الحرائق تتلف 228 هكتارا من الغابات و الأدغال بالبرج عاد الهدوء يوم، أمس، إلى بلدية ثنية النصر شمال ولاية برج بوعريريج، بعد ثلاثة أيام قضاها سكان المنطقة في ظروف شبهوها بالجحيم، بعدما أتت الحرائق على مساحة واسعة من الأشجار الغابية و الأدغال و حقول و بساتين المزارعين بالمنطقة، ما استدعى الاستنجاد بالحوامات و تدعيم فرق الإطفاء من أربع ولايات و الاستنجاد بالرتل المتحرك لولاية البويرة، بعدما تعذر على وحدات الإطفاء بالولاية، محاصرة النيران و لهيبها على مدار ثلاثة أيام كاملة من الجهود المتواصلة، بالنظر إلى صعوبة تضاريس المنطقة . و أكدت مصادرنا، على أن التقييم الأولي لحجم الخسائر، كشف عن تسبب الحرائق في إتلاف حوالي 228 هكتارا من الغابات و الأدغال و الحشائش اليابسة و محاصيل القمح و الشعير بغابات البوني و فراشة، من بينها أزيد من 31 هكتارا من الأشجار الغابية و حوالي 11 هكتارا من الأشجار المثمرة، أغلبها أشجار التين و الزيتون و مساحات واسعة بالحقول و البساتين. و تمكنت فرق الإطفاء، من محاصرة الحريق و إخماد النيران، لكنها بقيت مرابطة بالمنطقة وسط ترقب حذر، خوفا من اندلاع بؤر جديدة للنيران، بعدما نجحت مختلف الوحدات و الرتلين المتحركين لولايتي البرج و البويرة و الدعم اللوجيستي من المديرية العامة بالحوامات التي تفرغ حمولتها من المياه فوق المساحات المشتعلة و الملتهبة بقلب غابات البوني، في إخماد الحرائق و وضع حد لتوسعه نحو الغابات المجاورة بولاية بجاية. من جانبها قامت مختلف المصالح بدورها، حيث ساهمت مديرية الجزائرية للمياه، في تزويد فرق الإطفاء و المواطنين بالمياه، كما قامت شركة توزيع الكهرباء و الغاز، بقطع التموين بالكهرباء و الغاز عن القرى التي حاصرتها النيران، تجنبا لأية حوادث غير محمودة العواقب و لتجنب مخاطر انفجار قنوات نقل الغاز الطبيعي إلى المنطقة الجبلية. كما قامت مصالح البلدية، حسب فرق الحماية المدنية، بدور هام في الدعم اللوجيستي و التكفل التام بأعوان الإطفاء على مدار الأيام الفارطة، ناهيك عن تسييرها للأزمة، من خلال الإسراع في ترحيل العائلات من قريتي فراشة و الجديدة بعدما حاصرت النيران مساكنهم، فيما عادت أغلب العائلات إلى منازلها، زوال أمس، بعد التحكم في الحريق و إخماده و تأكدها من ضمان شروط السلامة و الأمن لعودة العائلات و إعادة تشغيل شبكات الغاز و الكهرباء بعيدا عن مخاطر اشتعالها.