أدعو لضرورة الإبقاء على سعدان وشاوشي سبب خروجنا من المونديال حاوره : صالح فرطاس إعتبر الحارس السابق للمنتخب الوطني و نصر حسين داي السعيد أوشان الذي عمل ضمن الطاقم الفني للخضر كمدرب لحراس المرمى في منتصف العشرية الجارية حصاد الجزائر في مونديال جنوب إفريقيا إيجابيا، بالنظر إلى الظروف التي مرت بها التشكيلة الوطنية طيلة فترة التحضير للحدث الكروي العالمي، و لو أن أوشان صب جام غضبه على الحارس فوزي شاوشي، و حمله نسبة كبيرة من المسؤولية في الفشل في المرور إلى الدور الثاني، الذي كان على حد قوله في المتناول....أوشان الذي كان ضمن أفواج المناصرين الجزائريين الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا و تابعوا مباريات المنتخب الوطني من موقع الحدث أعرب عن دعمه المطلق بخيار التقني المحلي، رغم أنه إنتقد الميولات الدفاعية للشيخ سعدان في هذا المونديال، لأن التقنيين الأجانب الذين تم إستقدامهم في السنوات الماضية كانوا حسبه سبب النكسات التي أعادت المنتخب إلى نقطة الصفر، و هي أمور تحدث عنها الحارس السابق للمنتخب في هذا الحوار الذي أجرته معه " النصر": في البداية، ما تقييمك لحصيلة المنتخب الوطني في المونديال؟ الحقيقة أن التشكيلة الوطنية قدمت مباريات في المستوى، خاصة اللقاء الثاني ضد منتخب إنجلترا، حيث قدمنا مقابلة كبيرة، تم التأكيد من خلالها بأن المنتخب الجزائري منتخب المواعيد و المناسبات الحاسمة، لكن عوامل عديدة حالت دون النجاح في بلوغ الهدف الذي نراه نحن كجزائريين كان قابلا للتجسيد على أرض الواقع، لأن الوجه الذي ظهر به المنتخب يجعله جديرا بالمرور إلى ثمن النهائي، غير أن لعنة الإصابات التي لاحقت الركائز الأساسية للمنتخب طيلة فترة التحضير و الإعداد لهذه المنافسة أثرت قليلا على العطاء الفردي لبعض العناصر، فزياني على سبيل المثال لم يكن في كامل لياقته البدنية بسبب الإصابة، و كذا إفتقاره للمنافسة، فضلا عن نقص الخبرة بالنسبة لجل اللاعبين. نفهم من كلامك أنك مقتنع بالوجه الذي قدمه الخضر في مبارياتهم الثلاث؟ على العموم يمكن القول بأن الآداء الجماعي للتشكيلة كان مقنعا، لأننا إذا ما أجرينا مقارنة بسيطة بين ما ظهر به المنتخب في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بأنغولا، و المستوى المقدم في هذا المونديال نقف على التحسن الكبير المسجل، خاصة من الناحية الجماعية، و هو أمر ليس من السهل تحقيقه في ظرف ستة أشهر،لأن الدفاع كان من أبرز نقاط الضعف في المنافسة القارية، و كان من أكثر الجوانب التي أثارت مخاوفنا على المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم، سيما و أن الخضر كانوا قد تلقوا هزائم ثقيلة في " الكان "، و كذا في المباراة الودية ضد إيرلندا، إلا أن حقيقة الميدان بددت هذه المخاوف، لأننا كسبنا خط دفاع منسجم و متماسك، و تواجد بوقرة، حليش، عنتر يحي و بلحاج جنبا إلى جنب أصبح يكفي لطمأنتنا على مردود الدفاع، دون التقليل من الدور الذي تلعبه بقية العناصر. لكنك أكدت بأن الدور الثاني كان في المتناول، فكيف ذلك؟ من حقنا كجزائريين أن نطمح بالتأهل إلى ثمن النهائي، لأننا و عند التنقل إلى جنوب إفريقيا كنا نراهن على الظهور بوجه مشرف يليق بسمعة الكرة الجزائرية، لأن المعطيات الأولية كانت توحي بصعوبة المهمة في مجموعة تضمن منتخبين لهما من الخبرة في هذه المنافسة ما كان يرشحهما للذهاب بعيدا في هذا المونديال، مادامت إنجلترا كانت من بين المرشحين على الورق للتنافس على اللقب العالمي، و المنتخب الأمريكي أبهر المتتبعين في كأس العالم للقارات، لكن و عند الإحتكام إلى الميدان قدم المنتخب الجزائري مقابلات في المستوى، فاللاعبون خاضوا اللقاءات دون عقدة أو مركب نقص، و الهزيمة الأولى ضد سلوفينيا كانت السبب المباشر الذي قضى على آمالنا و أحلامنا في المرور إلى الدور الثاني. تلك الهزيمة كانت بخطأ فادح من الحارس شاوشي، و بصفتك مدرب سابق لحراس المنتخب، ما تعليقك على اللقطة التي قام بها شاوشي و التي كلفتنا خسارة مباراة كان الفوز بها جد وارد؟ ما عساني أقول في هذا الصدد سوى أنني كنت من المعارضين لفكرة وضع الثقة في شاوشي للعب كحارس أساسي للمنتخب في هذا المونديال، لأنه حارس متهور، و لا يتحكم في أعصابه، و لم يكتسب الإحترافية بعد، فقبيل مقابلة سلوفينيا، و أثناء القيام بالحركات التسخينية لاحظت بأن شاوشي لم يكن يمتلك التركيز الكافي الذي يؤهله للعب كأساسي في تلك المواجهة، إذ كان يفتقد للثقة في النفس والإمكانيات، و قد أكدت ذلك لبعض الزملاء الذين كانوا جالسين إلى جانبي في المدرجات، و هنا فإنني إستغربت لخيار الطاقم الفني الوطني، لأن مبولحي كان في فورمة عالية خلال التدريبات و طيلة مرحلة التحضير و الإعداد للمونديال، و قواوي له خبرة طويلة في المنافسات القارية، و الإعتماد على شاوشي لم يكن الخيار الأنسب الذي تمت فيه مراعاة الجدارة الميدانية، بل أن هناك عوامل أخرى دفعت بالطاقم الفني إلى القيام بهذه المغامرة التي كلفت المنتخب غاليا، لأن اللقطة التي قام بها شاوشي لا يمكن أن يقوم بها حارس مرمى مبتدأ، فالتصدي لمثل تلك القذفات لا يكون أبدا بالإرتماء على البطن و بذراعين ممدودين إلى الأمام، غير أن الحارس الجزائري كان يعتزم القيام بلقطة يجذب بها الإنتباه، بمسك الكرة بين أحضانه و الإنبطاح عليها أرضا، فكانت النهاية كارثية، و شخصيا لم أشاهد في حياتي حارسا دوليا قام بلقطة مماثلة للقطة شاوشي في مباراة رسمية في نهائيات المونديال. يعني ذلك بأنك تحمل شاوشي كامل المسؤولية في الإقصاء من الدور الأول؟ الأكيد أن مسؤولية الهزيمة أمام سلوفينيا يتحملها شاوشي وحده، و ذلك التعثر غير المستحق حرم المنتخب الوطني من تحقيق إنجاز تاريخي و المرور إلى ثمن النهائي، رغم أن اللاعبين بذلوا قصارى الجهود في لقائي إنجلترا و الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل السعي لتحقيق هذا الهدف، لكن المأمورية لم تكن سهلة، خاصة بعد تضييع فوز كان في المتناول، و المهم أننا ظهرنا بوجه مشرف، و لن نتلقى هزيمة ثقيلة أمام الإنجليز كما كان يتنبأ الكثير من المتتبعين، و هنا أود أن أوضح شيئا آخر مهم... ما هو ...تفضل؟ لقد لاحظ كل المتتبعين بأن المنتخب الجزائري لم يغامر كثيرا في الهجوم، و إكتفى في المباريات الثلاث التي لعبها بتحصين الدفاع، و تحمل عبء اللعب و ضغط المنافس، و لو أن الخضر كانوا الأكثر إستحواذا على الكرة في المباراة الثانية ضد المنتخب الإنجليزي و هو أمر يحسب للمنتخب الوطني، وعليه فإنني إستغرب خيارات المدرب سعدان الذي فضل الخطة الدفاعية، مما إنعكس بصورة مباشرة على عطاء القاطرة الأمامية، بدليل أن مهاجمينا لم يتمكنوا من هز الشباك و لو في مناسبة واحدة، و ذلك بسبب الخطة التكتيكية التي أبقت المهاجمين معزولين، من دون تلقيهم الدعم الكافي من خط وسط الميدان، رغم أن سعدان كان مطالب بالمغامرة كثيرا في اللقاء الأول ضد سلوفينيا، لأننا كنا نعلق آمالا عريضة على تلك المباراة لإحراز الفوز، و كذلك الشأن في المواجهة الثالثة ضد المنتخب الأمريكي، و النجاح فقط كان في الخطة المنتهجة أمام إنجلترا. مثل هذه الإنتقادات كانت على لسان ملايين الجزائريين الذين طالبوا بضرورة تنحية سعدان من منصبه بعد المونديال، فهل أنت من مؤيدي الطرح القاضي بإحداث تغيير في العارضة الفنية ؟ كلا...فحديثي عن الخطة الدفاعية التي إنتهجها سعدان في المقابلات الثلاث لا يعني بأنني أطالب بضرورة رحيله، بل أنني على قناعة بأن المنتخب الحالي هو ثمرة العمل الذي قام به سعدان منذ توليه العارضة الفنية قبل نحو 3 سنوات، إذ أننا لا بد أن لا نكون ناكرين للجميل، فالكل كان يشك في قدرة الخضر على ضمان التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، سيما و أننا لعبنا الدور التصفوي الأول في نفس الفوج إلى جانب منتخب عملاق بحجم منتخب السينغال، لكن الحلم بالتأهل إلى " الكان " كبر، و إزدادت الطموحات، مع الثقة في المنتخب بالتأهل إلى المونديال بعد الفوز العريض المحقق على حساب المنتخب المصري بالبليدة، و هي إنجازات لا تتحقق إلا ببصمات مدربين كبار، و عليه فإنني أعترف بالعمل الذي قام به سعدان، و أطالب بضرورة بقائه على رأس العارضة الفنية للمنتخب أطول فترة ممكنة، كونه يعرف جيدا خبايا التشكيلة، فضلا عن السعي لضمان الإستقرار و الإستمرارية في العمل، لأننا كسبنا من مغامرتنا في المونديال منتخبا يعد بالكثير في المستقبل القريب، خاصة بعد تدعيم التعداد بعناصر جديدة أمثال قادير، بودبوز و مبولحي، كما أستغل الفرصة لأرد على الأطراف التي ما فتئت تلح على تداول أسماء تقنيين أجانب، و ذلك بتأكيدي على أن التجربة الأجنبية نجحت في الجزائر في سنوات الثمانينات فقط، في عهد رايكوف و روغوف، في حين أن المدربين الأجانب الذين تداولوا على تدريب المنتخب في السنوات الأخيرة فكانوا تقنيين نكرة جاؤوا إلى الجزائر من أجل صنع أسماء لهم، فكانت عواقب ذلك نكسات متواصلة و فشل في التأهل إلى " الكان " مرتين متتاليتين، مما يعني بأن خيار التقني الأجنبي ليس له محل من الإعراب في قاموس الكرة الجزائرية حاليا. و على ذكر مبولحي، فما تقييمك للمستوى الذي ظهر به في لقائي إنجلترا و أمريكا ؟ الجميع في الجزائر كان يعلق آمالا عريضة على هذا الحارس لحراسة عرين المنتخب في المونديال، لأن مشكلة حراسة المرمى كانت مطروحة بحدة منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا، فقواوي تراجع مستواه بشكل كبير منذ خضوعه لعملية جراحية، و شاوشي لم يكن مردوده منتظما سواء في المنتخب، أو مع وفاق سطيف، لكن الطاقم الفني رفض المغامرة في المباراة الأولى و قرر الإعتماد على خدمات شاوشي، قبل أن يكتشف المتتبعون حارسا كبيرا إسمه مبولحي في المقابلة الثانية، كونه يتسلح بأعصاب باردة، و تدخلاته كلها كانت موفقة، و هي ميزات الحراس الكبار، الأمر الذي يجعلني أؤكد بأن المنتخب الوطني لن يعاني من الآن فصاعدا من مشكل حراسة المرمى، لأن مبولحي أصبح الحارس الأساسي عن جدارة و إستحقاق، كما أن فابر جدير بالتواجد ضمن تعداد الخضر بعد المونديال، كونه يتمتع بمؤهلات فردية عالية.