ينتظر أن تنظم الجزائر، مع نهاية السنة الجارية، أولمبياد وطنية في الكيمياء ، احتفالا باختتام برنامج نشاطاتها المندرج في إطار فعاليات الجدول العالمي الدوري للكيمياء المعروف ب «جدول ماندلياف»، حيث ستضم المنافسة التي يشرف عليها مركز البحث العلمي والتقني في التحاليل الفيزيائية والكيميائية العديد من المواهب والمبتكرين في هذه المادة الحيوية، وذلك على اعتبار أن الجزائر تحتل المركز الثالث إفريقيا والمرتبة 52 عالميا من حيث المساهمة العلمية في منشورات علوم الكيمياء. وقال البروفيسور عبد الحفيظ أوراغ ، مدير البحث العلمي بوزارة التعليم العالي، على هامش افتتاح فعاليات الجدول العالمي الدوري للكيمياء التي احتضنها الأسبوع الماضي مركز البحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية «كراسك» بوهران، بأن احتفال الجزائر بالسنة الدولية للجدول الدوري لماندلياف ، يعكس مكانتها الدولية والإفريقية والعربية في مجال الكيمياء، مؤكدا بأن الجانب الأكاديمي والبحث في تحسن مستمر وأن الحدث يعد فرصة للترويج لمنجزاتنا في هذا المجال و تطوير التعاون في الجانب الاقتصادي بما يسمح بتطوير الابتكارات الموجودة و تفعيلها ميدانيا، بما يخدم الدخل الوطني العام. من جهته أكد البروفيسور باشاري خلدون، مدير مركز البحث العلمي والتقني في التحاليل الفيزيائية والكيميائية، التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الأولمبياد تندرج ضمن نشاطات الاحتفالية العالمية بالمجالات العلمية، التي من المقرر أن تحتضنها باريس و التي ستغيب عنها الجزائر لظروف معينة، موضحا، بأن هذا الغياب سيعوض محليا، بتنظيم أولمبياد وطنية قبل نهاية السنة، حيث يجري حاليا التعريف بالحدث وتشجيع المتمدرسين والطلبة والشباب على الانخراط فيه، من خلال تطوير أفكارهم وابتكاراتهم على اعتبار أن الهدف من احتفال الجزائر بهذه التظاهرة العالمية، هو تشجيع وتحفيز الباحثين في مجال الكيمياء على مواصلة تطوير المشاريع البحثية، بما ينعكس إيجابيا على الاقتصاد، كما أشار الدكتور باشاري ، إلى أن المركز الذي يشرف عليه، يعمل أيضا على مرافقة و تكوين الطلبة الباحثين لتجسيد أعمالهم وتحضير مذكرات الدكتوراه، تمهيدا لتحويلهم للمؤسسات الجامعية الوطنية الأخرى، كمؤطرين ذوي كفاءة، خصوصا في ظل العمل الجاري من أجل فتح فروع للمركز في بعض جامعات الوطن. مبتكرون يستعرضون إنجازاتهم فعاليات الاحتفالية عرفت كذلك، تكريم عدة باحثين لمساهمتهم في المنشورات البحثية العالمية، بالإضافة إلى تكريم أصغر وأكبر باحث، و أساتذة و باحثين متقاعدين كرسوا حياتهم للعلم و الابتكار وتكوين الأجيال الجديدة. وقد تقربت النصر، من بعض هؤلاء لتسليط الضوء على أفكارهم و ابتكاراتهم. الباحث شبوط رضوان من مركز البحث التقني للكيمياء طوّرت جهازا ينذر بحوادث الاختناق بالغاز الدكتور شبوط رضوان ، باحث في تخصص كيمياء المواد بمركز البحث التقني للتحاليل الكيميائية والفيزيائية، ومتحصل على 8 براءات اختراع، قال للنصر، بأنه يسعى لتحويل أفكاره من مجرد مشاريع بحثية إلى منتجات صناعية نهائية، يستفيد منها المواطن والمؤسسات الاقتصادية، ومن بين أبرز الابتكارات التي أنجزها الدكتور شبوط، جهاز للتدخل وتسيير مرحلة ما بعد كشف تسربات الغاز، وهو عبارة عن بطاقة توضع قرب العداد، تعمل على قطع التزود بشبكتي الكهرباء و الغاز آليا و تهوية المكان أوتوماتيكيا بمجرد اكتشاف التسرب، والأهم هو إعلام مصالح الحماية المدنية بوقوع الحادث، عن طريق إرسال رسالة نصية قصيرة من جهاز الهاتف وبطريقة آلية، ما يسرع عملية التدخل لإنقاذ الأرواح البشرية. وحسب المبتكر، فإن مشروعه قد تحصل على براءة الاختراع منذ سنتين، مع ذلك لا تزال المفاوضات جارية مع شركة سونلغاز و بعض المجمعات الصناعية، لبدء تسويق المنتج النهائي، الموجه عموما للمواطن العادي و الرامي إلى التعريف بمدى أهمية البحث العلمي في تغيير وتحسين الحياة اليومية للفرد الجزائري، كما عبر الدكتور شبوط الذي أبدى تذمرا كبيرا من الإجراءات الإدارية التي تحول دون تسويق الاختراعات في بلادنا، ذاكرا بأنه أجرى أيضا بحثا لإنتاج طلاء مخصص للمساكن لا يحوي على مواد كيميائية مضرة بالصحة، كما يحوز على براءة إختراع تخص مشروعا لتطوير طاولات ذكية للمخابر، وهو نموذج عالمي كما وصفه، تم تجسيده و انطلق العمل به في المركز الذي ينتمي إليه، في انتظار تسويقه. من جانب آخر، ثمن الباحث مسار البحث العلمي في الجزائر مؤكدا، بأنه بدأ يرتقي تدريجيا منذ 2009، خصوصا بعد إنشاء المديرية العامة للبحث العلمي بوزارة التعليم العالي، التي أعطت دفعا كبيرا للطلبة والأساتذة الباحثين. الأستاذ الباحث بلحاج حمزة من جامعة سطيف «نانومترية» بخصوصية جزائرية لتحويل الماءإلى وقود بلحاج حمزة، أستاذ باحث من جامعة سطيف، متخصص في مجال « تكنولوجيا النانو «، أوضح لنا، بأنه يسعى لتطوير عدة بحوث في هذا المجال التقني الجديد في بلادنا، ومنها مشروع لتطوير المحفزات النانومترية، التي تعمل على تحويل المواد البسيطة إلى طاقة، مثل تحويل الماء إلى وقود للسيارات، حيث تقوم فكرة المشروع على مبدأ المحفزات إذ تعمل على تقسيم جزيء الماء تحت أشعة الشمس إلى أوكسيجين وهيدروجين، ومن ثم تحويل الهيدروجين، إلى وقود صديق للبيئة، وقد أبرز الباحث أن هذه التكنولوجيا لا زالت قيد الدراسة في الجزائر، بينما يتم العمل بها في ألمانيا واليابان وبعض الدول الغربية، موضحا بأن المحفزات النانومترية الجزائرية ستكون لها خصوصيتها، بالنظر لقوة مستوى التشميس في بلادنا، ما من شأنه تسهيل الوصول إلى نتائج مرضية دون الاعتماد على تكنولوجيا معقدة، إذ ستكون المحفزات أقل قوة وبالتالي ستكون أسعارها أقل و استعمالاتها في المتناول. وحسب المتحدث، فإن وحدة البحث بجامعة سطيف، تعد الأولى من نوعها وطنيا المختصة في تقنيات «تكنولوجيا النانو و النانو علوم»، مشيرا إلى أنه، سيتم برمجة حملة تحسيسية في المؤسسات التربوية والجامعة وغيرها من الهيئات للتعريف بأهمية هذه البحوث وعلم النانو تحديدا لكونه أساس التطور الطبي و الصناعي مستقبلا، كما تهدف الحملة كذلك، إلى غرس ثقافة التكنولوجيا والابتكار والبحث عند الطفل، لأن باحث المستقبل يعد منبع الحلول للأزمات والمشاكل التي تمر بها البلاد حسبه. للإشارة، فإن الأستاذ بلحاج حمزة، البالغ من العمر 34 سنة قدم ستة أبحاث تم نشرها في مجلات علمية عالمية، إلى جانب مشاركته في عدة ملتقيات ومراكز علمية عالمية. بن ودان خيرة