بصم إسماعيل بن ناصر على إنجاز تاريخي، بانتزاعه جائزة أفضل لاعب في دورة «كان 2019»، موازاة مع تتويجه مع «الخضر» باللقب الأغلى في القارة السمراء، ليكون هذا الشاب اكتشاف هذه النسخة دون منازع، ويتحول في ظرف زمني وجيز إلى واحد من «النجوم»، التي ستسطع في أكبر النوادي الأوروبية، بعدما كان في مرحلة «ترويض» على الصعيد الإفريقي. وتعد دورة مصر، ثاني مشاركة لبن ناصر في نهائيات أمم إفريقيا، بعدما كان قد سجل تواجده مع النخبة الوطنية، في طبعة 2017 بالغابون، لكن بن ناصر انتقل مع «الخضر» إلى الأراضي الغابونية، وخرج من تلك الدورة دون الحصول على فرصة المشاركة ولو لدقيقة واحدة، رغم أن المباراة الثالثة في تلك الدورة أمام السنغال كانت شكلية، بعد ترسيم الإقصاء المبكر، حيث بقي بن ناصر ملازما لدكة البدلاء، ووضعه التقني البلجيكي، جورج ليكنس خارج دائرة الاستغلال. مشاركة بن ناصر مع الخضر كانت بقرار شخصي كان قد اتخذه، لأن هذا اللاعب «مزدوج» الجنسية، كونه من أب مغربي وأم جزائرية، فضلا عن مولده بفرنسا، وقد اختار «إسماعيل» اللعب للمنتخب الجزائري، رافضا المقترح الذي تقدمت به الجامعة المغربية، والقاضية بحمله ألوان «أسود الأطلس»، لكن بالانطلاق من منتخب الفئات الشبانية، ليتحدى بذلك والده، الذي كان قد حاول إقناعه بالتواجد مع المنتخب المغربي. وسجل بن ناصر ظهوره الأول بالألوان الوطنية، في سبتمبر 2016 أمام اللوزوطو، في ختام التصفيات المؤهلة إلى دورة «كان 2017»، لكنه بقي في تلك التظاهرة بعيدا عن المنافسة الميدانية، وقد انتظر إلتحاق بلماضي بالعارضة الفنية، لينال فرصته أكثر من أجل كسب المزيد من الثقة، فدخل دورة مصر 2019 وفي رصيده الشخصي 10 مباريات دولية، وكان يتواجد في «دائرة الظل»، إلا أنه كان اكتشاف هذه النسخة من العرس القاري دون منازع، كيف لا وهو الذي سرق الأضواء، وسجل حضوره في 7 لقاءات من النهائيات القارية، مع تتويجه باللقب الإفريقي، وكذا ظفره بجائزة أفضل لاعب في الدورة، فضلا عن اختياره رجل المباراة في مناسبتين، ليسطع نجمه بسرعة البرق. وكشف بن ناصر عن مؤهلات فردية عالية، خاصة وأنه كان بمثابة «الدينامو» في وسط ميدان «الخضر»، ولعب دور همزة الربط بين خطي الدفاع والهجوم، لتكون دورة «كان 2019»، محطة التحول في مشواره، لأن هذا الشاب كان قد بدأ مشواره الاحترافي في نادي أرل أفينيون الفرنسي، وقد نال اعجاب المدرب أرسين فينغر، الذي ألح على ضمه إلى نادي أرسنال الإنجليزي، لكن بن ناصر لم يتمكن من التأقلم مع أجواء «المدفعجية»، سيما وأنه ظل بعيدا عن أجواء المنافسة لفترة طويلة، لتتوقف مغامرته في انجلترا بعد موسمين، ويقرر العودة مجددا إلى فرنسا، على سبيل الإعارة، حيث حط الرحال بنادي تور، ثم انتقل إلى إيطاليا، بعد انضمامه إلى نادي أمبولي، في انتظار التألق مع أسي ميلان.