شهدت أمس عدة مناطق بولاية الطارف، موجة من الاحتجاجات العارمة قطع خلالها سكان الطرقات وتجمعوا أمام مقرات الجزائرية للمياه، بسبب انقطاعات الكهرباء وأزمة العطش التي يتخبطون فيها و يؤكدون أنها استمرت خلال يومي العيد. وقد قام سكان بلدية بالريحان بغلق الطريق الوطني رقم 108أ الرابط بين القالة وعنابة مرورا ببلدية الشط الساحلية، بالحجارة والمتاريس وإضرام النار في العجلات المطاطية، احتجاجا على استفحال أزمة المياه الشروب التي يعانون منها منذ أسابيع طويلة، و ذلك حسبهم، في غياب تدخل الجزائرية للمياه لمعالجة المشكلة ودعمهم بالصهاريج للتخفيف من حدة متاعبهم. و ذكر السكان أن أزمة المياه باتت الهاجس الذي يؤرقهم، أمام المشقة اليومية التي يتكبدونها في التنقل للمناطق البعيدة لجلب حاجياتهم من هذه المادة وشرائها من الباعة المتجولين، فيما لجأ البعض إلى مياه الآبار المهجورة غير المعالجة، يحدث هذا يضيف المحتجون، رغم توفر المنطقة على احتياطات هامة من المياه الجوفية "بوقلاز" ذات المذاق العذب الذي تستفيد منه مناطق أخرى. كما طرح السكان مشكلة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وتعرض تجهيزاتهم وأغراضهم المنزلية للتلف وتكبد التجار للخسائر، فضلا عن تأثير هذه المشكلة على تزويدهم بالمياه، بعد توقف عملية الضخ من الآبار، ليتطور الاحتجاج إلى طرح جملة من المطالب والانشغالات الاجتماعية التي تخص "تدهور" إطارهم المعيشي والنقائص التي يقولون إن قاطني أحياء البلدية المصنفة كمنطقة عبور ووجهة سياحية، يعانون منها. من جهتهم أغلق سكان قرية كبودة ببلدية بن مهيدي، الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين الطارف وعنابة بالحجارة والمتاريس، تنديدا بتفاقم انقطاعات التيار الكهربائي، كما طالبوا بحل أزمة المياه الشروب التي يشتكون منها مند بداية الصيف، مشيرين إلى استمرار جفاف حنفياتهم لأسابيع دون أن تكلف الجهات المعنية نفسها عناء التكفل بأوضاعهم وإيجاد الحلول العاجلة للمشكلة، حسب تعبيرهم. و ذكر المحتجون أن هذا الوضع دفعهم إلى اللجوء إلى الآبار الفلاحية والمهجورة لتلبية حاجياتهم المنزلية من هذه المادة، إضافة إلى شراء المياه المعدنية و استغلال الصهاريج. كما تجمع سكان من بلديتي بوثلجة والذرعان، أمام مراكز ومحطات الضخ للجزائرية للمياه احتجاجا على أزمة المياه التي يشكون منها، حيث طالبوا بتدخل السلطات لإيجاد الحلول للتخفيف من معاناتهم في هذا الفصل الحار، وأضاف المحتجون أنهم اضطروا إلى تأخير نحر أضاحيهم يوم العيد إلى المساء، بسبب الانقطاع، مستغربين عدم دعمهم بالصهاريج مؤقتا للتخفيف من الأزمة، من طرف المصالح المعنية.