تم أمس على هامش حفل افتتاح السنة الجامعية الجديدة بكلية الطب الجديدة بوهران، التنصيب الرسمي للمجلس الوطني لأخلاقيات المهنة الجامعية، والذي سيرأسه الأستاذ غوالي نورالدين ويضم أكثر من 10 أعضاء، وبالمناسبة قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطيب بوزيد إن «أخلقة الجامعة هي أخلقة للمجتمع»و «مستقبل الجزائر يأتي من الجامعة وليس من مكان آخر»، حيث سينظر هذا المجلس في كل التجاوزات والاختلالات التي تشهدها جامعات الوطن، وسيعزز لغة الحوار بين كل الأطراف من مسؤولين، أساتذة وحتى طلبة، لخلق جو من الهدوء الأكاديمي في فضاءات التعليم العالي. أكد أمس وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطيب بوزيد رفقة كل من وزيري التكوين المهني والعمل والضمان الإجتماعي، على الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية 2019 - 2020، وهذا بالكلية الجديدة للطب بوهران والتي تم بالمناسبة تدشينها الرسمي، أن المجلس الوطني لأخلاقيات المهنة الجامعية، سيحظى بمكانة كبيرة في الجامعات من أجل النظر في المشاكل والاختلالات المطروحة لمعالجتها و تذليل كل العراقيل التي من شأنها تعطيل العمل الأساسي سواء للمسؤول أو الأستاذ أو الطالب الجامعي، حيث غالبا ما تعيش بعض المؤسسات الجامعية نزاعات واضطرابات سواء بين الأساتذة والطلبة أو خلافات مع المسؤولين وغيرها من مشاكل التكوين و التأطير، لدى وفق الوزير وجب التأسيس لأخلاقيات تضبط هذه الروابط الأكاديمية وتساهم في تطوير الجامعة الجزائرية، مشيرا أنه على الجميع الامتثال لهذه الأخلاقيات التي سيقوم المجلس بتحديدها والإشراف على ترسيخها حتى تتسم الجامعات بالهدوء في ظل انتهاج أسلوب الحوار والنقاش بعيدا عن أساليب العنف الناجمة حسب المتحدث عن مشكل التواصل، فهناك كما يقول الوزير مسؤولون لا يتحدثون مع الأساتذة وهؤلاء أيضا لا يتحدثون مع الطلبة، وهكذا تندلع الخلافات وبعضها يتحول لعنف، كأن يلجأ الطلبة لغلق أبواب المعاهد والكليات وغيرها من الممارسات المنبوذة التي سيعمل مجلس الأخلاقيات على تغييرها. وركز الوزير على إلزامية التحاور مع الطلبة دون تهميش أو إقصاء لتفادي العنف والممارسات التي لا صلة لها بالجامعة ومنها لجوء الطلبة لتوقيف الدروس أو غلق الجامعات. وكشف وزير التعليم العالي عن إجراءات لإعادة النظر في بعض القوانين حتى تواكب الجامعة التطورات والتغيرات في جميع المجالات، ومنها ما سيتم التركيز عليه والمتعلق بالعلوم الاجتماعية والإنسانية التي لم تعد تساير التقدم العلمي والتكنولوجي الحاصل، كي تتم الاستفادة منها في تنظيم المجتمع ومعالجة القضايا المطروحة ، إلى جانب إعادة النظر في ملامح تسيير الجامعة نحو الحوكمة والتحكم في التكنولوجيات و اللغات، إضافة لتغير الجانب الاجتماعي للأستاذ الجامعي بتوفير له الظروف الملائمة والمريحة حتى يتمكن من تطوير البحث العلمي، وفي هذا الصدد تطرق الوزير لملف السكن الوظيفي، حيث قال أنه توجد حصة من 2660 وحدة لازالت مجمدة، وعليه فقد اقترحت الوزارة على السلطات العمومية العمل على استفادة الأساتذة من كل البدائل السكنية في مختلف الصيغ، مشيرا أنه تم خلال السنوات الأخيرة تسليم 5152 سكنا للأساتذة، و لازالت 2188 وحدة سكنية قيد الإنجاز. أما بخصوص البحث العلمي، فأوضح الوزير أنه يجب أن تتجه البحوث نحو النوعية، حيث تحتل الجزائر مراتب محترمة عالميا فيما يخص البحث العلمي، بينما البحث الأكاديمي أوكلت له مهام إيجاد حلول للمشاكل التي تتخبط فيها عدة قطاعات إنتاجية وصناعية وخدماتية ، و سيتم التركيز على هذا المسار مستقبلا. وفي قضية مسابقة الدكتوراه التي أثارت جدلا، قال الوزير إن القانون لا يقصي أحدا، ولكن المجالس المشرفة على المسابقة هي التي تحدد المعايير، وأن المشكل يطرح في العلوم الإنسانية والاقتصادية وهذا لكثرة العدد، مؤكدا أن هناك اتصالات مع رؤساء الجامعات لإيجاد مخرج، كما يجب أن يتم تكوين الطالب الجامعي حتى يجد ما يعمله خارج الجامعة وليس الجميع يلجأون للدكتوراه للظفر بوظيفة. البكالوريا المهنية للنجباء وليس للفاشلين وعن البكالوريا المهنية، نفى الوزير أن تكون مخصصة للتلاميذ الراسبين أو الفاشلين في الدراسة، بل هي موجهة للنجباء لتسمح لهم بمواصلة المسار الجامعي بتفوق و امتياز، ومن أجل هذا قال أنه يجب العمل على إعادة تصنيف بعض المهن كي تواكب العصرنة وتستقطب الطلبة . وفي هذا الخصوص، أضاف وزير التكوين المهني والتمهين، أن الدراسة التي تقوم بها لجنة مختصة بلغت نسبة 70 بالمائة من النتائج التي ستتقاطع مع وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي، وقال أنه ينتظر الانتهاء من الدراسة في نوفمبر لتعرض على الحكومة. وأعلن الوزير أنه سيتم إنشاء جامعة للامتياز بالقطب العمراني سيدي عبد الله في العاصمة، لتكون نموذجية للاستعمال المكثف للغة الإنجليزية، وتوظيف بها أساتذة باحثين من ذوي المستوى العالي يؤطرون الطلبة المتفوقين في البكالوريا الذين سيلتحقون بها. وفي رده على سؤال حول كيفية تكريس التدريس باللغة الإنجليزية، أفاد الوزير أنه من أهداف التدريس بالإنجليزية، استقطاب الطلبة الأجانب للرفع من ترتيب تصنيف الجامعة الجزائرية بين الجامعات الدولية، حيث أن عدد الطلبة الأجانب من المعايير المطلوبة. وأعطى الوزير مثالا عن الكلية الجديدة للطب التي قال إنه يمكنها استقطاب 5 آلاف طالب جامعي أجنبي و العمل سيكون من أجل تعزيز هذه اللغة العالمية وهي لغة التكنولوجيا، وسيكون تدريجيا انطلاقا من مستوى الدكتوراه ثم المستويات الأقل مستقبلا. وذكر الوزير في كلمته، بأنه تم هذا الموسم استقبال أكثر من 260 ألف طالب جديد في جامعات الوطن ليصل العدد الإجمالي على جميع المستويات 1,7 مليون طالب.