فتحت مدرسة ضباط الصف للمعتمدية الشهيد الصديق بوريدح بقالمة يوم، الخميس، أبوابها للإعلام و الجمهور على مدار يوم كامل، تمكن خلاله الزوار من اكتشاف قدرات المدرسة العريقة في مجال تكوين الكوادر البشرية في التعليم و الإدارة و التدريب على مبادئ القتال و غيرها من الأنشطة الأخرى الخاصة بالحياة المهنية للمجندين. أشرف العميد قائد اللواء الخامس لرادارات الكشف بالناحية العسكرية الخامسة، على افتتاح هذا النشاط رفقة قائد المدرسة و كبار الضباط العاملين بها، مؤكدا على أن هذه المدرسة تعد قلعة من قلاع سلاح المعتمدية و أن الأبواب المفتوحة التي اعتاد الجيش الشعبي الوطني على تنظيمها باستمرار، تندرج في إطار تمتين العلاقة بين المؤسسة العسكرية و محيطها الخارجي الذي يعد بمثابة العمق الاستراتيجي للقوات المسلحة. وقد اطلع الصحافيون والمواطنون على مختلف هياكل المدرسة وتلقوا شروحات وافية حول برامج التكوين العسكري القاعدي و منظومة التعليم التي تعرف تطورا متسارعا يتماشى و التحولات الكبيرة التي تعرفها القوات المسلحة الجزائرية. و كانت البداية من قاعة المحاضرات ذات الهندسة الجميلة، أين استمع الحضور إلى عرض حول مهام و اختصاص مدرسة ضباط الصف للمعتمدية بقالمة، تلاه شريط وثائقي يوجز أهم نشاطات المدرسة، ثم انتقل الزوار رفقة كبار الضباط إلى مختلف ورشات التدريب و التعليم العسكري و التعليم العام و التعليم المتخصص الذي يعد القلب النابض للمدرسة التي تضمن تكوينا رائدا في الأهلية العسكرية المهنية في الميزانية و المالية و أمانة الموارد البشرية و الأهلية العسكرية المهنية الدرجة الثانية تخصص قضاء عسكري كتابة الضبط و إدارة عقابية و الأهلية العسكرية المهنية درجة أولى ميزانية و مالية و تسيير و تموين و أمانة و موارد بشرية. وتعد تخصصات المالية والتسيير و القضاء العسكري من أبرز اختصاصات المدرسة، إلى جانب ضمان التكوين حسب الطلب في تخصصات أخرى حسب طلب المديريات والمصالح المركزية لوزارة الدفاع الوطني في مجال التسيير الخاص لفائدة ضباط الصف التابعين لها. و إلى جانب مواد التخصصات الرئيسية تتضمن برامج التعليم أيضا كما هائلا من برامج تعليم اللغات و التاريخ و الجغرافيا و التكنولوجيات الحديثة و برامج الحاسوب و التسيير الرقمي للتعداد و المخزون و الحياة المهنية للمجندين. وتعمل هيئة التدريس على تطوير برامج تعليم اللغات، حيث بدأت الإنجليزية تكتسح اللغة الفرنسية، غير أن اللغة العربية تعد لغة التدريس الرئيسية لمختلف التخصصات. وقد قطعت مدرسة ضباط الصف للمعتمدية الشهيد الصديق بوريدح أشواطا معتبرة في مجال الإعلام الآلي و الرقمنة التي أصبحت عصب التسيير و الإدارة و التواصل بين مختلف هياكل الجيش الشعبي الوطني. كما اطلع زوار المدرسة أيضا، على أقسام الصحة العسكرية و العتاد و الرياضة و الأسلحة المختلفة و تابعوا عمل الورشات الميدانية و استمتعوا بعرض رياضي و قتالي على البساط الأخضر لملعب المدرسة، الذي يعد مكسبا كبيرا تحقق في السنوات الأخيرة إلى جانب القاعة المتعددة الرياضات و قاعة المحاضرات و غيرها من الهياكل الجديدة التي جعلت من المدرسة الصغيرة قلعة مترامية الأطراف. و قد تأسست مدرسة ضباط الصف للمعتمدين بقالمة، في 11 أوت 1982 على أنقاض مدرسة أشبال الثورة بالثكنة القديمة بوسط المدينة و بعد 4 سنوات انتقلت إلى مقرها الجديد عند سفح جبل ماونة و ظلت تمد القوات المسلحة بالكوادر البشرية ذات الكفاءة العالية و خاصة في مجال التسيير و المالية و الموارد البشرية و القضاء العسكري. و في شهر فيفري 2014، صدر قرار بتسمية المدرسة باسم الشهيد الصديق بوريدح و أصبح هذا الصرح الكبير قبلة للطلبة من عدة دول صديقة و شقيقة، إلى جانب التكوين المتواصل لفائدة مختلف هياكل الجيش الشعبي الوطني.