نجحت النصر، في كسر تحفظ مدافع المنتخب الوطني رامي بن سبعيني، الذي كان يتحاشى في المدة الأخيرة، الظهور عبر وسائل الإعلام سواء المرئية أو المقروءة، وتمكنت النصر من محاورة لاعب رين المنتشي بإحرازه كأس فرنسا مؤخرا بعد إلحاح كبير، قبل أن يرضخ في الأخير ابن حي بوالصوف، ويفتح قلبه للقراء، متطرقا لعدة محاور تخص نهاية الموسم بفرنسا، والانجاز الكبير المحقق بهزم باريس سان جيرمان، وكذا استعدادات الخضر للكان، ورؤيته لثاني نسخة من المحفل القاري سيكون حاضرا فيها. rمرحبا رامي شكرا لك على قبول إجراء حوار معنا، رغم أنك تفضل التزام الصمت والابتعاد عن وسائل الإعلام منذ فترة... لست مقاطعا لوسائل الإعلام أو شيء من هذا القبيل، كل ما في الأمر أنني منذ عدة أشهر، أفضل الابتعاد عن الأضواء بقدر الإمكان والتركيز على الاستحقاقات التي تنتظرنا، سواء مع فريقي رين الفرنسي أو المنتخب الوطني المقبل نهاية الشهر الجاري على خوض نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، أنا تحت تصرفكم وسأجيبكم عن كافة تساؤلاتكم. rبداية، كيف قضيت شهر رمضان ؟ ثلاثة أرباع الشهر الكريم قضيتها بفرنسا، في ظل التزاماتي مع فريقي رين، الذي كان على موعد لخوض نهائي كأس فرنسا أمام باريس سان جيرمان، الذي انتزعنا منه اللقب عن جدارة واستحقاق، وكما تعلمون الصوم في بلاد المهجر ليس سهلا على الإطلاق، وتفتقد فيه للأجواء الروحانية الموجودة بالجزائر، ولو أنني كنت محظوظا بعض الشيء بقضاء الأسبوع الأخير من شهر الصيام بمسقط رأسي بقسنطينة، رفقة عائلتي وأصدقائي، الذين حاولت الاستمتاع معهم قدر المستطاع، قبل الانضمام إلى معسكر المنتخب الوطني، وأعني هنا رفيقي دربي زكي وسيف ولاعب جمعية عين مليلة زين الدين بن يحيى، دون نسيان بدرو باطو ووهاب ومينو مرواني، على العموم بدأت التحضيرات الأخيرة للكان على أن أعود إلى قسنطينة بحول الله قبل أسبوع عن انطلاق الاستعدادات مع فريقي رين. rما تعليقك بعد اختيارك ضمن قائمة 23 المعنية بالمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 ؟ بطبيعة الحال، سعيد للغاية لتواجدي ضمن القائمة النهائية المعنية بخوض معترك «الكان»، خاصة وأن الدفاع عن الألوان الوطنية، يعد مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لي ولعائلتي ككل، فما بالك عند المشاركة في تظاهرة بحجم نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهي المحطة التي تلقى اهتمام ومتابعة الجميع، سنحاول تقديم قصارى المجهودات خلال النسخة القادمة في سبيل تشريف الراية الجزائرية، كما أستغل الفرصة من أجل التوجه بالشكر الجزيل للناخب الوطني جمال بلماضي، على الثقة التي وضعها في شخصي، وآمل أن أقدم ما هو مطلوب مني وأنال رضى الجماهير. rستكون على موعد لخوض ثاني «كان» في مشوارك وأنت الذي تبلغ 24 ربيعا فقط ؟ أن تكون ضمن القائمة النهائية ليس بالأمر الهين، في ظل امتلاك منتخبنا لارمادة من النجوم في كافة الخطوط، ولحسن حظي أنني نلت ثقة الناخب الوطني، الذي أدرج اسمي ضمن المعنيين بالسفر إلى مصر، لقد قام بلماضي بالاختيارات وما علينا سوى احترامها، لأنه الأدرى بعمله وبمصلحة المنتخب، وبخصوص مشاركتي الثانية في نهائيات كأس أمم إفريقيا، فهذا لا يرتبط بعامل السن بل بمدى الجاهزية، وأنا كنت موفقا خلال الموسم المنقضي، من خلال مردود جيد بصمت عليه مع فريقي رين، الذي خطف الأنظار بقوة سواء في كأس فرنسا، التي توج بها أو مسابقة "الأوروبا ليغ". rتدخل معسكر المنتخب الوطني وأنت منتشي بكأس فرنسا، ماذا يعني لك هذا؟ كما قلت لكم، لقد كان موسما مثاليا بالنسبة لي، وأنا الذي فزت بكأس فرنسا رفقة زميلي مهدي زفان، بعد أن تجاوزنا عقبة نادي بحجم باريس سان جيرمان، الذي يضم في صفوفه أرمادة من النجوم، يتقدمهم الأورغوياني كافاني والأرجنتيني دي ماريا والإيطالي فيراتي، وغيرهم من الأسماء التي تعد الأفضل في أوروبا وليس فرنسا فقط، لقد لعبنا ضد نجوم «بي.آس.جي» دون عقدة، ولم نكتف بذلك، بل أحرجناهم طيلة فترات المباراة، قبل أن نحسم اللقب لصالحنا عن طريق ضربات الترجيح، أنا أتواجد في حالة معنوية رائعة. rلست الوحيد الفائز بالألقاب، فمحرز وفغولي وبونجاح وبلايلي كان موسمهم مثاليا أيضا مع نواديهم، ما تعليقك ؟ أجل، الناخب الوطني جمال بلماضي محظوظ للغاية، لأن الكثير من لاعبيه يتواجدون في فورمة عالية ومعنوياتهم جد مرتفعة، قبيل انطلاق الكان المقبلة، بعد موسمهم الرائع مع نواديهم، ويكفي أن الأسماء التي تحدثت عنها منتشية بالألقاب أو الكؤوس، على غرار محرز المتوج بالثلاثية في انجلترا مع مانشيسر سيتي، وفغولي الذي قاد ناديه غلطة سراي التركي للظفر بالثنائية، دون نسيان ما قدمه بونجاح مع السد القطري وأهدافه الغزيرة على مدار موسم كامل، إضافة إلى يوسف بلايلي صاحب الهدف الجميل في مرمى الوداد البيضاوي، وكان وراء التتويج بلقب رابطة الأبطال الإفريقية لثاني مرة على التوالي، أنا سعيد من أجل الجميع، خاصة وأن ذلك سيكون في صالح المنتخب الوطني، الذي تنتظره منافسة مهمة هذا الشهر. rما رأيك في العمل مع بلماضي الذي يؤمن كثيرا بمؤهلاتك، بدليل أنه استدعاك لكافة التربصات، منذ استلامه زمام العارضة الفنية؟ جمال بلماضي مدرب يعرف عمله جيدا، ولست هنا لأزكيه أو أشيد بمؤهلاته التدريبية، ويكفيه أنه دولي سابق، ومُلم بكل كبيرة وصغيرة تخص المنتخب الوطني، نحن نحترم قراراته، وسنحاول أن نكون عند مستوى تطلعاته، من خلال الاستماع لنصائحه وتوجيهاته، على أمل أن نذهب إلى أبعد محطة ممكنة في «الكان»، خاصة وأننا ندرك الاهتمام الكبير، الذي توليه الجماهير الجزائرية لهذه البطولة. rالقرعة أوقعتنا في المجموعة الثالثة إلى جانب كل من السنغالوكينيا وتانزانيا... أعتقد بأن مجموعتنا في نهائيات كأس أمم إفريقيا متوازنة، كما أكده عديد المتتبعين والمختصين عقب عملية سحب القرعة، كما أن حظوظنا فيها قائمة وكبيرة، من أجل التأهل إلى الدور الثاني، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة كما يعتقد البعض، وعلينا اتخاذ كافة احتياطاتنا لتفادي أي مفاجأة غير سارة، قد ترمي بنا خارج البطولة، وعن رأيي الشخصي في المنتخبات الموجودة إلى جانبنا، فالسنغال غنية عن كل تعريف، وهي أحد المرشحين للتتويج بالكان المقبلة، في ظل حيازتها لجيل متميز من اللاعبين، يتقدمهم نجم ليفربول الانجليزي ساديو ماني المتوج مؤخرا برابطة أبطال أوروبا، وأما تانزانيا فهي منتخب محترم للغاية، وسبق لنا مواجهته في عدة مناسبات مؤخرا، على عكس منتخب كينيا المجهول بالنسبة لنا، ولكننا سنحضر له وللمواعيد التي تنتظرنا بكل جدية، في سبيل الوصول إلى أبعد محطة ممكنة. rهل المنتخب الوطني مرشح للفوز بكأس أمم إفريقيا القادمة ؟ كونوا على يقين بأننا سنخوض البطولة الإفريقية القادمة دون ضغوطات، وسنبذل كل ما نملك في سبيل تشريف الألوان الوطنية، خاصة وأننا نمتلك كافة مقومات النجاح، والبداية بثراء التعداد، فكافة العناصر متميزة، ولديها من المؤهلات ما يرشحها لتقديم دورة مثالية، نحن سنحاول وضع اليد في اليد، من أجل إسعاد الجماهير الجزائرية التي تعلق علينا آمالا عريضة خلال الكان المقبلة، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، في ظل وجود منتخبات متمرسة وتمتلك تقاليد كبيرة في مثل هذه البطولات، علينا فقط أن نؤمن بمؤهلاتنا، وبحول الله سيكون التوفيق إلى جانبنا. rبماذا تريد أن تختم الحوار ؟ في الأخير، آمل أن نكون عند مستوى التطلعات، خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا، وأن لا تذهب تضحياتنا هباء منثورا، خاصة وأننا ندرك مدى انتظار وتلهف جماهيرنا لمشاهدتنا، على الجميع أن يدعمنا، ونحن سنبذل الغالي والنفيس خلال مرحلة التحضيرات في سبيل الاستعداد الجيد لهذه البطولة، التي لن تكون سهلة، خاصة وأن المنتخبات الإفريقية تطورت كثيرا.