شهدت عدد من أحياء قسنطينة في الآونة الأخيرة، اختلاطا للمياه الصالحة للشرب، وهو ما ترجعه مؤسسة «سياكو» إلى مشاكل تكلّس القنوات و كذا التوسعات الفوضوية التي يقوم بها بعض القاطنين في البنايات الهشة والقصديرية، إضافة إلى أشغال التهيئة المقامة في المدينة الجديدة علي منجلي. واشتكى سكان بموقع 2150 سكنا ضمن برنامج «عدل 2»، في علي منجلي، من لون المياه المائل إلى الاصفرار مبدين تخوفاتهم من استهلاكها، حيث رجحوا أن تكون أشغال الانجاز التي تتواصل بمختلف أحياء المنطقة، هي السبب، خاصة وأنها أدت سابقا إلى انسداد البالوعات وقنوات المياه الصالحة للشرب التي تراكمت بمداخل العمارات عند تهاطل الأمطار. كما أكد قاطنون في ذات الحي، أن لون المياه عاد إلى طبيعته في الأيام القليلة الماضية، ولكنهم يتخوفون من استهلاكها، حيث يضطر العديد منهم إلى شراء المياه المعدنية أو التنقل إلى مختلف المنابع الواقعة في علي منجلي أو بالطريق المؤدي إلى عين سمارة، فيما عبر سكان بالوحدة الجوارية 20 عن شكوك بخصوص جودة مياه الحنفيات، و اشتكى قاطنون ببعض الوحدات الجوارية القديمة من اختلاطها بالأتربة غير أن المشكلة حُلَّت من طرف مؤسسة «سياكو»، خاصة وأن المقاطعة الإدارية علي منجلي لا تزال ورشة كبيرة، ما يزيد من احتمال حدوث تسربات بسبب تخريب القنوات أثناء الأشغال. وأكد المدير العام لشركة المياه و التطهير بقسنطينة «سياكو»، حكيم حيرش، للنصر، أن مصالحه تواجه مشكلة وجود مادة الكلس في المياه بالقنوات في بعض المناطق على غرار عين عبيد و حامة بوزيان و زيغود يوسف و ديدوش مراد، موضحا أن عملية تحليل المياه مكلفة جدا، حيث تملك المؤسسة حاليا مخبرين فقط. وأضاف المسؤول، أن «سياكو» لم تدخر أي جهد في سبيل توفير مياه نقية وصالحة للشرب للمواطنين، موضحا أن المؤسسة جندت 43 كيميائيا وبيولوجيا لضمان جودتها، إضافة إلى 17 عون مراقبة، كما تقوم بحوالي 27 ألف اختبار لمادة «الكلور» وتأخذ 5600 عينة للبكتيريا سنويا، مرجعا اختلاط المياه الصالحة للشرب بالقذرة، إلى الاعتداءات على الشبكة، حيث أكد أن التقرير المعد لهذه السنة أظهر وجود 7 حالات، 3 منها تخص البنايات الهشة والفوضوية، إذ قام سكان بتوسعات غير قانونية بالقرب من محطات الوقود وبالتالي سجل اختلاط للمياه بالبنزين، مضيفا بخصوص علي منجلي أنها تُعد حاليا ورشة عمل كبيرة، حيث تشهد القنوات ثقوبا نتجت عنها تسربات، وخاصة على مستوى الأحياء التي بها أشغال، سواء المتعلقة بإنجاز الترامواي أو تهيئة الوحدات الجوارية.