عشت أياما عصيبة بعد فقدان والدتي وتمنيت مقاسمتها الفرحة كان مفاجأة قائمة بلماضي، ويعتبر نفسه كذلك، غير أنه مصمم على عدم تضييع الفرصة التي منحها إياه الناخب الوطني، خاصة وأن رضا حلايمية المحترف بنادي بيرشوت البلجيكي مقتنع أن ما قدمه في تربص قطر قبل عام، أولى أسباب تشريفه بدعوة حلم بها وحلمت بها أيضا والدته المتوفية قبل أشهر فقط، ويصر كما قال في حوار للنصر من بلجيكا، قبل انضمامه لتربص الخضر (أمس)، أن يثبت مكانته رغم اعترافه بصعوبة منافسة لاعب مثل يوسف عطال. محاكاة مشوار عطال يستهويني شكّل استدعاؤك لتربص مباراتي زامبيا وبوتسوانا أبرز المفاجآت، كيف تلقيت الخبر ؟ تود الصراحة، استدعائي ضمن قائمة 23 المعنية بمباراتي زامبيا وبوتسوانا فاجأني كثيرا، كوني لم أكن أنتظر تواجدي مع الخضر في الفترة الحالية، رغم تألقي مع فريقي بيرشوت البلجيكي، ولو أنني تلقيت مؤخرا اتصالا من مسؤولين في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث طلبوا مني تجهيز نفسي لإمكانية استدعائي في أي لحظة، لقد تركت كل شيء للمكتوب، والحمد لله الناخب الوطني جمال بلماضي، شرفني بهذا الاستدعاء، الذي اعتبره هدية من السماء، بعد كل ما حدث معي خلال الأسابيع الأخيرة. ماذا تقصد بالهدية ومن زفّ لك خبر استدعائك للمنتخب الوطني الأول؟ مسؤولون على مستوى الاتحادية الجزائرية، حدثوني عن إمكانية تواجدي في التربص الحالي، ولكن لم أكن أتوقع الدعوة، وليلة السبت كنت مُتعبا للغاية، ولذلك أغلقت هاتفي ونمت مبكرا، وعند استيقاظي وقيامي بتشغيله تفاجأت بالكم الهائل من الرسائل التي تلقيتها، سواء عبر تطبيق «الواتساب»، أو عبر رقمي الشخصي، والكل كان يهنئني بدعوة بلماضي، لقد كنت سعيدا للغاية، وهناك تذكرت والدتي رحمها الله، والتي فقدتها شهر سبتمبر الماضي فقط، لقد كنت أمني النفس في أن تكون حاضرة معي وتقاسمني هذه السعادة الغامرة، خاصة وأنها لطالما دعت لي لأمثل منتخب بلدي الأول، لقد عشت أسابيع عصيبة، كون الوالدة كانت "العين الوحيدة" التي أرى بها، على اعتبار أن والدي متوفي هو الآخر، كما أن تواجدي بالمهجر زاد من معاناتي، ولو أن الأمر يتعلق باحترافي وضرورة تحدي كافة الظروف الصعبة، من أجل شق طريقي نحو النجاح، صدقوني دعوة بلماضي جاءت في وقتها، وأنا الذي لم أكن أرى سوى «السواد» مؤخرا. فكرت في التراجع عن اللعب لبيرشوت بعد قرار الاتحادية البلجيكية يبدو أن معرفة بلماضي بمؤهلاتك وراء استدعائك، أليس كذلك ؟ أشاطركم الرأي، بخصوص معرفة بلماضي لي، حيث سبق له أن استدعاني لتربص المنتخب المحلي، أين واجهنا آنذاك المنتخب القطري بالعاصمة الدوحة شهر ديسمبر الفارط، وحققنا فوزا بهدف يتيم من تسجيل زميلي بغداد بونجاح، أنا ممتمن لبلماضي على الثقة التي منحنا إياها، وسأعمل جاهدا لإرضائه، ولم لا الحفاظ على مكانة دائمة مع الخضر، ولو أنني أدرك بأن هذا يتطلب مني الكثير من التضحيات، في وجود عديد الأسماء المتميزة في الخط الخلفي، وفي مقدمتهم المتألق يوسف عطال الذي يصنع الحدث بفرنسا. بالحديث عن عطال، كيف تقيّم مستواه، وهل تحلم بالسير على خطاه؟ بطبيعة الحال، ما يبصم عليه يوسف عطال مع ناديه الفرنسي أو المنتخب الوطني استثنائي، وأي لاعب يحلم بالسير على خطاه، خاصة وأنه من خريجي البطولة الوطنية، ونجح في ظرف سنوات قليلة في تأكيد مؤهلاته الكبيرة، هو الآن نجم في نادي نيس وأحد أفضل لاعبي «الليغ 1»، كما أنه عنصر أساسي مع الخضر، وسيكون من الصعب على أي لاعب أن يخطف منه مكانته، أنا سأحاول تقديم كل ما أملك، كما يشرفني أن أكون بديلا للاعب بمواصفات عطال، في انتظار التأكيد خلال التدريبات التي أنا متلهف لمباشرتها. "شتم الأمهات" بملاعبنا دفعني لقبول راتب زهيد وعدم التفكير في العودة لن تجد صعوبات في التأقلم في ظل معرفتك ببعض الأسماء،أليس كذلك ؟ أجل لدي علاقة جيدة مع بعض الأسماء، على غرار أبناء مدينتي وهران بلايلي وبونجاح، إضافة إلى أيوب عبد اللاوي، الذي تدرج معي في مختلف الفئات السنية للمنتخب الوطني، دون نسيان سليماني وسوداني وبن سبعيني، وكلهم من خريجي البطولة الوطنية، وأنا متأكد بأنهم لن يبخلوا علي بشيء، خاصة وأنهم يدركون بأنني لاعب شاب يبحث عن إيجاد معالمه مع الخضر. حدثنا قليلا عن تجربتك الجديدة مع نادي بيرشوت البلجيكي... بعد مواسمي المتميزة مع مولودية وهران، التي لعبت فيها كمدافع أيمن وحتى كمدافع محوري، تلقيت بعض العروض الخارجية، كوني كنت في نهاية عقدي، غير أنني كنت مركزا أكثر على الاتصالات الأوروبية، على اعتبار أنني أبحث عن تطوير إمكاناتي، لقد تمت المفاوضات مع مسؤولي نادي بيرشوت بسرعة، وكنت متحمسا بشكل كبير لخوض هذه التجربة، إدراكا مني بأن الدوري البلجيكي، سيكون بوابتي نحو دوريات أكبر وأفضل، كما حدث مع عطال وبن سبعيني، ولكنني تفاجأت عند مباشرتي التحضيرات بهولندا خلال المعسكر الصيفي، بإسقاط فريقي الجديد إلى الدرجة الثانية، بسبب مشاكل مادية، وهناك فكرت في فسخ عقدي، وتحدثت مع خالي لإيجاد سبيل لذلك، ولكن بعد تفكير عميق قررت المواصلة، كوني لم أكن مستعدا للعودة للبطولة الوطنية التي لن تفيدني في شيء، كما أن استمرار ظاهرة شتم الأمهات بالملاعب، جعلني أضحي بالبقاء مع بيرشوت، حتى ولو أن راتبي زهيد جدا مقارنة بما عرضته فرق أخرى علي، على العموم أنا وجدت معالمي في بلجيكا، حيث ألعب بانتظام، كما افتتحت عدادي التهديفي قبل عدة أيام، ما من شأني أن يمنحني ثقة أكبر في النفس، تحسبا لباقي المشوار الذي ينتظرني. دعوة بلماضي هدية من السماء ما هي أهدافك المستقبلية ؟ بداية، أنا متشوق للالتحاق بتربص المنتخب الوطني وملاقاة الناخب الوطني وزملائي، حيث سأكون بالجزائر العاصمة صبيحة الاثنين (يقصد أمس)، وبخصوص أهدافي فهي واضحة الحفاظ على مكانتي مع الخضر، إلى جانب التألق في مشواري الاحترافي، ولم لا السير على خطى زميلي بن سبعيني وعطال، أنا في مقتبل العمر وأمامي الكثير لأتعلمه، وما علي سوى وضع أقدامي على الأرض، من أجل شق طريقي نحو النجاح الذي سيكون أفضل هدية أقدمها لوالدتي رحمها الله، خاصة وأنها لطالما حلمت برؤيتي متألقا في مشواري الكروي.