ظهور أكواخ قصديرية جديدة بحي وادي الحد بقسنطينة ظهرت خلال الفترة الأخيرة، أكواخ قصديرية جديدة على مستوى حي وادي الحد بقسنطينة، حيث أرجع سكانها سبب المشكلة إلى تأخر السلطات في تسوية وضعيتهم العالقة منذ سنوات، ما يؤدي إلى تسجيل حالات اجتماعية أخرى. وانطلقت جولتنا بحي وادي الحد من تجمع الأكواخ القصديرية المعروف باسم "مسكين"، حيث توجد به 270 عائلة، في حين لاحظنا عند مرورنا به كمية من الطوب موضوعة أمام مدخل أحد الأكواخ، فضلا عن مجموعة من الأكواخ المبنية حديثا بحسب ما أكده لنا سكان وما يظهر من حداثة لون الطوب المشيدة به. وأكد لنا السكان أن عدد الأكواخ الجديدة ما بين 10 إلى 15 كوخا، مشيرين إلى أن أصحابها من أبناء العائلات القاطنة بالحي، ولا يمكن منعهم من بناء أكواخ جديدة، خصوصا وأن حالاتهم اجتماعية متعسرة أيضا، بحسب ما أكده محدثونا. و تحدثنا إلى أحد القاطنين بالحي، حيث قال إن المعنيين تزوجوا حديثا ولا يمكنهم العيش داخل نفس الأكواخ مع أوليائهم ما جعلهم يبنون أخرى جديدة. واعتبر نفس المصدر أن الظروف داخل الأكواخ القصديرية من الحي "مزرية" كما أن مساحتها ضيقة جدا، مشيرا إلى أن قائمة القاطنين بالحي من المتزوجين الجدد موجودة على مستوى مصالح الدائرة، كما أن أسماء من قاموا بتشييد أكواخ جديدة قد أدرجت معهم أيضا، في حين شدد على أن السكان يمنعون غير القاطنين بالحي من بناء أكواخ أو من المتاجرة في الأكواخ، رغم تأكيدهم على تسجيل حالات قليلة في أوقات سابقة. وقد واصلنا طريقنا ملتفين حول الحي عبر الجهة المقابلة للوادي، حيث فتح باب أحد الأكواخ وأطلت منه سيدة ترمقنا بنظرات متسائلة، فيما لاحظنا وجود سياج بمحيط منزلها، ليخبرنا مرافقونا أن السيدة المذكورة قامت بإحاطة كوخها لمنع بعض الأشخاص من بناء أكواخ قصديرية في المكان. ومررنا بنفس التجمع بأرضية تظهر عليها آثار تهيئة لتشييد كوخ بعد أن أزيحت كميات من مخلفات البناء، حيث أوضحت لنا نفس المصادر أن المكان يخص شيخا كبيرا من نفس الحي يريد تغيير موقعه بعد أن تعرض لمضايقات من طرف بعض القاطنين بالقرب منه في أقصى الجهة السفلى، فيما وقفنا على أكواخ تبدو جديدة على مستوى التجمع المسمى ب"جاب الله"، وأخبرنا السكان أن المكان يعرف نفس الوضع لحي "مسكين"، فهم أبناء الحي من قاموا بتشييد بناءات جديدة لكن عددهم قليل جدا، مشيرين إلى أنهم هدموا من قبل مع القائمين على جمعية الحي حوالي 40 كوخا فوضويا مهجورا بعد أن دخلها غرباء وحولوها إلى أوكار لممارسة الانحرافات، ليقام مكانها ملعب جواري. وقام السكان ببناء غرفة لتبديل الملابس داخل محيط الملعب الجواري، فيما أوضحوا لنا أن الأكواخ الفوضوية ستعود إلى الظهور بصورة أكبر كلما تأخرت تسوية وضعية شاغليها، كما عبروا عن استيائهم من وضعهم، مشيرين إلى أن الحرائق تشتعل كثيرا في المكان بسبب الأحراش والقصب الذي ينبت عشوائيا في الحي، فضلا عن الكميات الكبيرة من القمامة، فالموقع تحول، بحسبهم، إلى ما يشبه المفرغة التي تتردد عليها شاحنات مختلفة للتخلص من النفايات المنزلية وحتى مخلفات البناء. ومعلوم أن مشكل ظهور الأكواخ القصديرية بقسنطينة له علاقة بعدم الفصل في بعض الحالات العالقة والتي عادة ما تتضاعف بسبب المتاجرة بالأكواخ وتزايد أفراد العائلات، الأمر الذي حال دون الإزالة التامة لأكبر أحياء الصفيح ومنها وادي الحد، وقد نبهت السلطات أكثر من مرة لخطورة التواطؤ مع المتاجرين بالقصدير، بينما قال سكان إنه يصعب التحكم في الأمر بسبب ما يتعرضون له من تهديدات، ويرون أنفسهم ضحايا عدم الجدية في الحسم في الطعون وبعض القوائم.