قال عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، إنه على المؤسسة العسكرية أن تساهم في وضع رئيس جديد للدولة يكون من الشخصيات التي يختارها ويقبلها الحراك، مبرزا أن حمس لن تعترض على أية شخصية تختار بهذه الطريقة أي من طرف الشعب، حتى يتم فتح الحوار معها والتحضير للانتخابات الرئاسية في مدة أقصاها 6 أشهر بعد تنصيب الهيئة الوطنية لتحضيرها وتعديل بعض المواد الأساسية في القانون العضوي للانتخابات، وهذا يجب أن يسبقه التعجيل بتنحية الباءات المتبقية بن صالح وبدوي، معتبرا هذه الإجراءات ضرورية أيضا لتخفيف العبء عن المؤسسة العسكرية وصد عنها من أسماهم ب «القوى المتآمرة». اعتبر عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، في ندوة صحفية نشطها عشية الخميس المنصرم بفندق سيفاكس بوهران، أن مطالب الحراك معقولة وليست تعجيزية خاصة فيما يتعلق بتنحية الباءات المتبقية وهما رئيسا الدولة عبد القادر بن صالح والحكومة نور الدين بدوي، من أجل المرور لمرحلة الحوار مع رئيس دولة جديد والخروج من النفق بتنظيم انتخابات رئاسية وفق مسار شرعي ضامن للنزاهة والشفافية، وتجسيد مطالب الحراك، مضيفا أنه لحد الآن لم تتحقق هذه الشروط كون أيادي العصابة لازالت ممتدة داخل دواليب السلطة ولم تتفكك نهائيا بل ولها القدرة على العودة مثلما أفاد مقري في كلمته التي ألقاها أمام مناضلي الحركة قبل الإفطار الجماعي. و استنكر رئيس حمس منع شخصيات وطنية من إلقاء محاضرات مثل ما حدث مع بن بيتور الأسبوع الماضي، واصفا هذا المنع بخوف الحاكم حتى من محاضرات غير سياسية أي اقتصادية أو ثقافية أو غيرها، كما ندد بعملية منح إعتمادات لأحزاب وجمعيات بناءا على ولاءها للسلطة الحالية، مما يعكس أنه لغاية اليوم لم تتحقق النقلة المطلوبة في منظومة الحكم، مثمنا في الوقت نفسه الإنجازات التي انبثقت عن مسار الحراك منذ 22فبراير خاصة فيما يتعلق بمكافحة الفساد. وجدد مقري انتقاده للتيار العلماني المتشدد الذي قال إنه كان في قلب الدولة ويحكم البلاد وإنه تيار يسعى للتآمر على البلاد، موضحا أن مشكلة هؤلاء مع المؤسسة العسكرية لا علاقة لها بالديمقراطية بل يريدون الانقلاب على قيادة الأركان ليتحكموا في هذه المؤسسة لأغراض إيديولوجية ومصلحية، مشيرا إلى أن دعاة هذا التيار معروفون بأسمائهم ووسائلهم الإعلامية التي يستخدمونها وكذا المواقع الإلكترونية التي ينشرون فيها أفكارهم، مشددا في هذا السياق أن حمس لن تقبل بهذا لأن الجيش الشعبي الوطني هو جيش كل الجزائريين وليس فئة فقط، وقال إنه لا أحد يزايد في الوطنية على الحركة التي لها مسار تاريخي يشهد على وطنية مناضليها الذين ضحوا من أجل الوطن سواء في فترة العشرية السوداء حين فقدت حمس 400 مناضل من صفوفها و على رأسهم الشيخ بوسليماني أو خلال مختلف المواعيد الانتخابية التي تتعرض فيها للتزوير والسطو على الأصوات التي تتحصل عليها مذكرا الحضور بما حدث للشيخ نحناح في نهاية التسعينات حين منع من الترشح للرئاسيات. للتذكير، فقد عقد رئيس حركة مجتمع السلم لقاءا مغلقا سهرة الخميس المنصرم مع إطارات الحركة بوهران، لتوضيح ومناقشة الوضع الذي تعيشه البلاد.