تصاعدت خلال الأيام الأخيرة حمى الاحتجاجات والغضب من قبل المواطنين عبر العديد من بلديات ولاية المسيلة، و الذين عبروا عن امتعاضهم من «تدني» الخدمات الصحية وطالبوا بضرورة تحسينها، مع بعث مشاريع مؤسسات استشفائية طالها التجميد وإعادة النظر في الخريطة الصحية وتوزيع الأطباء الأخصائيين على مستشفيات الولاية، بالنظر إلى التفاوت الحاصل في عدد من منشآت الصحة الجوارية. الحركة الاحتجاجية التي امتدت دائرتها إلى عدد من بلديات ولاية المسيلة، انطلقت شرارتها نهاية الشهر المنصرم إثر وفاة سيدتين بعيادة التوليد سليمان عميرات، لتجد صداها بعدها و إلي يومنا عبر بلدية الخبانة التي احتج سكانها بسبب ما وصفوه بالحالة المزرية التي تشهدها العيادة متعددة الخدمات بفعل نقص الأطباء والممرضين وهو ما تسبب لهم في مشاكل كبيرة في التنقل اليومي إلى مستشفى رزيق البشير ببوسعادة. وببلدية اسليم أغلقت العيادة أبوابها لأيام أمام المرضى، على خلفية إضراب الأطباء الذين «حرموا» من منحة المناوبة لينتفض السكان على هذا الوضع ويقوموا بعدها بغلق المرفق نهائيا، كما تشهد بلدية عين الخضراء شرق المسيلة احتجاجات يومية منذ أكثر من أسبوع وتصاعدت حدة الغضب، أين قام مواطنون بغلق مقر البلدية بالسلاسل و كذلك العيادة، مطالبين بتوفير المناوبة الطبية ليلا و قاعة للتوليد للتخفيف عنهم عناء التنقل إلى مستشفى مقرة الذي يعرف هو الآخر نقائص في عديد التخصصات، كما يشهد منذ أشهر طويلة خلافات خفية بين الإدارة والنقابة ما أثر على الخدمة الصحية. وببلدية أمجدل على غرار سيدي عامر، يطالب ممثلون عن المجتمع المدني بتجسيد مشروع المستشفى الذي يقولون إنه طال انتظاره منذ سنوات طويلة، يحدث هذا في وقت تحركت سلطات الولاية منذ أسابيع قليلة، من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات ومنها إقالة مدير الصحة ومدير عيادة سليمان عميرات عقب وفاة السيدتين الحاملين، في انتظار قدوم اللجنة الوزارية التي ستكون لها مهمة واسعة من تشخيص للقطاع ومعرفة مكمن الداء ووضع الحلول اللازمة للنهوض بالصحة في الولاية. وكان والي المسيلة إبراهيم أوشان، أكد أن تقارير أسبوعية يتم رفعها للوزارة الوصية من أجل تصحيح ما يمكن تصحيحه من اختلالات في هذا القطاع، الذي بات مصدرا للكثير من المشاكل التي من شأنها أن تؤثر على السكينة العامة، جراء تصاعد حالة الغضب وسط المواطنين، خصوصا في ظل نقص الأطباء الأخصائيين الذين أنهى العديد منهم سنوات الخدمة المدنية، فيما تأخر وصول الدفعات الجديدة التي أوفدت للولاية، حيث علمنا في هذا الصدد أن ولاية المسيلة استفادت من 118 طبيبا منهم 85 أخصائيا لاسيما في التوليد وطب النساء. كما كشف ذات المسؤول عن انطلاق مشروع مستشفى يتسع ل 240 سريرا بسيدي عيسى واستئناف الأشغال في عيادة الأمومة والطفولة ببوسعادة، ورفع التجميد منذ أيام عن مستشفى عاصمة الولاية، الذي يأتي تعويضا للمؤسسة الاستشفائية الزهراوي التي لم تعد في مستوى الكثافة السكانية، بعد أن تجاوز عدد قاطني الولاية 400 ألف نسمة، ناهيك عن استقبال مرضى أزيد من 9 بلديات مجاورة.