تعطى صبيحة اليوم، إشارة انطلاق النسخة 24 من نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة اليد بتونس، والتي ستمتد على مدار 10 أيام، ويسجل من خلالها المنتخب الوطني حضوره للمرة 23 ، على اعتبار أن مشاركته في تنشيط فعاليات العرس القاري كانت منتظمة، والغياب الوحيد كان في دورة 1974، ليتأخر بمشاركة واحدة عن منتخبي مصر وتونس، ولو أن الملفت للإنتباه أن التتويج باللقب يبقى حكرا على «العرب»، والمعطيات الأولية تحصر الصراع على التاج بين «التونسة» و»الفراعنة»، مقابل بحث «الخضر» عن تذكرة التأهل إلى مونديال مصر المقرر السنة القادمة. هذه الطبعة من العرس الإفريقي للكرة الصغيرة، تأتي بلوائح تنظيمية جديدة للمنافسة، تماشيا مع التعديلات التي أقرها الإتحاد الدولي لكرة اليد، سيما بعد رفع عدد المنتخبات المعنية بالمشاركة في المونديال إلى 32، الأمر الذي رفع «كوطة» القارة الإفريقية من المقاعد في المونديال إلى 6، دون احتساب منتخب البلد المنظم، الذي تأهل مباشرة، وعليه فإن النجاح في تخطي عقبة الدور الأول من هذه النسخة من «الكان»، قد يكون بوزن اقتطاع إحدى تأشيرات المشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة، مادام المنتخب المصري قد حجز مقعده، ومنتخب واحد فقط من بين المتأهلين إلى الدور الثاني، سيجبر على السقوط من قائمة ممثلي القارة السمراء في الحدث العالمي المقرر سنة 2021. وانطلاقا من هذه المعطيات، يمكن القول بأن رحلة بحث السباعي الجزائري عن تذكررة العودة إلى «العالمية» لن تكون شاقة، بعدما كان «الخضر» قد غابوا عن الطبعة الفارطة من المونديال، بعد البصم على أسوأ مشاركة لهم في تاريخ «الكان» خلال دورة 2017، إثر الاكتفاء بالصف السادس، وهي ثاني مرة تخرج فيها اليد الجزائرية من رباعي المقدمة في النهائيات القارية، بعد دورة 2006 بتونس، لما احتلت المركز الخامس، ولو أن النخبة الوطنية ستدخل هذه المنافسة بثوب جديد، تحت إشراف التقني الفرنسي آلان بورت، الذي سبق له قيادة منتخب تونس، فضلا عن العمل الكبير الذي كان قد قام به على مستوى منتخبات الفئات الشبانية بفرنسا، وهذه المشاركة تأتي بعد احتواء المشاكل الداخلية، التي هزت بين الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، على خلفية القبضة الحديدية التي كانت قد طفت على السطح بين رئيس الفيدرالية حبيب لعبان وأعضاء مكتبه، والتي بلغت أروقة المحاكم، وترتيب البيت كان بعد مخاض عسير. وعمد التقني الفرنسي إلى المزاوجة بين الخبرة والطموح، عند ضبط قائمة 18 لاعبا التي سيراهن عليها في هذه الدورة، ولو أن إصابة كل من عبد القادر رحيم ويحي زموشي، أرغمته على تعويضهما في آخر لحظة، ليبقى القائد مسعود بركوس بمثابة القوة الضاربة، خاصة وأنه يلعب دورا حاسما في الهجوم. وتحسبا لهذه التظاهرة أجرى المنتخب الوطني سلسلة من التحضيرات، تمثلت بالأساس في تربص ببولونيا، ثم المشاركة في دورة رباعية برومانيا، ليكون ختام المرحلة الإعدادية بودية في الجزائر أمام أنغولا، للوقوف على درجة الجاهزية التي بلغها السباعي الجزائري، سيما وأن النخبة الأنغولية أصبحت من أبرز أطراف المربع الذهبي في دورات «الكان»، ونجاح الخضر في تحقيق الفوز طمأن أكثر المدرب آلان بورت. لعبان «تعقل» في الطموحات وطريق المربع الذهبي مفتوح ارتأى رئيس الفيدرالية حبيب لعبان خفض عارضة الطموحات، من خلال تأكيده على أن الهدف من المشاركة الجزائرية في هذه الدورة، يبقى منحصرا في الظفر بإحدى تأشيرات التأهل إلى مونديال مصر، مع عدم المراهنة كثيرا على اللقب القاري، وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه المدرب بورت، الذي كان قد صرح بأن المرور إلى نهائيات كأس العالم، تعد الغاية الأولى التي يصبو إلى إدراكها، وتحقيق هذا الهدف يمر عبر الفوز باللقاءات الأربع الأولى، على أن يتم بعدها تسييير المشوار إلى غاية أبعد محطة ممكنة، مادامت كل المعطيات المسبقة تضع النهائي بين منتخبي مصر وتونس، والتنافس على التاج منحصرا بين هذا الثنائي، بحيازة «نسور قرطاج» على أفضلية الأرض والجمهور، بحثا عن التتويج رقم 11، كما أن بطل القارة سيظفر أوتوماتيكيا بتأشيرة المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، والجزائر غابت بمنتخب كرة اليد عن الألعاب الأولمبية منذ دورة أطلنطا 1996. ويدشن الخضر مشاركتهم في هذه الدورة منتصف نهار اليوم، من قاعة الحمامات بمواجهة منتخب زامبيا، في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة، والتي تضم أيضا منتخبي الكونغو والمغرب، بعد انسحاب السنغال، وهي المقابلة التي تبقى كل حساباتها ترشح النخبة الوطنية لتحقيق انتصار عريض، على اعتبار أن المنافس يسجل أول حضور له في «الكان»، مما ينصبه في خانة الحلقة الأضعف في هذا الفوج، بالمقارنة مع باقي المنتخبات، ولو أن المنتخب الوطني، ورغم وضعه في المستوى الثاني خلف المغرب بسبب مشاركته الكارثية في الدورة الماضية، إلا أنه يبقى المرشح على الورق لاحتلال الصدارة، والمعطيات التاريخية تمنح الخضر الأفضلية على «أسود الأطلس»، مادام المنتخب المغربي لم يفز على الجزائر سوى مرة واحدة، في تاريخ نهائيات كاس أمم إفريقيا، وكانت في دورة تونس 2006، مقابل 13 انتصارا للنخبة الوطنية، في حين يبقى مسعى منتخب الكونغو متمثلا في تذوق نشوة الفوز أمام الجزائر، لأن السباعي الكونغولي خسر الرهان في 12 مناسبة واجه فيها الخضر في دورات «الكان». وتضع المعطيات الأولية المنتخب الوطني في طريق مفتوح نحو نصف النهائي، لأن القوانين الجديدة، التي تم اعتمادها لتسيير هذه المنافسة توزع المنتخبات المتأهلة على فوجين في الدور الثاني، والخضر في حال تأهلهم سيتواجدون إلى جانب تونس في نفس الفوج، والذي سيضم الرباعي المتأهل عن المجموعتين الثالثة والرابعة، لكن بحسابات تأخذ بعين الاعتبار نتائج مباراة منتخبي نفس الفوج في الدور الأول، وعليه فإن منتخبنا يبقى مطالبا بالفوز في كل لقاءات الدور الأول، لتفادي حسابات أخرى قد تقطع أمامه الطريق إلى المربع الذهبي، بينما سيكون منتخب مصر من الجهة المقابلة، في فسحة نحو نصف النهائي. ص / فرطاس برنامج مباريات المنتخب الوطني في الدور الأول: يوم الخميس 16 جانفي 2020 (12 سا): قاعة الحمامات: الجزائر – زامبيا يوم الجمعة 17 جانفي 2020 (16 سا): قاعة رادس بتونس: الجزائر – الكونغو يوم الأحد 19 جانفي 2020 (14 سا):