أكد مدرب منتخب نيجيريا جيرنوت روهر، بأن حظوظ التأهل إلى النهائي، تبقى متساوية بين تشكيلته ومنتخب الجزائر متساوية، لكنه اعتبر الجانب البدني من أهم المفاتيح، التي قد تكون حاسمة، وتكفي لصنع الفارق، إذ أوضح في هذا الصدد بأن التواجد في المربع الذهبي، يجعل أي لاعب يتخطى الإرهاق، مع ضمان الحضور الذهني القوي، إلا أن الجاهزية البدنية تكون بدرجات متفاوتة، والأفضلية النسبية ميدانيا ستحدد هوية المتأهل. روهر، وفي ندوة صحفية نشطها صبيحة أمس بقاعة المؤتمرات على مستوى ملعب القاهرة الدولي، أشار في سياق متصل إلى أن المنتخبات الأربعة المتواجدة في نصف النهائي تضع التاج القاري نصب أعينها، مع انطلاقها حسب تصريحه «في باقي المشوار بنفس الحظوظ، وبحضور قوي من الناحية البسيكولوجية، كما أن اللاعبين سيتحدون التعب والإرهاق، واستفادتنا من بعض الساعات الإضافية عن المنتخب الجزائري مكنتنا من الاسترجاع، إلا أن هذا العامل لا يكفي لمنحنا أفضلية، خاصة وأننا كنا قد عايشنا نفس الوضعية في المباراة الأخيرة من الدور الأول، أمام مدغشقر، لأن الراحة الإضافية كلفتنا الهزيمة، مما يجبرنا على الاحتياط من هذا الجانب». وأكد روهر في معرض حديثه عن هذه القضية، بأن المنتخب الجزائري يضم في صفوفه لاعبين ينشطون في أحسن النوادي الأوروبية، واعتادوا على حد قوله « على الاسترجاع البدني بسرعة، تحت إشراف محضرين بدنيين من الطراز العالي، كما أن طاقمهم في المنتخب ركز بالتأكيد على هذا الجانب، بعد المقابلة القوية جدا التي خاضوها أمام كوت ديفوار». وجدد مدرب نيجيريا التأكيد على أن المنتخب الجزائري، ظهر بوجه مغاير في هذه الدورة من «الكان»، وصرح في هذا الشأن قائلا: «لقد تابعت لقاء الجزائر في ربع النهائي أمام كوت ديفوار، ووقفت على المستوى الراقي الذي أصبح يقدمه هذا المنتخب، بعدما كنا قد واجهنا هذا المنافس في التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا، حيث كنا في تلك الفترة قد وقفنا على ضعف كبير لهذا المنتخب، وفزنا عليه ذهابا في مدينة أيو بنتيجة (3 / 1)، بعد استغلالنا أخطاء فردية فادحة في الدفاع، ونفس الهشاشة كنا قد وجدناها في لقاء الإياب بقسنطينة، رغم اكتفائنا بالتعادل، لأن المنافس كان هشا على جميع الأصعدة، لكن هذه المعطيات تغيرت كلية في هذه الدورة، والنخبة الجزائرية أصبحت تعرف توازنا كبيرا بين الدفاع والهجومي، مع تحسن جد ملحوظ من الجانب التكتيكي». من هذا المنطلق، فقد سارع التقني الألماني إلى التنويه بالعمل الكبير الذي يقوم به بلماضي، وأوضح في هذا الصدد بأن المنتخب الجزائري يتوفر على طاقم فني محترف، والمسيرة المحققة في هذه الدورة تجعلنا على حد تصريحه « نرشح الجزائر للتتويج باللقب، وهذا أمر منطقي، لأن الأرقام المحققة في اللقاءات، التي لعبها إلى حد الآن تمنحه أفضلية على الورق للتأهل على حسابنا، على اعتبار أن هجومه سجل 10 أهداف، بينما تبقى حصيلة مهاجمينا 7 أهداف، في الوقت الذي يمتلك أقوى دفاع، بتلقيه هدفا واحدا، في حين أن دفاعنا تلقى 5 أهداف، وهذا ما يدل على صعوبة مهمتنا في الوصول إلى النهائي». إشادة روهر بالمنتخب الجزائري، لم تمنعه من إبداء التفاؤل بخصوص قدرة نيجيريا على صنع الحدث ومواصلة رحلة البحث عن لقب قاري آخر، لأننا كما استطرد « نمتلك منتخبا قويا، والتفاؤل بالنسبة لأي مدرب يبقى ضروريا قبل أي مقابلة، مهما كانت درجة صعوبتها، خاصة وأننا كنا قد تأهلنا على حساب حامل التاج منتخب الكاميرون، وقد خرجنا من وضعيات صعبة عدة مرات، انطلاقا من هزيمة مدغشقر، والتي كان رد الفعل بعدها التأهل على الكاميرون، وهي المواجهة التي قلبنا فيها الموازين في الشوط الثاني، دون تجاهل الانجاز المحقق ضد جنوب إفريقيا في ربع النهائي، حيث نجحنا في التأهل، وتفادي لعب شوطين إضافيين». وختم روهر ندوته بالتأكيد على لعب منتخبه للمرة الثانية على التوالي، في ملعب القاهرة الدولي لا يمكن أن يعتبر عاملا إضافيا في الحسابات، وأوضح بأن المساندة، التي كانت تحظى بها تشكيلته من الجماهير المصرية، خاصة في الإسكندرية، وكذا في المقابلة الأخيرة ضد جنوب إفريقيا، قد لا تتواصل في لقاء اليوم، لأن المصريين سيشجعون حسبه «الجزائر، لكننا لا نعير هذا الجانب اهتماما كبيرا، لأن الأمر يتعلق بنصف النهائي، وكل منتخب عبارة عن مزيج بين الشبان والخبرة، والصراع الميداني، من المنتظر أن يكون كبيرا بين المنتخبين».