تضع القراءة الأولية، في معطيات المجموعة الثالثة للنسخة 32 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، المقررة بمصر في جوان القادم، المنتخبين الجزائري والسينغالي في طريق مفتوح لكسب الرهان، وتجاوز الدور الأول بسهولة، بالتأهل إلى ثمن النهائي على حساب منافسين «مغمورين» قاريا، وهما كينيا وتانزانيا، الذي يبقى تواجدهما في «الكان» في حد ذاته انجازا، بالنظر إلى العدد المحتشم من المشاركات لكل منتخب، كما أن النظام الجديد للمنافسة يمنح فرص التدارك للمنتخبات الكبيرة، سيما بعد رفع عدد منشطي العرس القاري إلى 24 منتخبا، والتأهل إلى ثمن النهائي سيكون حليف 3 منتخبات في 4 أفواج. « أسود» السينغال بثوب مونديالي وزئير عال في التصفيات يعد المنتخب السينغالي أحد أكبر المرشحين للتتويج باللقب القاري، بالنظر إلى المشوار الذي يؤديه، خاصة بعد نجاحه في العودة إلى «المونديال»، ومشاركته في دورة روسيا 2018، حيث كان قريبا من التأهل إلى ثمن النهائي، لولا «السذاجة» الإفريقية. منتخب السنغال سيشارك للمرة 17 في نهائيات «الكان»، لكن سجله يبقى خاليا من الألقاب القارية، وهو الذي يدخل كل نسخة في ثوب أحد المرشحين لخطف التاج، بالنظر إلى ترسانة النجوم التي يتوفر عليها، بقيادة اللؤلؤة ساديو ماني، وإشراف من التقني «المحلي» آليو سيسي، وهي نفس المعطيات التي ستخوض بها «أسود تيرانغا» مغامرتها في الأراضي المصرية، بالمقارنة مع تلك التي كانت في الطبعة الأخيرة بالغابون، حيث كانت كل المعطيات ترجح كفة السينغال لاعتلاء منصة التتويج لأول مرة في تاريخه، غير أن ركلات الحظ قطعت الطريق أمام نجومه في ربع النهائي. أفضل انجاز للنخبة السنغالية، في تاريخ مشاركتها في نهائيات كاس أمم إفريقيا يبقى نهائي دورة 2002، لما خسرت اللقب لصالح الكاميرون بركلات الترجيح، في حين أنها أقصيت أمام ذات المنافس في دورة 2017، بينما غابت عن دورة 2015، وتجرعت مرارة الإقصاء من الدور الأول، في دورات 2008، 2012 و2013 ، بعدما كانت «أسود تيرانغا» قد نجحت في المرور إلى الدور الثاني في 4 دورات متتالية منذ سنة 2000، لتبقى الكرة السنغالية تحتفظ بذكريات غالية صنعتها بذلك الجيل الذي شارك في مونديال كوريا واليابان، وصنع فيها الحدث بنجاحه في بلوغ ربع النهائي، وكان قاب قوسين أو أدنى من المربع الذهبي. وجسد المنتخب السينغالي، قوته في التصفيات المؤهلة إلى «الكان»، حيث كان أقوى منتخب في المرحلة التصفوية، بحصده 16 نقطة، في 6 مباريات، ليتأهل دون عناء على حساب السودان وغينيا الاستوائية، ولو أنه يتصدر اللائحة القارية في تصنيف الفيفا، بالتواجد في المركز 23 عالميا. من جهة أخرى، سبق للمنتخب السنغالي، ملاقاة نظيره الجزائري 3 مرات في النهائيات القارية، كانت الأولى في نصف نهائي دورة 1990 بالجزائر، بينما كان التعادل شكليا بينهما في ختام الدور الأول في النسخة الماضية، بعد إقصاء «الخضر» وتأهل السنغال. « فهود « كينيا تعود إلى «الكان» بعد 15 سنة من الغياب يشارك منتخب كينيا للمرة السادسة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، لكن تواجده في دورة مصر يأتي بعد غياب عن فعاليات العرس القاري دام 15 سنة، لأن آخر ظهور سجلته «الفهود»، كان في دورة 2004 بتونس. تأهل كينيا إلى النسخة 32 من «الكان»، جاء بعد انسحاب منتخب سيراليون من التصفيات، لأن تقليص تركيبة المجموعة إلى ثلاثة منتخبات، عبّد الطريق أمام الكينيين للتأهل برفقة غانا، ولو أن مشوار كتيبة المدرب الفرنسي سيباستيان مينيي في التصفيات كان مميزا، بالفوز على غانا وإثيوبيا في نيروبي، وبدفاع صلب، لم يتلق سوى هدفا واحدا في 4 مباريات. ويبقى منتخب كينيا متواضعا على الصعيد الإفريقي، ولو أن «الفهود» تحتفظ بذكريات آخر مقابلة لها في النهائيات، في دورة تونس 2004، والتي أطلقت فيها بارودا شرفيا بالفوز على بوركينافاسو بثلاثية نظيفة، وهو الانتصار الوحيد الذي أحرزه منتخب كينيا في تاريخ مشاركاته في النهائيات، مقابل تسجيل 4 تعادلات، وتلقي 9 هزائم، وتوديع المنافسة من الدور الأول يبقى دوما المصير الحتمي، ولو أن القرعة وضعت منتخب كينيا إلى جانب السنغال في نفس الفوج لرابع مرة، بعد دورات 1990، 1992 و 2004. منتخب كينيا، الذي يحتل المرتبة 108 في تصنيف الفيفا، سبق له مواجهة المنتخب الوطني 4 مرات، في إطار رسمي، وكان ذلك في تصفيات المونديال، والجميع يحتفظ بذكريات تصفيات مونديال 1998، لما أقصي «الخضر» من الدور التمهيدي الأول على يد «الفهود» إثر الانهزام في نيروبي بنتيجة (3 / 1) والفوز إيابا بهدف وحيد، بينما كان التأهل حليف النخبة الوطنية في تصفيات مونديال 1986، بعد تخطي ذات المنافس بثلاثية نظيفة، والتعادل دون أهداف في مباراة العودة. تانزانيا الحلقة الأضعف وبسجل جد متواضع لا يختلف إثنان في تصنيف المنتخب التانزاني، في خانة الحلقة الأضعف في تركيبة المجموعة الثالثة، على اعتبار أن تواجده في دورة مصر يمثل ثاني ظهور له في نهائيات «الكان»، بعد المشاركة الأولى التي كانت في سنة 1980 بنيجيريا، والتي كان قد اكتفى فيها بتعادل مع كوت ديفوار، والخروج من الدور الأول. إلى ذلك فإن منتخب تانزانيا، والذي يقوده النجم النيجيري الأسبق إيمانويل أمونيكي، عانى الأمرين قبل اقتطاع تأشيرة التأهل إلى دورة «كان 2019»، حيث انتظر إلى غاية الجولة الختامية لمرافقة أوغندا، في مجموعة حصد فيها 8 نقاط فقط، ليكون أضعف منتخب متأهل من حيث الرصيد في التصفيات. المنتخب التانزاني، الذي راهن على خدمات نجمه ساماتا، يحتل الصف 131 في ترتيب الفيفا، وقد سبق له مواجهة الخضر في 5 مباريات، من بينها اثنتان كانتا في الدور الأول من تصفيات مونديال روسيا، لما عاد «الخضر» بتعادل من تانزانيا، مقابل دك شباك الضيوف بسباعية في مباراة العودة، لكن مواجهة المنتخبين المقررة بالأراضي المصرية ستكون الأولى من نوعها في إطار نهائيات «الكان». قراءة : صالح فرطاس البرنامج الكامل لمباريات المجموعة الثالثة التاريخ الملعب التوقيت المقابلة 22 جوان 2019 الدفاع الجوي 18 سا السنغال – تانزانيا 21 سا الجزائر - كينيا 27 جوان 2019 الدفاع الجوي 18 سا السنغال – الجزائر 21 سا تانزانيا - كينيا 01 جويلية 2019 الدفاع الجوي 20 سا السنغال – كينيا