80 بالمئة من السوائل الكيميائية للمستشفى الجامعى ترمى بالوادي أكد أول أمس المشاركون في فعاليات اليوم الدراسي حول الإعلام و رهانات البيئة الذي نظمته جمعية صدى الإعلاميات لناحية قسنطينة ، برعاية المؤسسة الألمانية كونراد إيدناور ، غياب إعلام بيئي متخصص في الجزائر، من شأنه خدمة الراهن البيئي الذي يعد من أكبر التحديات الحالية بالعالم، و يرون أن المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية باختلاف تخصصاتها، و كذا الجهات التي تعنى بالبيئة. و من بين المتدخلين في اليوم الدراسي الذي احتضنه فندق الحسين بقسنطينة، الصحفية وردة نوري من جريدة الخبر، التي اعتبرت أن الاهتمام بالمواضيع البيئية في المؤسسات الإعلامية محتشم جدا، رغم أهميته، و غالبا ما يكون التعاطي مع المواضيع سطحيا و غير معمق بسبب غياب و نقص التكوين و التخصص في هذا المجال، حيث يقتصر الأمر على التغطيات العادية، دون الغوص في حقيقة المشاكل البيئية ، باستثناء بعض الجرائد التي تخصص ملاحق تعنى بشؤون البيئة مثل جريدة النصر ، إضافة إلى الحصص الإذاعية و التلفزيونية، غير أنها تبقى غير كافية في ظل انعدام مجلات و قنوات تعنى خصيصا بالبيئة و محيط الإنسان. فيما أكد ممثل وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة عبد الله بن يوسف، أن الوصاية أصبحت تولي أهمية كبيرة للإعلام البيئي كشريك حقيقي، من خلال إبرام اتفاقية مع وزارة الاتصال، بهدف تكوين الصحفيين في مجال البيئة لنشر الثقافة البيئية بين أفراد المجتمع ، و كذا إماطة اللثام على المشاكل البيئية و الغوص فيها. كما يهدف هذا البرنامج الذي شمل لحد الآن عددا من ولايات الوطن، تلقين الصحفيين مختلف المفردات المتعلقة بالاختصاص، مع تقديم برامج تكوينية في مواضيع بيئية، على غرار رسكلة و جمع النفايات، طرق الحفاظ على المحيط البيئي ، الاحتباس الحراري و غيرها من المواضيع. و أضاف المتدخل أن التكوين شمل لحد الآن 700 صحفي، على أن تتواصل الدورات التكوينية مستقبلا لتشمل كل الولايات المتبقية . كما عرض البروفيسور حبيب بلماحي، رئيس قسم التسممات بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، دراسة حول انعكاسات طرق التخلص من المخلفات الإستشفائية الصلبة و السائلة على البيئة القسنطينية ، و قد جاءت نتائج الدراسة صادمة إذ بينت ارتفاع نسب تلوث الهواء و الماء بالمدينة لعدة أسباب، من بينها الحرق العشوائي لقمامة المستشفى و رمي أزيد من 80 بالمئة من السوائل الكميائية للمستشفى بواد الرمال، ما انجر عنه، حسب الدراسة، ارتفاع عدد المصابين بالربو و بعض الأمراض الصدرية و تزايد الإصابة بسرطان الحنجرة، مع تنامي التشوهات التي يولد بها الرضع على مستوى الجهاز التنفسي و القلب، دون إغفال مشكل البعوض الذي تحول إلى خطر حقيقي على الصحة العمومية بعد التغيرات البيولوجية التي طرأت عليه. ودعا البروفيسور بلماحي إلى ضرورة إنشاء شبكة بيئية لحماية ولاية قسنطينة من مخاطر التلوث البيئي ، كما دعا ممثل جمعية حماية الطبيعة و البيئة بلقاسم بن بوزيد من جهته، إلى وضع نظام ردعي للتقليص من استخدام البلاستيك في الحياة اليومية، فالمواطن الجزائري،حسبه، يحتل المرتبة الخامسة عالميا في استعمال الأكياس البلاستيكية. و أضاف المتدخل أن الإفراط مع سوء الاستخدام، ينجر عنهما مشاكل صحية و بيئية خطيرة جدا ، قد لا يعيها الفرد و غالبا ما تظهر على المدى الطويل ، دون إغفال جانب النوعية في صنع المواد البلاستيكية التي لا تراعى فيها معايير الصحة و السلامة ، مع غياب الرقابة. فيما صبت جل تدخلات الحاضرين عند فتح باب النقاش، حول ضرورة الاهتمام أكثر بالجانب البيئي من قبل المؤسسات الإعلامية، بتخصيص صفحات و وقت أطول لمعالجة القضايا البيئية الراهنة بشكل معمق، مع ضرورة تكوين رجال الإعلام في هذا الجانب، دون إغفال دور مديريات البيئة و الوزارة في منح المعلومة و تسهيل الحصول عليها، مع المثابرة لخلق آليات تواصل جديدة مع الشريك الإعلامي.