ستحثّ المستثمرين الأتراك على العمل في تونس وستعمل على تطوير تعاونها معها في عديد المجالات لاسيما في مجال الصناعة العسكرية وكذلك في مجالات السياحة والنقل البحري والتعليم. ومن جانبه قال رئيس الوزراء التونسي أن ميادين التعاون ستكون أكثر ثراء بين تونس وتركيا وذلك في المجالات الاقتصادية والسياسية والسياحية. وكان أردوغان قبل ذلك قد حاول إيصال نفس الرسالة الداعية للجمع بين السلام والديمقراطية للمصريين، حيث نصحهم بصياغة دستور يقوم على مبادئ العلمانية وقال أن الدول العلمانية لا تعني اللادينية، وإنما تعني احترام كل الأديان وإعطاء كل فرد الحرية في ممارسة دينه، وهو الموقف الذي أثار حفيظة الإخوان المسلمين وإسلاميي مصر، حيث اعتبروا حديثه بمثابة “تدخل غير مقبول في السياسة الداخلية المصرية”، وقالوا أن دعوة أردوغان للترويج للنظام العلماني التركي “غير مرحّب بها على الإطلاق”، و أنها محاولة “غير مقبولة” لاستنساخ الحالة التركية في بلادهم.وصباح أمس الجمعة وصل أردوغان إلى العاصمة الليبية طرابلس المحطة الأخيرة من جولته، حيث التقى رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس وزرائه محمود جبريل، ومسؤولين ليبيين آخرين قبل أن يشارك في صلاة الجمعة في طرابلس، وعرّج أردوغان في كلمة له أمام حشد من الليبيين في ميدان عام بالعاصمة طرابلس على الأزمة السورية حيث قال أن “من يمارسون القمع على الشعب في سوريا لن يمكنهم الوقوف على أقدامهم” وأضاف أنه “ ما من إدارة يمكنها أن تقف أمام قوة الشعب وإرادته.”