أساتذة و مؤرخون يدعون إلى مزيد من الدراسة و البحث لكشف الجريمة دعا المشاركون في الملتقى الوطني حول مجازر 8 ماي 1945 المنعقد بجامعة قالمة أمس الأربعاء إلى مواصلة البحث و التنقيب و الدراسة الجادة لتسليط مزيد من الأضواء على تلك الأحداث الأليمة التي مر بها الشعب الجزائري الخاضع للاستعمار الفرنسي قبل 74 عاما. قال الأستاذ محمد شرقي مدير مخبر التاريخ بجامعة قالمة، بأن انتفاضة 8 ماي 1945 قد جاءت نتيجة العمل الجاد للحركة الوطنية الناشطة بمنطقة الشرق الجزائري، و خاصة بقالمة التي اعتبرها مهدا للوطنية التي عرفت تطورا و حركية كبيرة من سنة 1932 إلى غاية 8 ماي 1945، مؤكدا بان كل المؤشرات كانت توحي ببداية ثورة عارمة ضد الاحتلال بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث كان قادة الحركة الوطنية بقالمة ينظمون الصفوف و يحشدون مزيدا من المناضلين و شباب الحركة الكشفية التي كان لها دور كبير في اندلاع الانتفاضة الكبيرة التي قادت إلى ثورة التحرير المقدسة. و من جهته أوضح رئيس جامعة قالمة الدكتور صالح العقون في افتتاح الملتقى بأن الجامعة تلعب اليوم دورا كبيرا في دعم البحوث و الدراسات التاريخية، و عقد الملتقيات لتسليط مزيد من الضوء على انتفاضة 8 ماي 1945 و ترسيخها لدى جيل الشباب، و خاصة طلبة الجامعات الذين دعاهم إلى معرفة التاريخ الصحيح، و خلص إلى القول بان جامعته التي تحمل اسم 8 ماي 1945 ستعمل على دعم جهود البحث و محاربة النسيان، و كشف الجريمة من خلال الدراسات و البحوث المستمرة. و تطرق متدخلون من جامعات قسنطينة، عنابة، بسكرة و قالمة إلى مواضيع مهمة حول الظروف التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة الشعبية التاريخية، و ذالك بالتطرق إلى موضوع الدعاية الوطنية عن طريق بعض الجرائد و المنشورات بينها المساواة، العمل الجزائري، و الشعلة التي لعبت دورا كبيرا في تذكير الجزائريين و العالم بجرائم فرنسا التي ارتكبتها خلال انتفاضة ماي الأسود على وجه الخصوص. و قال المشاركون في الملتقى بأن مؤرخين و باحثين فرنسيين، و جرائد فرنسية قد كشفوا كلهم حقيقة المأساة من خلال كتابات و بحوث تتناول بالدراسة و التحليل تلك الحقبة الدامية من تاريخ الأمة الجزائرية. و كان موضوع الإدارة الفرنسية و موقفها من القضية الوطنية بين سنتي 1946 و 1951 في قلب النقاش خلال الملتقى، حيث حاول المتدخلون تقديم قراءات قانونية لجرائم 8 ماي 1945 من منظور القانون الدولي، محملين الإدارة الاستعمارية مسؤولية الجريمة التي أودت بحياة الآلاف من الجزائريين العزل بقالمة و سطيف و خراطة، و مناطق أخرى من الوطن المحتل، امتدت إليها الانتفاضة الشعبية المطالبة بالحرية و تقرير المصير. فريد.غ