يشد زوال اليوم، وفد المنتخب الوطني، الرحال نحو العاصمة القطرية الدوحة، على متن طائرة خاصة للخطوط الجوية الجزائرية، تحسبا لمباشرة المعسكر الإعدادي الثاني، تحضيرا لنهائيات كأس أمم إفريقيا المرتقبة بداية من 21 جوان الجاري. وستخوض التشكيلة صبيحة اليوم، آخر حصة تدريبية لها بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، على أن تتوجه إلى مطار هواري بومدين، من أجل الاستعداد للمغادرة نحو الدوحة التي اختارها جمال بلماضي، لإقامة التربص التحضيري الأخير، خاصة وأن الظروف المناخية بها مشابهة إلى حد كبير للأجواء الموجودة بمصر، ولو أن هناك أمور أخرى حفزت الناخب الوطني أكثر على هذا الاختيار، في ظل المرافق الموجودة بقطر، والتي من شأنها أن تسمح للمنتخب بالتحضير الجيد للبطولة الإفريقية القادمة، والتي ستلعب في مناخ جد صعب. هذا، وعلمت النصر من مصادرها الموثوقة، أن الناخب الوطني قد طلب برمجة وديتي بورندي ومالي المرتقبتين بتاريخ 11 و16 من الشهر الجاري، في غياب الجمهور ودون تغطية إعلامية، كما يحرص على ضرورة أن تبرمج المباراتان في نفس توقيت المباريات الرسمية للمنتخب الوطني، خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا. ويسعى مدرب الخضر من خلال اللعب دون جمهور، لإخفاء أوراقه عن بقية المنافسين، خاصة وأن موعد انطلاق نهائيات كأس الأمم الإفريقية بات على الأبواب. ويستعد بلماضي لتجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين وأيضا الخطط، التي يفكر في انتهاجها خلال «الكان» القادم، وهي المحطة التي تعلق عليها الجماهير الجزائرية آمالا كبيرة، من أجل تعويض خيبة المشاركات الماضية. تجدر الإشارة إلى أن المنتخب الوطني، واجه شهر ديسمبر الماضي المنتخب القطري بالدوحة في غياب الجمهور، في وقت كان «العنابي» يستعد للمشاركة في نهائيات كاس أمم آسيا ومدربه الإسباني، كان حريص على ضرورة إخفاء كافة المعلومات على المنافسين، وهو ما انعكس بالإيجاب على رفاق خوخي بوعلام، الذين خطفوا اللقب عن جدارة واستحقاق، محققين مفاجأة من العيار الثقيل، وهو ما دفع بلماضي للتفكير في هذه الفكرة، التي قد تزيل الضغوط على رفاق مبولحي. إلى ذلك، جرت المرحلة الأولى من التحضيرات في أجواء رائعة سادها التفاؤل والحيوية، ولو أن هذا لم يمنع الناخب الوطني من وضع قوانين صارمة، من أجل التحكم في المجموعة، التي ستكون جنبا إلى جنب لأكثر من شهر كامل، خاصة في حال الوصول إلى أدوار جد متقدمة. وحسب مصادر النصر فإن بلماضي حذر رفاق عطال من جلب الهواتف النقالة إلى التدريبات، كما أكد على ضرورة النوم المبكر، وعدم الإكثار من استعمال مواقع التواصل الاجتماعي، التي قد تشتت تركيزهم. مبولحي ضمن مكانته و»معركة» في وسط الميدان يواصل الناخب الوطني، رفقة أعضاء طاقمه الفني وضع الروتوشات على التشكيلة الأساسية التي ستكون معنية بخوض اللقاء الأول ضد منتخب كينيا، حيث أفادت مصادرنا بأن خليفة رابح ماجر، قرر الاعتماد رسميا على الحارس رايس وهاب مبولحي، فيما فضل حارس ميتز الفرنسي ألكسندر أوكيجة على عز الدين دوخة الذي سيكون خارج القائمة، على أن يتم الاستنجاد بخدماته عند حدوث أي طارئ. هذا، وتبدو بقية المناصب واضحة، ولو أن مشكل وسط الميدان يؤرق بلماضي، الذي هو محتار بخصوص من سيكون إلى جانب فغولي وعبيد، حتى ولو أن الكفة تميل أكثر إلى بن ناصر، خاصة وأنه يتواجد في أفضل أحواله البدنية والفنية، بدليل اختياره أفضل لاعب في فريقه إمبولي خلال الموسم المنقضي، فيما يفاضل بلماضي بين بلايلي وبراهيمي ووناس في الجهة اليسرى من الهجوم، حتى ولو أن لاعب الترجي يبدو الأقرب لخطف مكانة أساسية، في ظل تعوده على الحرارة والرطوبة العالية المرتقبة بمصر.