خرج أمس طلبة الجامعات في مسيرات تضامنا مع الحراك الشعبي، رافعين شعارات تدعو إلى التغيير ومحاسبة المتورطين في الفساد، مع تأسيس هيئة وطنية مستقلة للإشراف على تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة، على أن تتضمن شخصيات نزيهة ذات سمعة. واستمر حراك الطلبة للثلاثاء رقم 17 في عديد الولايات، ولم يتراجع طلبة الجامعات عن مواقفهم الداعية إلى التغيير الفعلي، وإلى القطيعة مع النظام، وتكريس مبادئ الديمقراطية، ورغم تراجع عدد المتظاهرين مقارنة بالمسيرات السابقة، والذي قد يعود إلى انقضاء الموسم الجامعي، وانتقال بعض الطلبة إلى مقرات إقامتهم، إلا أن ذلك لم ينقص من إرادة الطلبة في دعم الحراك وإحداث التغيير. وخرج الطلبة بالعاصمة، في مسيرة مساندة للحراك الشعبي الذي يستمر بدوره بخروج المئات من المواطنين يوم الجمعة، وتجمع المتظاهرون بساحة الشهداء، التي أضحت نقطة التقاء الطلبة قادمين إليها من مؤسسات جامعية مختلفة بالعاصمة، حاملين لافتات كتبت عليها شعارات تنادي بالتغيير وبالديمقراطية، وحرية الإعلام وبانتخابات نزيهة وشفافة، وبتكريس سلطة العدالة. ولم تمنع درجات الحرارة المرتفعة الطلبة من الصمود ومواصلة المظاهرات السلمية، في ظل تأطير أمني حال دون تسجيل انزلاقات أو صدامات بين رجال الشرطة والطلبة، وسار المتظاهرون باتجاه البريد المركزي وساحة موريس اودان مرددين هتافات رافضة لبقاء رموز النظام ، مصرين على محاسبة كل من تورط في نهب المال العام وإفقار الشعب. وأيد الطلبة التحقيقات التي أطلقها القضاء في حق عدد من المسؤولين السابقين ووزراء، ودعوا لمواصلة محاسبة المتسببين في تدمير الاقتصاد الوطني وتفكيك المؤسسات الاقتصادية، من أجل بناء جزائر جديدة أساسها القانون والمبادئ الديمقراطية والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات. وعبر المتظاهرون عن ارتياحهم لإيداع مسؤولين سامين في الدولة السجن، بسبب ضلوعهم في قضايا فساد، وأصروا على أن يكون هذا الإجراء مصير كل من تورط في نهب المال العام والتلاعب بمقدرات الدولة، مع ضرورة استرجاع الأموال المسلوبة لتحقيق الإقلاع الاقتصادي الفعلي، ورحيل كافة رموز النظام، وذكروا على وجه الخصوص الباءات الثلاثة، أي رئيس الدولة والوزير الأول ورئيس المجلس الشعبي الوطني، مع كامل الطاقم الحكومي.ورفع الطلبة شعارات عدة من بينها «طلبة واعون وللنظام رافضون»، و» مسيرة سلمية ومطالبنا شرعية»، و» طلبة متحدون للنظام رافضون للنظام رافضون وللحراك تابعون»، و» النضال النضال حتى يسقط النظام». ونظم الطلبة بقسنطينة مسيرة حاشدة، جددوا خلالها مطلبهم برحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح وحكومة بدوي وقالوا بصوت واحد إن حملات الفساد لن تثنيهم عن التأكيد على ضرورة رحيل كل رموز النظام، ورغم الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة، تجمع المئات من الطلبة والأساتذة بشارع عبان رمضان، حيث وقفوا دقيقة صمت على روح الرئيس السابق لجمهورية مصر محمد مرسي، الذي قضى نحبه في السجن، كما رفع الطلبة شعارات ينددون فيها بالحكم العسكري في مصر وما نجم عنه من مآسي وتجاوزات في حق المدنيين. وندد المتظاهرون عبر اللافتات بمواقف المجلس العسكري في السودان وقمعه للشعب السوداني، وسار الطلبة والأساتذة في الشوارع الرئيسية لوسط مدينة قسنطينة، حاملين الرايات الوطنية، مجددين رفضهم للحوار مع رموز النظام، وأكدوا على ضرورة عزل رئيس الدولة بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي. وبتيزي وزو خرج طلبة جامعة مولود معمري في مسيرة الثلاثاء عبر شوارع المدينة، لتجديد مطلب التغيير الجذري للأوضاع التي تعيشها البلاد ورحيل بقية الباءات، ورغم الحرارة الشديدة، إلا أن الطلبة ساروا عبر شوارع جرجرة، رافعين شعارات تطالب بإحداث القطيعة مع النظام السابق، وطالبوا العدالة بمواصلة محاسبة كل من عاث في البلاد فسادا، والإسراع لإيجاد حلول عاجلة لإجراء انتخابات نزيهة.