رئاسيات 04 جويلية لم تجذب بعد الأسماء البارزة تتواصل على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية عملية سحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية الخاصة بالانتخابات الرئاسية المقررة يوم الرابع جويلية القادم، إلا أنه ولحد الآن لم تعلن أي شخصية من الوزن الثقيل أو المعروفة ذات الكاريزما المطلوبة، عن ترشحها لهذا الاستحقاق السياسي الهام. على الرغم من أن أكثر من 70 مترشحا سحبوا حتى الآن الاستمارات الخاصة بالانتخابات الرئاسية المقبلة من وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية إلا أن الشخصيات والأسماء التي يعول عليها المواطنون والتي يتفاعل معها لم تعلن لحد الساعة التقدم لهذا الموعد الانتخابي. و إذا كانت مصالح وزارة الداخلية قد اختارت هذه المرة تقديم عدد الذين تقدموا برسائل الرغبات للترشح دون ذكر الأسماء، عكس ما كان خلال التحضير للانتخابات التي كانت مقررة في 18 أبريل الماضي، إلا أن المترشحين أنفسهم لم يعلنوا تقدمهم لهذا الموعد كما جرت التقاليد، حيث كان رؤساء الأحزاب السياسية والأسماء الكبيرة و المعروفة تعلن عن ترشحها بمجرد سحب استمارات اكتتاب التوقيعات أو حتى قبل ذلك. ومن بين 73 شخصا التي أعلنت الداخلية أنهم تقدموا برسائل رغبات وسحبوا استمارات التوقيعات فإن الرأي العام لا يعرف منها سوى رئيس التحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي، و رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد التي قالت مصادر أمس انه سحب استمارات الترشح أيضا. وفي الواقع فإنه لم تتبق سوى تسعة أيام عن إقفال آجال إيداع ملفات الترشح لدى المجلس الدستوري، لأنه بحساب تاريخ استدعاء الهيئة الناخبة وهو يوم العاشر من أبريل الماضي فإن مدة 45 يوما التي ينص عليها القانون ستنتهي يوم 25 مايو الجاري، فالمادة 140 من القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات تنص على أن يودع التصريح بالترشح في ظرف 45 يوما على الأكثر الموالية لنشر المرسوم الرئاسي المتضمن استدعاء الهيئة الانتخابية. وبالنظر لما كان يقع في الانتخابات السابقة فإن المرحلة التي تسبق إيداع ملفات الترشح كانت تتميز بحركية كبيرة وسوسبانس لا مثيل له على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها، حيث يصير اهتمام المواطن كبيرا بالأسماء التي تتقدم للانتخابات الرئاسة إلى غاية الدقيقة الأخيرة قبل نهاية آجال إيداع الملفات بالمجلس الدستوري. لكن الجو الذي يميز الاستحقاق الرئاسي المقبل هذه المرة يختلف تماما، وهذا انطلاقا من الجو العام الذي أضفاه الحراك الشعبي على الساحة السياسية الوطنية بصورة عامة وعلى الانتخابات الرئاسية المقررة رسميا حتى الآن يوم الرابع يوليو القادم. و إذا ما نظرنا إلى الشارع وما يتردد في الحراك فإن الانتخابات الرئاسية القادمة لا تحظى باهتمام كبير من المواطن كما كانت عليه في السابق، وأكثر من ذلك فإن الكثير ممن يشاركون في مسيرات الجمعة يطالبون بتأجيل هذه الانتخابات، وهم يعتقدون بأنه من غير الممكن أجراؤها في الموعد المحدد. وانطلاقا من ذلك نجد أن الاهتمام بالأسماء التي تقدمت لسحب استمارات الترشح لا يكاد يذكر لأن الكثيرين يطالبون بالتأجيل، أو على الأقل خلق جو مناسب لإجرائها تكون مقدمته ضرورة رحيل بعض رموز المرحلة السابقة. وهذا ما يفسر اللامبالاة الواضحة من طرف المواطن العادي بالذين يترشحون أو لا يترشحون، وهو ربما ما يفسر أيضا عزوف الذين تقدموا لسحب استمارات اكتتاب التوقيعات عن كشف هويتهم أمام الرأي العام وتنشيط ندوات صحفية كما جرت العادة، أو القيام بجولات وسط المواطنين طلبا لتوقيعاتهم وخلق ذلك الجو السياسي المميز. و ربما أيضا هو نفس السبب الذي جعل بعض الأسماء تتردد إما في الترشح، أو في إعلان ذلك صراحة أمام الناس خشية رد فعل غير محسوب، أو خشية تأجيل الانتخابات. وعلى العموم فإن الحركية التي كانت تميز الانتخابات الرئاسية في بلادنا غائبة هذه المرة والأسماء الكبيرة والأوزان ذات الكاريزما المطلوبة لم تعلن بعد تقدمها لهذا الاستحقاق.