خرج مئات الطلبة الجامعيين أمس في مسيرات سلمية للمطالبة بالتغيير الشامل، وبرحيل رموز النظام، متمسكين بمساندة الحراك الشعبي، وجاب الطلبة الشوارع الرئيسية للعاصمة ولمختلف المدن، في المسيرة 16 في أجواء سلمية سادها الهدوء. رفع الطلبة بالعاصمة وولايات أخرى لافتات مطالبة بالتغيير، ومساندة للجيش الوطني الشعبي، حملت عبارات «الجيش الشعب خاوة خاوة»، «وطلبة صامدون حتى يتحقق التغيير»، وسار الطلبة بالعاصمة قادمين من مختلف الكليات والمعاهد عبر الشوارع الرئيسية لمركز المدينة واتجهوا صوب ساحة الشهداء، بعد أن قرروا لأول مرة تغيير اتجاه المسيرة، التي كانت تنتهي عند البريد المركزي، وتم اتخاذ القرار بعد غلق أدراج هذا المبنى التاريخي الذي تضرر مؤخرا جراء توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين على الموقع، لذلك قررت مصالح الولاية غلقه مؤقتا في انتظار ترميمه. وتمكن الطلبة من تجاوز الحواجز الأمنية وبلوغ ساحة الشهداء دون تسجيل صدامات بينهم وبين رجال الشرطة، الذين توزعوا على طول المسالك المؤدية إلى وسط العاصمة وساحة الشهداء، قصد ضمان الأمن وتأطير مظاهرات الطلبة، الذين التزموا بالخروج إلى الشارع كل يوم ثلاثاء تعبيرا عن تمسكم بالتغيير، وبرحيل كامل رموز النظام والفساد، وبناء دولة قوية ومؤسسات شرعية منتخبة، وجدد المحتجون الإصرار على رحيل «الباءات»، أي بن صالح و بدوي وبوشارب، ورهنوا نجاح الحوار الوطني الذي دعا إليه قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق قايد صالح في خطابه الأخير، بالاستجابة لهذا المطلب، كما اقترحوا تمثيل الطلبة في الحوار المزمع إطلاقه، لعرض وجهات نظرهم بخصوص تسيير المراحل المقبلة. كما خرج المئات من طلبة وأساتذة جامعات قسنطينة الأربع في مسيرات حاشدة بوسط المدينة، حيث رددوا شعارات أكدوا فيها على ضرورة رحيل رموز النظام السابق من الحكم، وإقامة دولة مدنية عمادها الإرادة الشعبية، وانطلقت المسيرة في منتصف النهار من شارع عبان رمضان، وانتهت في حدود الواحدة ونصف، حيث رفع الطلبة خلال المظاهرة، شعارات يطالبون فيها برحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح. وردد المتظاهرون شعارات أكدوا فيها على ضرورة عزل الحكومة الحالية والوزير الأول نور الدين بدوي، والتأسيس لجمهورية ديمقراطية مدنية يكون فيها الحكم للشعب والمؤسسات الشرعية، كما أكدوا على تطابق مطالب الأسرة الجامعية مع مطالب الشعب والحراك، لاسيما ما تعلق منها بتطبيق المادتين السابعة والثامنة من الدستور، وطالبوا أيضا بمواصلة محاسبة كل المتورطين في قضايا الفساد من مسؤولين وسياسيين ورجال أعمال. وواصل أمس طلبة جامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو حراكهم، بتنظيم مسيرة حاشدة عبر شوارع عاصمة جرجرة رغم ارتفاع درجات الحرارة، وانطلقت المسيرة كما هو معتاد، من أمام الحرم الجامعي لحسناوة باتجاه وسط المدينة، وردد الطلبة شعارات تطالب بالتعجيل في التغيير والرحيل الفوري لما تبقى من نظام الرئيس السابق، وأكدوا تمسكهم بمواصلة النضال مهما كانت الظروف، إلى غاية تحقيق المطالب وأهداف الحراك الشعبي، رغم ما وصفوه بمناورات واستفزازات يقوم بها بقايا النظام الحاكم. واستمر حراك الطلبة عبر مجمل الجامعات المتواجدة في مختلف الولايات، في تعبير منهم عن مواصلة الحراك إلى غاية تحقيق التغيير الشامل والفعلي، وتضامنا مع الحراك الشعبي الذي يطالب بدوره ببناء عهد جديد وبالقطيعة مع رموز الفساد ومن نهبوا خيرات البلاد، ولم تمنع درجات الحرارة ولا استمرار الدروس على مستوى عديد الكليات الطلبة من تلبية نداء الحراك والخروج إلى الشارع لتحقيق التغيير.