* إصابة 27 شرطيا وتوقيف 108 أشخاص بالعاصمة اكتسح الجزائريون الشارع في الجمعة الثامنة من الحراك الشعبي، للتعبير عن رفضهم تولي عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة، واستمرار عدد من رموز النظام في مناصبهم، ومشاركتهم في تسيير المرحلة القادمة، مطالبين برحيل كل الوجوه التي شاركت في تسيير البلاد في المرحلة السابقة. ولم تمنع برودة الطقس القسنطينيين من الخروج إلى الشارع والتعبير عن رأيهم، حيث غصت وسط المدينة بالمتظاهرين من مختلف الفئات إلى جانب عائلات آثرت أن تواصل المشاركة في الحراك بعد شهر ونصف من انطلاقه، وتجمع المتظاهرون في البداية بساحة الشهداء قبل أن يسيروا في شكل مجموعات متفرقة عبر شوارع المدينة، في وقت استمر توافد المتظاهرين ليبلغ عدد المشاركين ذروته عند الثالثة بعد الزوال، ورفع المتظاهرون الراية الوطنية وشعارات تدعو إلى رحيل رموز النظام السابق، ومحاسبة كافة المتورطين في نهب المال العام. وبميلة شارك عدد كبير من المواطنين في مسيرة الأسبوع الثامن ، على الرغم من برودة الطقس، رافعين شعارات تطالب برحيل جميع رموز النظام القديم، حيث انطلقت المظاهرة من روضة الشهداء بعين الصياح نحو مقر الولاية ثم شارع أول نوفمبر، في مسارها المعتاد، مع تسجيل تنظيم محكم. وبعنابة شهدت ساحة الثورة توافد حشود من المتظاهرين، رغم التساقط الغزير للأمطار، رافعين شعارات تعتبر الانتخابات ب «اللاحدث»، مجددين مطالبهم بمرحلة انتقالية يسيرها رجال لهم سجل نظيف. وقد جابت جموع المتظاهرين تحت الأمطار، ساحة الثورة إلى غاية حي الماجستيك مرددين هتافات حماسية، ومنددة ببقاء ما أصطلح عليه ب «الباءات الثلاثة» في مناصبهم. بدورها شهدت شوارع جيجل، خروج حشود في مسيرة على الرغم من تساقط الأمطار، رافعين شعارات تطالب برحيل بن صالح، والحكومة، وذكر حاضرون بأن غياب الثقة منذ سنوات جعلهم يرفضون المبادرات مهما كانت طبيعتها، وعرفت باقي المدن مسيرات مماثلة. أما بخنشلة فتميزت الجمعة الثامنة، بتنظيم تجمع حاشد بساحة عباس لغرور مع مشاركة العنصر النسوي، مرددين عبارات ترفض النظام وممثليه داعين إلى القطيعة النهائية مع قادة المرحلة السابقة، وقد نظم المتظاهرون تجمعا ضخما بساحة عباس لغرور التي أصبحت قبلة للخنشليين كل أسبوع. وبعاصمة الهضاب لم يتخلف السطايفية عن الموعد على الرغم من تساقط الأمطار، رافعين الراية الوطنية ودوت الشعارات أمام مقر الولاية، بعد أن استعان البعض بمكبرات الصوت، علاوة على استعمال آلات موسيقية، ما خلق أجواء حماسية، في وقت نظم الصحفيون والمحامون وقفة مشتركة أمام ساحة دار الثقافة مساندة للحراك الشعبي. «قصر الشعب» قبلة البرايجية وببرج بوعريريج، تحول المبنى المسمى «قصر الشعب» إلى قبلة لجميع المسيرات، أين تعود شباب الحراك، على اختصار رسالتهم في إطلاق «تيفو» من أعلى البناية، يجسدون فيه رسائلهم، التي عادة ما تكون كرد فعل عن النتائج المحققة والآمال المنتظرة، في الحوار المستمر بين الشعب والسلطة، والمطالب المرفوعة إلى النظام في كل جمعة، خاصة وأن البرايجية عبروا عن ثقتهم في الجيش الوطني الشعبي، رغم ابداء البعض منهم لعدم رضاه على تنصيب بن صالح رئيسا للدولة، ولا يزال البرايجية، متمسكين بمطلب رحيل جميع رموز النظام، حيث جسدوا في «تيفو» المسيرة الثامنة مشهدا، لمباراة في وقتها الاضافي بين الشعب، ومن وصفهم شباب الحراك بالعصابة. وببسكرة نزلت أمواج بشرية إلى الشارع في مسيرات حاشدة للمطالبة بالتغيير الجذري حيث تجمع المتظاهرون بساحة الحرية بوسط المدينة ورفعوا العديد من الشعارات التي تدعو لضرورة رحيل الباءات الأربعة ومحاسبة جميع المفسدين وتفعيل المادتين 7و8 من الدستور، ولم يختلف المنظر ببقية مدن الولاية التي عرفت هي الأخرى وكعادتها مسيرات حاشدة غصت بها الشوارع الرئيسية وجهوا خلالها انتقادات لاذعة للحكومة ولأحزاب الموالاة التي طالبوا برحيلها الفوري.كما تجدد الحراك الشعبي في جمعته الثامنة بولاية الوادي والمقاطعة الادارية المغير من خلال التجمع في الساحات عقب صلاة الجمعة إذ غصت الساحات بحشود من المتظاهرين في مسيرة سلمية تعد من بين أكبر الجمعات حضورا، وعبر المتظاهرون عن تمسكهم بالجيش الشعبي معتبرين أن الجيش يتألف من أبناء الشعب ولا مكان للخونة بينهم، ليختتم الشباب وقفتهم ككل أسبوع بتنظيف الساحة ووضع الأكياس بالحاويات المخصصة. وبباتنة خرج الآلاف من المواطنين في مسيرة عارمة للمطالبة برحيل بقايا رموز النظام حيث اصطلح على الجمعة الثامنة بجمعة المطالبة برحيل الباءات وهو ما تردد في شعارات وهتافات المتظاهرين. مسيرة أمس بعاصمة الأوراس لم تختلف عن سابقاتها من حيث العدد الكبير للمتظاهرين رافضين ماجاء به بن صالح لإجراء انتخابات رئاسية في الرابع جويلية، وكانت الحشود البشرية قد سارت وتظاهرت عبر شوارع وأحياء وسط المدينة وكانت ساحة الحرية قد غصت عن آخرها بالمتظاهرين.واختصر المتظاهرون في سكيكدة مطالبهم في رحيل الباءات الأربعة حاملين شعارات أبدوا من خلالها رفضهم للانتخابات التي حددها واعتبروا بأن تنصيب بن صالح رئيسا للدولة يعتبر تحد صارخ واستفزاز لإرادة الشعب مؤكدين بأن الشعب يريد انتخابات حرة ونزيهة يسهر عليها أناس نزهاء وشرفاء لتأسيس الجمهورية الجديدة داعين إلى تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور وضرورة الاحتكام إلى الإرادة الشعبية، مع الاشارة أن الأمطار التي تهاطلت في بداية المسيرة لم تؤثر على الاقبال الكبير للمواطنين من مختلف البلديات. مسيرات ضخمة بتبسة وقالمة كما كانت المسيرة ضخمة بتبسة، وانطلقت من وسط المدينة ومرورا بشارع 5 جويلية فمحور الدوران النسر، ووصولا إلى مقر الولاية،ثم العودة إلى نقطة الانطلاق، وكان العلم الوطني حاضرا مثلما كان العلم الفلسطيني،وفي أجواء تنظيمية رفع المحتجون عدة لافتات تطالب بالتغيير الشامل، كما تواصلتالمسيرة إلى غاية الساعة السادسة، وعاشت بعض المدن بالولاية نفس الأجواء الداعية إلى التغيير.وخرج سكان قالمة في مسيرة حاشدة جابت الساحات الرئيسية والشوارع الكبرى رفع خلالها المتظاهرون الاعلام الوطنية ولافتات مطالبة بتغيير الوجوه التي تقود الدولة منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وجدد سكان قالمة دعمهم المطلق للجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية الأخرى وقد انطلقت المسيرة من موقعها المعتاد بساحة النصب المخلد للرئيس الراحل هواري بومدينة ثم شارع سويداني بوجمعة الشهير وشارع أول نوفمبر وسط المدينة باتجاه ساحة قهدور الطاهر التي ماجت بطوفان بشري هتف بحياة الجزائر. مراسلون مسيرة حاشدة بالعاصمة رغم الحصار واستعمال الغاز المسيل للدموع لأول مرة بساحة أودان شهدت الجزائر العاصمة أمس مسيرة حاشدة في ثامن جمعة من الحراك الشعبي المطالب بالتغيير و ضرورة رحيل كل رموز السلطة الحالية في مقدمتهم عبد القادر بن صالح، ولأول مرة منذ بداية هذا الحراك تشهد ساحة موريس أودان وسط العاصمة أمس استعمال قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. كالعادة كانت العاصمة أمس ساحة لمسيرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين القاطنين بالعاصمة والقادمين من ولايات أخرى رافعين شعارا رئيسا يتمثل في ضرورة رحيل الباءات الأربع التي تمثل رموز السلطة الحالية بشكل أبرز، فضلا عن الشعارات الأخرى التي دأب المتظاهرون على رفعها كل جمعة من قبيل " هاذي بلادنا ونديروا راينا"، " ماراناش حابسين كل جمعة خارجين"، تتنحاو قاع"، " الشعب هو الرئيس". مسيرة العاصمة أمس، التي تعتبر الأولى بعد تولي عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة، كانت كبيرة على الرغم من الإجراءات الأمنية التي قامت بها السلطات من أجل منع الكثير من القاطنين خارج الجزائر الوسطى من الوصول إليها، حيث أقيمت العديد من الحواجز من طرف الدرك الوطني والشرطة على العديد من المحاور والطرق السريعة والرئيسية التي تؤدي إلى داخل العاصمة، وقامت بحملة تفتيش و رد للعديد من المواطنين إلا أن الكثير منهم تحدوا ذلك ووصلوا إلى قلب العاصمة مشيا على الأقدام. وعلى خلاف الجمعات الماضية فقد امتلأت ساحة البريد المركزي وشارع العربي بن مهيدي حتى ساحة الأمير عبد القادر وشارع ديدوش مراد حتى ساحة أودان قبل منتصف النهار، وقد أخلت الشرطة ساحة البريد المركزي صباحا أمام ضغط العدد الكبير من المتظاهرين الذين توافدوا على المكان، بعدما حاولت حصرهم في هذه الساحة، مع الإشارة أن المتظاهرون بدأوا في الوصول إلى العاصمة منذ الصباح الباكر وبعضهم وصل في حدود الرابعة صباحا. وهو نفس السيناريو الذي تكرر في ساحة أول ماي، حيث وأمام السيول البشرية الكبيرة التي توالت في التوافد على المكان أخلت شرطة مكافحة الشغب الساحة وتركتها للمتظاهرين، مع الإشارة أن العاصمة شهدت هذه الجمعة تعزيزات كبيرة لم تشهدها منذ بداية الحراك. وبعد صلاة الجمعة امتلأ وسط العاصمة عن آخره بالمتظاهرين القادمين من مختلف الاتجاهات وشرعوا في السير والهتاف كالعادة معبرين عن رفضهم تولي عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة وبضرورة أن يرحل رفقة الوزير الأول نورالدين بدوي، والطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري، والباء الرابعة بوشارب معاذ رئيس المجلس الشعبي الوطني. وفي حدود الرابعة بعد الزوال وقعت صدامات بين الشرطة والمتظاهرين عند مخرج النفق الجامعي المؤدي إلى شارع محمد الخامس حيث استعملت قوات مكافحة الشغب ولأول مرة في مسيرات الجمعة خراطيم الماء لتفريق المتظاهرين على مستوى ساحة موريس أودان باتجاه شارع محمد الخامس، وهذا بعد استفزازات من طرف بعض المخربين، ما أدى بقوات مكافحة الشغب إلى الرد بالمياه ثم بالغاز المسيل للدموع على مستوى أودان والنفق الجامعي ومطلع شارع محمد الخامس وهو ما أدى إلى وقوع تدافع كبير بين المتظاهرين خلف إصابة البعض منهم بجروح. لكن حكمة بعض المشاركين في المسيرة أدت إلى تغليب الروح السلمية مرة أخرى وتهدئة الأجواء لتتواصل المسيرة بعدها في جو عادي، لكن المواجهات عادت في حدود السادسة مساء إلى شارع محمد الخامس، كما نشير أيضا أن قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك والشرطة استعملت على مستوى حي الموز بالدار البيضاء هي الأخرى أمس الغاز المسيل للدموع لإعادة جموع المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى العاصمة بعدما منعتهم من ذلك، وقد أضطر الكثير منهم إلى تغيير محاور السير، و قد خلق ذلك اختناقا مروريا كبيرا على هذه المحاور المؤدية إلى شرق العاصمة. ودائما بوسط البلاد شهدت مدينة البليدة مساء أمس مسيرة ضخمة في الجمعة الثامنة رافضة لتقلد عبد القادر بن صالح الفترة الانتقالية، وطالب المتظاهرون باستقالته واستقالة الحكومة التي يقودها نور الدين بدوي، واستقالة رئيس المجلس الدستوري، وتأسيس مجلس رئاسي تقوده شخصيات وطنية، وانطلقت المسيرة من ساحة الحرية بباب السبت وجابت شوارع المدينة وصولا إلى حي بن بوالعيد، وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للنظام وتدعو إلى بقاء المسيرات في سلمية. و في تيزي وزو، خرجت آلاف العائلات للجمعة الثامنة على التوالي في مسيرات سلمية حاشدة إلى شوارع جرجرة للمطالبة بالتغيير الجذري ورحيل بقايا رموز النظام. و كالعادة انطلقت المسيرة الأولى من أمام جامعة مولود معمري باتجاه ملعب أول نوفمبر ووسط المدينة ومختلف الشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية وصولا إلى ساحة المتحف ثم محطة المسافرين القديمة (ساحة الزيتونة)، بينما انطلقت مسيرة أخرى من المدينة الجديدة، مرورا بنهج الإخوة بلحاج وستيتي علي قبل أن تلتحق بالمسيرة الأولى. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل بقايا رموز النظام، منددين بتطبيق المادة 102 من الدستور وعدم احترام مطالب الشعب، وأكد بعض الذين شاركوا في المسيرات، أنهم لم يخرجوا لتخريب البلاد بل لاستعادة الحرية المسلوبة منذ الاستقلال ولبناء جمهورية ثانية أساسها العدل والمساواة. أما بعاصمة غرب البلاد وهران فقد اتفق المتظاهرون أمس على كلمة واحدة وهي «ارحل» ، جمعوا فيها كل وجوه النظام وعلى رأسهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، حيث رددت الأغلبية « الشعب اتخذ القرار، ترحلو يعني ترحلوا»، كما أجمعت الشعارات المرفوعة على رفض التدخل الأجنبي من أي كان وبأي شكل مركزين على الإمارات العربية المتحدة و فرنسا، وبدت شعارات أخرى رفعها المتظاهرون ملحة في طلبها بضرورة استعجال تطبيق المادتين 7و8 اللتان وعد بهما الجيش وجاءت اللافتات مخاطبة بصفة مباشرة رئيس الأركان الفريق قايد صالح، بينما ثمنت لافتات الشعب مجهودات الجيش الشعبي الوطني، ورددوا «الجيش والشعب خاوة خاوة» ، وغابت لافتات حول ما جرى في السودان، والتي اعتبرها الشعب لا حدث، وأصروا على مواصلة مسيرات الجمعة لغاية تحقيق الأهداف بتغيير النظام، وإقرار جمهورية جديدة، ولم تكن الجمعة الثامنة حاشدة بوهران نظرا لمشاركة المئات من أبناء الباهية في مسيرة العاصمة، ولكن تميزت المظاهرة بطرح بعض الاقتراحات للخروج من الأزمة منها الإسراع في وضع آليات تنبع من الشعب لفرض أرضية عملية والمضي نحو الأمام، كما حرص بعض الشباب على وضع لافتات تعريفية بالشهداء منهم محمد بوضياف و زدور إبراهيم.