بعد 24 ساعة من وفاة والدته توفي، صباح أمس، رضيع إحدى الحاملين المتوفيتين، وهذا على مستوى المؤسسة الاستشفائية للتوليد وأمراض النساء «سليمان عميرات» بالمسيلة. واستنادا إلى مصادر «النهار» فإن الرضيع هو ابن الحامل البالغة من العمر 25 سنة، والتي توفيت الخميس المنصرم بمستشفى الزهراوي بالمسيلة. وفي حديث مقتضب إلى «النهار»، أكد مدير المؤسسة الاستشفائية للتوليد وأمراض النساء، عمار بلبول، أن الحامل الأولى توفيت بمستشفى الزهراوي وليس بالمؤسسة الاستشفائية للتوليد وأمراض النساء، كما روّج له البعض، مضيفا أن الحامل المتوفاة كانت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم، مما جعل نقلها إلى مستشفى الزهراوي حتمية لا مناص منها. وعن المرأة الثانية المتوفاة يوم الجمعة والبالغة من العمر35 سنة، فأكد أن سبب وفاتها يعود إلى انسداد في الشرايين، مضيفا أن التكفل الطبي موجود بالمؤسسة. نقص في القابلات والمختصين في الولادة والتخذير بالمؤسسة الاستشفائية سليمان عميرات بالمسيلة على الرغم من أن المؤسسة الاستشفائية للتوليد وأمراض النساء موجودة في عاصمة الولاية المسيلة، والتي تعرف إقبالا كبيرا للحوامل من عاصمة الولاية والبلديات الغربية والشرقية، إلا أن نقص التكفل مرده نقص في المختصين والقابلات، فحسب مصادر «النهار» فإن عدد القابلات المتواجدات في مناصب عملهن لا يتجاوز 17 من أصل 26 قابلة، على اعتبار أخريات في وضعيات قانونية بين عطل مرضية وإجازة عمل، وأما المختصات في التوليد وأمراض النساء فعددهن 3 طبيبات، وهو عدد غير كافٍ لعاصمة الولاية، التي من المفروض أن تكون هي المرآة الحقيقية لقطاع الصحة بالولاية. أما المختصين في التخذير فتضمّ المؤسسة طبيبين اثنين، وبعملية حسابية للمناوبة، فإن الطبيبين يعملان ل 10 أيام مناوبة في الشهر، لتبقى 10 أيام من دون مناوب مختص في التخذير، ولعل الفاجعتين اللتين وقعتا وموجة الاحتجاجات الكبيرة، قد تضطر الطبيبتين العاملتين بالمؤسسة إلى المغادرة بشكل نهائي، لتعود صورة معاناة الحوامل من جديد. قطاع الصحة بالولاية مريض والاحتجاجات في تصاعد مستمر لا شك أن ما وقع من احتجاجات كبيرة أمام المؤسسة الاستشفائية للتوليد وأمراض النساء «سليمان عميرات» بالمسيلة، عقب وفاة امرأتين حاملين، ومهما كانت الاتهامات، فإن الواقع يقول إنولاية المسيلة تشهد وعبر بلدياتها 47 احتجاجا إلى احتجاجين اثنين في الأسبوع، بين المطالبة بتحسين الخدمات الصحية وتوفير المناوبة، وتوفير الأطباء المختصين، وتوفير المعداتوالأجهزة الطبية، ناهيك عن المطالبة برحيل مديري المستشفيات و غيرها، حركات احتجاجية ظل ينظّمها مواطنون بسبب تدهور قطاع يعتبر شريان يومياتهم.