الفكرة خطط لها مناصرو الأهلي و تبناها البرايجية تحول مبنى «قصر الشعب» بعاصمة البيبان ولاية برج بوعريريج، إلى قلعة ابداعية و مدرسة للنضال السلمي، تحتضن أبناء الوطن، على اختلاف مشاربهم و توجهاتهم السياسية و الفكرية و الاجتماعية، حيث أبدع أناس عاديون و طلبة و أساتذة و حقوقيون و نشطاء سياسيون و فنانون في رسم لوحات مشرفة عن الحراك الشعبي، أو ما يصطلح عليه بثورة الابتسامة، لتصبح عاصمة أحفاد المقراني و البشير الإبراهيمي، و هذا المبنى بالذات محط أنظار الجزائريين، و منارة تبعث بإشاراتها النضالية و السلمية إلى العالم، بعدما تلونت واجهات الجرائد الوطنية و منصات و مواقع التواصل الإجتماعي و شاشات كبرى القنوات الفضائية الوطنية و العالمية، بالصور الحضارية التي يرسلها أبناء البرج من هذا المبنى، و طوفان الحشود البشرية التي تحيط به من كل جانب، و رسائله الجريئة و القوية، التي يجسدها أبناء هذه الولاية في ( تيفوهات) أخذت أبعادا عالمية، حسب مهندسي هذا الحراك و تحولت إلى مقياس لدرجة الوعي و استمرارية النضال السلمي، أملا في بناء دولة جديدة. روربورتاج: عثمان بوعبد الله طوفان بشري و رسائل قوية تبهر الجزائريين و العالم توالت الصور و المشاهد من قصر الشعب، منذ المسيرة الرابعة، و أضحت أكثر ابهارا، لما كشفت عنه من درجات الوعي ، بين الشباب المهندس لفكرة الاعتصام الحاشد، بالقرب من المبنى بعد نهاية المسيرة، وهو ما كسر النظرة السائدة عن الشباب و بالخصوص مناصري الفرق الرياضية، الذين عادة ما كانوا يوصفون بالطيش و العنف، لكنهم كانوا السباقين لكسر حاجز الخوف، حسبما استقيناه من مختلف التصريحات و الآراء التي جمعناها منذ بداية المسيرات الأولى بولاية برج بوعريريج، التي كانت من بين الولايات السباقة في التعبير الصريح و الصارخ عن رفض العهدة الخامسة. النصر توغلت وسط المتظاهرين، بعدما صنع البرايجية التميز بمبنى «قصر الشعب «، ليطلق على ولايتهم وصف عاصمة الحراك بامتياز، و حاولت الاقتراب أكثر من المهندسين الحقيقيين لفكرة قصر الشعب، أين كان لنا لقاء مع أبناء حي الجباس الشعبي، الذين خططوا للفكرة، ليتبناها البرايجية، و يلتحق بها المثقف و الكاتب و الأستاذ الجامعي و كل شرائح و فئات المجتمع، منصهرين في قالب واحد ينبذ التشتت و يسعى لرفع صوت الشعب و مطالب الحراك عاليا . وليد، فاتح عبد المحيد و غيرهم من الشباب، رفضوا الإشارة لأسمائهم كون أن العمل الجماعي، رسخت قناعة أن لا أحد يمثل الحراك الشعبي إلى غاية الوصول إلى اتفاق جماعي، مشيرين إلى أن فكرة تشكيل مجموعة الجباس، لم تكن تهدف في أولها إلى الخروج في المسيرات و معارضة النظام، على الرغم من أن كل المنتسبين إليها كانوا في حسرة على ما وصلت إليه البلاد من تراجع أمام توالي الأزمات الاقتصادية و السياسية و التراجع المسجل على جميع الأصعدة، خصوصا خلال العشرية الفارطة، بل كانت الفكرة تهدف إلى توحيد لون أنصار الفريق المحلي أهلي البرج باللون الأصفر للسترات التي تطرز باسم أولاد الحي. السترات الصفراء .. من توحيد ألوان المناصرين إلى مجموعة لتنظيم الاعتصام يضيف أحد الشباب المبادرين لهذه الفكرة، «في البداية لقيت اقبالا من طرف أبناء حي الجباس، و كنا ننوي تعميمها على جميع المناصرين من الأحياء الشعبية الأخرى و البلديات، لتوحيد الألوان في المدرجات، لكن تسارعت الأحداث بعد أسابيع فقط، و تحولنا إلى مجموعة لدعم المسيرات و الحراك الشعبي، و تنظيم الاعتصام بمبنى «قصر الشعب» ليرتفع العدد المنتمين لهذه المجموعة من 60 عضوا إلى أزيد من 360 عضوا في ظرف أسابيع، رغم الصرامة المتخذة في منح هذه السترات المطرزة باسم المجموعة ، للشباب و المواطنين محل الثقة، تجنبا للاختراق أو أي محاولات لإفساد الاعتصام الحاشد. و كما هو معلوم، فإن ولاية البرج، كما يقول كان أبناؤها السباقين لتنظيم المسيرات و الجهر برفض العهدة الخامسة قبل انطلاق الحراك، فقد خرج مئات الشباب يوم 13 فيفري الفارط في أول مسيرة انطلقت من وسط مدينة البرج و جابت مختلف الشوارع، مرورا بنفق المصالحة، ، و قوبلت هذه المسيرة بمخاوف من أن تدفع الولاية ثمنا غاليا، بعد المسيرة الأولى، نزل خبر وفاة الطالب الجامعي أصيل ابن الولاية بالإقامة الجامعية بن عكنون كالصاعقة، ما زاد من حالة الاحتقان و الغضب في جنازته، لتخرج بعدها مجموعة من الشباب في مسيرة رفع فيها شعارات رافضة للنظام ، تم تداول صور عنها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الإجتماعي و من قبل نشطاء سياسيين و حقوقيين أبدوا نيتهم للدفاع عن شاب أوقف خلالها، و هنا بدأت مجموعة أولاد الجباس تخطف الأضواء في المسيرات الثلاث الأولى بلباسها الموحد و ستراتها الصفراء، و الهتافات المدوية التي تناقلتها وسائل الإعلام و القنوات التلفزيونية، أين المنتمين للمجموعة برحيل النظام قبل استقالة الرئيس السابق . اللجوء إلى قصر الشعب لحماية الحراك من التشتت يقول أحد الشبان الناشطين في المجموعة، «لا يهم من كان السباق في اطلاق الشرارة الأولى للحراك، بقدر ما كان يهمنا توحيد الصفوف، بعدما لاحظنا محاولات اختراق وحدة الشعب و تشتيت المسيرات بالشعارات و الفئوية التي طغت و بدأت تظهر في تنوع ألوان السترات و خلق مجموعة من المسيرات في مسيرة واحدة، مع عدم الاستقرار على شعارات موحدة»، و قد تم رفض بعض الوجوه لنشطاء سياسيين من تنظيم تجمعات شعبية، و اعتبارها من قبل البعض محاولة لركوب الموجة أو لتوجيه مطالب الشعب و تشتيتها، خاصة و أن الظرف كما يقول محدثنا كان يحتاج إلى التوحد أكثر من التشتت في ظل بروز الصراعات و الانشقاقات في أعلى هرم السلطة مع حاجة الجيش إلى الدعم الشعبي، لتحقيق المطالب. هذا الوضع أفرز خطة جديدة، بدأ التخطيط لها انطلاقا من المبنى، الذي بقي مهجورا منذ سنوات، بالقرب من مقر سوق الفلاح القديم بوسط مدينة البرج، باعتباره مكانا استراتيحيا لتجمع الحشود بعد انتهاء المسيرة، فضلا عن محاولة توحيد الشعارات و الصفوف من خلال الاعتصام بالقرب من هيكل هذا المبنى غير المكتمل والمشكل من ستة طوابق، ليتم الترويج للفكرة عبر صفحات الفايسبوك، حيث لقيت التجاوب المرغوب بداية من المسيرة . (تيفو) عالمي برسائل قوية لجلب الأنظار و تمرير الرسائل نقص الإقبال، دفع بالمنظمين إلى الاعتماد على فكرة ( التيفو) و أنشطة أخرى لتحفيز المواطنين و المتظاهرين، على التجمع بالقرب من هذا المبنى الذي أطلقت عليه تسمية ( قصر الشعب) بعد منع المتظاهرين من الصعود لقصر الشعب بالجزائر العاصمة، و كذا لما يحمله من رمزية كون أنه محل نزاع قضائي، و غير مكتمل البناء لكن الهيكل و الأساس موجود، و هو ما يمكن اسقاطه على الحالة الجزائرية، ، حيث لا تزال الدولة بحاجة لبناء صلب و واجهة سياسية و اقتصادية و دبلوماسية قوية رغم وجود الهيكل، وفق طرح الشباب الذين التقيناهم. و زادت رمزية هذا المبنى، بعدما تحول إلى منارة لنضال أبناء البرج و محط أنظار الشعب الجزائري و العالم، و محج و قبلة للنشطاء الحقوقيين و الفنانيين و المناضليين السياسيين و المواطنين القادمين من مختلف ولايات الوطن، مع رفض اعطاء صبغة التمثيل لأي شخص مهما علا شأنه في هذا التجمع، أين يكون الجميع سواسية، و تكون الرسالة موحدة في اللافتات و اليافطات الكبيرة، و التيفو . من يقف وراء الشعارات القوية؟ قد يكتفي المتلقي، بتفكيك شفرة رسائل الاعتصامات و التيفوهات التي يبدع فيها شباب الحراك، دون محاولة التوغل أكثر، للاطلاع على حقيقة هذه الرسائل و الشعارات و من يقف خلفها، و ما هي مراميها و أهدافها الحقيقية، و هل هي من عمق الحراك، أم أنها مجرد املاءات لتمرير رسائل جهة على حساب أخرى، أو تغليب رأي على آخر ، في ظل النداءات المتكررة للشعب برحيل رموز النظام ، و التي لقيت مساندة و دعما قويين من المؤسسة العسكرية، و العدالة التي حركت جهاز القضاء. و لمعرفة، مصدر هذه الرسائل و كيف تنسج خيوطها، للخروج بهذه المحتويات، التي تتجاوز في تحليلها للوضع و مستجداته و نظرته الاستشرافية ، أفكار مواطنين بسطاء ، توغلنا أكثر وسط شباب الحراك و مهندسي و مصممي مختلف الشعارات، و بالخصوص (التيفو) الأسبوعي، الذي بلغ صداه دول العالم، حيث لم تبق رسالته حبيسة أرض الوطن بل سافرت إلى مختلف قارات العالم، لتصبح مادة دسمة لكبرى القنوات الفضائية و الجرائد العالمية، و بالأخص العربية منها، لما يحمله من رسائل و محتويات قوية، و رؤى و مطالب عادة ما تتحقق و تتجسد ميدانيا، على غرار اللعب على ورقة العدالة، و الحسم في استعمالها كورقة رابحة لفائدة مطالب الحراك الشعبي. و نظرا لقوة هذه الرسائل و اقتراب نظرتها الاستشرافية، من التعديلات و القرارات المتخذة تباعا، سواء على مستوى مؤسسات الدولة و الحكومة و كذا مؤسسة الجيش، لم يكن أمر التوصل إلى الكشف عن مهندسي هذه الشعارات و التيفوهات سهلا ، بل يحتاج إلى محاولات جادة للتأكد من حقيقتها، حيث أكد من تحدثنا إليهم أن هذه الرسائل ما هي في الحقيقة إلا تجسيدا لمطلب شعبي، يبتعد في جوهره و صلبه عن أية املاءات، لكن الفصل فيها يحتاج إلى تشاور على مدار الأسبوع، بين مجموعة من شباب الأحياء الشعبية و رجال قانون و مثقفين و فاعلين في النشاط الشباني و الجمعوي من أولاد حي الجباس الشعبي، ليتحدد محتوى الرسالة الموجهة للسلطة من على مبنى قصر الشعب يوم الثلاثاء، لتمكين الشباب المشرفين على رسم التيفو و كتابة الشعارات و الرسائل المرجوة، من اتمام عملهم قبل يوم الجمعة الموعد المشهود و المنتظر، من قبل المتظاهرين و المتتبعين لمسيرة أبناء البرج التي أخذت أبعاد عالمية، و حتى من قبل السياسيين و الإعلاميين و كبار المحللين الذين أصبحوا يستلهمون تحليلاتهم و أرائهم لقياس نبض الحراك الشعبي و مدى تمسكه بمطالب التغيير و استمراره بالقوة المطلوبة، من الاعتصام المنظم بالقرب من مبنى قصر الشعب بعد صلاة الجمعة. و هو ما عبر عنه الكثير من المحللين و السياسيين عبر منصات التواصل الإجتماعي و المواقع الالكترونية و البلاطوهات التلفزيونية. والمتمعن في الرسائل و محتوياتها القوية يجد أنها عادة ما تكون مسايرة لموقف المؤسسة العسكرية، و داعمة له كخيار ينادي به كافة الشعب، أو مقدمة لرؤيا استشرافية و لتوقعات ما سيتم تحقيقه من مكاسب، فضلا عن الاشارة إلى بعض الحلول الممكنة للوضع، خاصة من خلال التركيز على دور العدالة و المحاسبة، و هو ما أكد بشأنه بعض الشبان، أنهم اختاروا دعم خيار الجيش الشعبي الوطني، من خلال الإجتماعات المتكررة و آراء المتدخلين فيها، بمن فيهم أساتذة في التاريخ على اطلاع بما يجري في دول العالم، و الذين أكدوا على أن جميع الدول التي وقفت فيها الشعوب ضد جيوشها، شهدت حروبا مدمرة و انهارت فيها أنظمة الحكم لتتحول إلى أنظمة مستبدة ، مضيفين أن المؤسسة العسكرية عبرت عن موقفها، و أبدت تمسكها بالحياد و تقديم ضمانات بحماية مطالب الشعب، لتحقيق التغيير المنشود، عكس الحكومة التي تحاول بحسبهم تنظيم انتخابات رئاسية بنفس الوجوه ، و برموز النظام المطالبين برحيله. تحضيرات في سرية تامة و كلمة سر لمنع الاختراق بعد الاتفاق على الشعارات و الرسم الكاريكاتوري و الرسائل المقترحة للافتة الكبيرة ( التيفو) المنتظر إسداله من فوق مبنى قصر الشعب، بعدما تستقر جميع الحشود بالساحة و الطرقات المقابلة، كمصب للمسيرة، يأتي الدور على الشباب المكلفين بمراقبة الورشة التي يجري فيها تصميم و رسم ( التيفو) في سرية تامة ، ليتم استكمال بعض التفاصيل الصغيرة فوق سطح البناية في آخر اللحظات من يوم الجمعة، وفقا لمستجدات الوضع والتحولات. قصد، الاطلاع على أجواء التحضيرات، توغلت النصر وسط الشباب المكلفين بالعملية، أين لقينا صعوبات في الوصول إلى أعلى البناية، التي لا يمكن للوصول إليها إلا بارتداء السترة الصفراء، أو بترديد كلمة السر أو الاستعانة بأحد المنظمين، لإنجاز مهمة عمل لها مبرر للوصول إلى أعلى البناية، مع الالتزام بالحفاظ على سرية محتوى التيفو و عدم التسرع بنشر محتوياته أو صوره عبر مواقع التواصل و قنوات الاعلام، إلا بعد انزاله بالنظر إلى رمزيته و عدم حصره في مجموعة معينة، بل هو ملك للجميع و يحمل في طياته آمال و تطلعات الشعب البرايجي و الجزائري، ما جعلهم أقرب إلى القلب و محل قبول و إجماع من قبل المتلقين و أبناء الشعب الجزائري، على اعتبار أن المحاولات المرسلة منه مسايرة و داعمة لمطالب الشعب و الحراك، و تحتوي على معاني و رسائل قوية، أبهرت في مضمونها و عمقها المحللين، كما أنها تضمنت منذ بدايتها رسائل جريئة و معادية لرموز النظام، حتى قبل رحيل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لتتوالى رسائل قصر الشعب على مدار الأسابيع الأخيرة، في تناغم مع مطالب الشعب و تجاوب السلطة و تطمينات الجيش . طوفان بشري في انتظار لمسة الفنان عبد المجيد فوق سطح البناية تظهر الحشود البشرية التي تملأ الساحات و الطرقات البشرية، و كأنها طوفان بشري يتدفق عبر مختلف الشوارع الكبرى في المسيرة، ليستقر بالقرب من البناية في انتظار إنزال ( التيفو) فيما يسارع الفنان المبدع عبد المجيد سيليني الزمن لإتمام الرسومات وكتابة الشعارات، بمساعدة من الشباب، في أجواء تنظيمية صارمة، يحسب فيها ألف حساب لكل كبيرة وصغيرة، قبل أن يكتمل العمل و يعلن عن وقت اسدال التيفو من فوق البناية ليستقبلها الحضور و حشود المواطنين المعتصمين الذين تتعالى أصواتهم بنشيد الوطن، و حياة الجزائر و جيشها، و مطالب التغيير و الرحيل لرموز النظام، و المحاسبة للمفسدين، و من يصفونهم بالعصابة ومنها على سبيل المثال ( كليتوا لبلاد يا السراقين) ( جزائر حرة ديمقراطية ) ( تحيا الجزائر ... جزائر الشهداء) ( جيش شعب خاوة خاوة) ( صحيتونا و باصيتوا فينا) و غيرها من الهتافات و الشعارات التي عادة ما تكون متناغمة مع محتوى ( التيفو). دروع بشرية لتأمين نزول المتظاهرين من البناية بعد عرض التيفو و ترديد مختلف الشعارات، تبدأ جموع المتظاهرين، في مغادرة المكان، و يسارع الشباب داخل البناية، في التنظيم و تأمين الممرات و السلالم بوضع حواجز بشرية بمحيط البناية و السلالم لتسهيل خروج مئات المواطنين في ظروف سليمة و آمنة لتجنب أية حوادث غير مرغوبة، إلى غاية خروج جميع المتظاهرين عبر فجوات في أسفل البناية، تم استحداثها لتسهيل دخول المواطنين، بعدما كانت في أول الأمر مجرد مدخل واحد. و لعل ما شد انتباهنا، أن الشباب الساهرين على تنظيم هذه المسيرات و المظاهرات، و خلافا للنظرة السلبية للبعض اتجاههم، يجمعهم حب الوطن و وجعه في آن واحد، شباب من مختلف مناطق و بلديات الولاية، يبحثون عن وطن يجمعهم ويتفهم آمالهم و طموحهم بالعيش الكريم، وطن تتوزع خيراته على جميع أبنائه بدون تمييز، و وطن يستعيد و يتصالح مع أبنائه المنسيين و المهجرين فوق قوارب الموت بحثا عن الأمل .