تسبب حريق مهول شب نهار أمس، في تفحّم ما لا يقل عن 80 مركبة على مستوى المحشر البلدي بقسنطينة، كما تعرضت 10 أكواخ قصديرية للاحتراق كلية دون تسجيل أي إصابات خطيرة، فيما فتحت مصالح الأمن تحقيقا للكشف عن أسباب الحادثة التي تزامنت وارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة. و اندلع الحريق في حدود منتصف النهار من أحد الأكواخ المحاذية للمحشر البلدي الواقع بالمنطقة الصناعية «بالما» قرب سوق الجملة للخضر و الفواكه، لتمتد ألسنة اللهب و تتسبب في احتراق عشرات المركبات متمثلة في شاحنات وسيارات و حافلات ، قدرتها مصالح الحماية المدينة ب 80 مركبة في حصيلة اعتبرتها أولية بحكم وجود عدد كبير من المركبات في عمق المحشر الذي تعرض لحريق مماثل في 2014. كما تعرضت سيدتان تقطنان في الأكواخ المجاورة للاختناق جراء الدخان الكثيف المنبعث من المحشر، ما أدى لنقلهما من طرف أعوان الحماية المدنية لأجل إسعافهما. وحسب ما أكده قاطنون في الأكواخ القصديرية ، فقد تسببت شرارة كهربائية أو تسرب للغاز في احتراق بيتين، قبل أن تلتهم النيران 9 أخرى، فيما استغل بعضهم الفرصة من أجل المطالبة بالسكن الاجتماعي، مؤكدين للنصر أن حياتهم أضحت معرضة للخطر في أية لحظة، تارة بسبب تسرب مياه الوادي المحاذي إلى داخل الأكواخ أثناء تساقط الأمطار وتارة أخرى نتيجة الاحتراق الذي مس نفس المكان في مرتين سابقتين. وسخرت مديرية الحماية المدنية بقسنطينة، حسب بيان لها، شاحنة ذات مضخة وخزان، و5 شاحنات خاصة للحريق، و3 سيارات إسعاف، و كذلك طبيبا نقيبا، و30 عونا، فيما اضطرت شاحنات الإطفاء للعودة من أجل التزود بالمياه، خاصة وأن الحريق كان مهولا. ودامت عملية إخماد الحريق لقرابة 3 ساعات كاملة ، و ذلك إلى غاية الساعة الثالثة بعد الزوال، بسبب بعض الصعوبات التي واجهت أعوان الحماية المدنية على غرار عدم التمكن من الوصول إلى مكان النيران بسهولة، بسبب الأسوار المرتفعة التي تفصل بين المحشر وسوق الجملة للخضر، وكذا نتيجة الانتشار الفوضوي للمركبات داخل المحشر ما جعل من عملية الوصول إلى مكان الحريق أمرا معقدا، واضطر رجال الإطفاء لاستعمال أنابيب خاصة يمتد طولها إلى مئات الأمتار، كما أدت الأرضية المعشوشبة إلى الامتداد السريع لألسنة اللهب من مركبة إلى أخرى، لتتم العملية دون انتقال الحريق إلى بنايات أخرى. وفتحت مصالح الأمن تحقيقا لكشف أسباب الحريق، حيث تواجد أعوان الشرطة العلمية في عين المكان، من أجل التأكد إن كانت الحادثة عادية أم مفتعلة، كما حضر رئيسا دائرة وبلدية قسنطينة بالمحشر للوقوف على حجم الخسائر المادية التي مست العشرات من المركبات. حاتم/ ب