رفع مركب الحجار للحديد و الصلب بعنابة، قدراته التخزينية من الحديد الخام، بعد فترات من العجز سجلت مرتين شهري أفريل و سبتمبر الفارطين و التي أدت إلى شل الفرن العالي عن الإنتاج، بسبب توقف الإمداد بالمادة الأولية من منجمي بوخضرة و الونزة بولاية تبسة و نفاد المخزون المستخدم في انتاج الحديد الزهري. هذه الوضعية أجبرت إدارة المركب على وقف تشغيل الفرن العالي رقم 2 و وضعه في حالة يقظة، نتيجة لضعف القدرة الإنتاجية للمنجمين و كذا وقوع حوادث أخرى تتعلق بتوقف النقل عبر السكة الحديدية و إضراب عمال المنجمين. و أكد مصدر مسؤول بمركب الحجار للنصر، على أن مخزون المادة الأولية ارتفع إلى 93 ألف طن، بعد أن كان المخزون صفر بداية شهر سبتمبر الماضي، مرجعا تحسن التموين بمادة الحديد الخام، إلى التدابير الاستعجالية التي استخدمت بمنجمي الونزة و بوخضرة في ولاية تبسة، تنفيذا لتوصيات مجلس الوزراء الأخير. و استنادا لمسؤولي المنجمين، فقد نجح العمال و الإدارة في رفع و مضاعفة الإنتاج من 3500 طن، إلى ما يقارب 7000 طن يوميا، لضمان إمداد مركب الحجار بهذه المادة الحيوية، التي تُشغل الفرن العالي القلب النابض للمركب، لتزويد كامل سلسلة الانتاج بالحديد الزهري. و وفقا لذات المصدر، فقد كان تموين المركب بالحديد الخام ضعيفا جدا ما بين 2700 إلى 3000 طن، مع استئناف الإنتاج بعد تجسيد مخطط الاستثمار، تبعه تذبذب في الانتاج بسبب مشاكل تقنية و حتى عدم توفير اليد العاملة الكافية، و مع تعقد مشكل استخراج الحديد الخام، تدخلت الحكومة باعتماد مخطط استعجالي، لضمان تزويد مركب الحجار بالمادة الأولية بشكل منتظم و خلق مخزون احتياطي هام، تفاديا لتكرار سيناريو توقف الفرن العالي مرة أخرى، هذا التوقف قد يعرضه إلى مشاكل تقنية تهدد باستمرار نشاطه، بالإضافة إلى تراجع في المداخيل بمئات الملايين يوميا. و حسب مصادرنا، فقد شكلت خلية يقظة على مستوى ولاية تبسة، بأمر من الوزارة الأولى، لمتابعة تنفيذ الخطة الاستعجالية، حيث نجحت إدارة المنجمين في مضاعفة الإنتاج، للوصول إلى 7000 طن يوميا، و هو رقم قريب من حجم استهلاك مركب الحجار بشكل يومي، من المادة الخام و الذي تقدر ب 8000 طن . كما تضمن البرنامج الاستعجالي، دعم نقل المادة الأولية من الحديد الخام عبر النقل البري، برفع عدد الشاحنات من 35 شاحنة إلى 70 شاحنة، إضافة ل 4 قاطرات للنقل عبر السكة الحديدية، تتكون القاطرة الواحدة من 34 عربة، لجر ما يقارب 5000 طن من الحديد الخام من تبسة إلى عنابة. و ذكرت مصادرنا، أن مخطط الاستثمار على مستوى منجمي بوخضرة و الونزة لم ترافقه عملية تجديد الوحدات، بعد استرجاع كامل الأسهم من الشريك الأجنبي الذي استغل المنجمين لسنوات دون أي استثمار، أو تجديد للعتاد و بقيت مناجم الحديد تشتغل بتجهيزات ضعيفة و غير قادرة على رفع قدراتها لاستخراج الحديد الخام و بتدخل من الحكومة تم إعطاء تعليمات بالشروع في تنفيذ مخطط الاستثمار بشكل تدريجي على مستوي المواقع الإنتاجية، كما تم القيام بالتوظيف، مؤخرا، في المناصب التي كانت تعرف عجزا في اليد العاملة المؤهلة. تجدر الإشارة، إلى تدخل الحكومة مؤخرا لإنعاش المركب ، عن طريق إجبار مؤسسات البناء الوطنية على شراء الحديد من الحجار، بسبب كساد حديد الخرسانة الموجه للبناء على مستوى مخازنه و عدم إقبال تجار الجملة على منتجات الحجار، لارتفاع سعره مقارنة بالحديد المستورد من الخارج لجودته العالية و زيادة الوزن بالمقارنة مع نفس طول القطع المستوردة من الخارج.