توقيف تاجر الأكواخ بحي بوحديد الفوضوي بعنابة أوقفت الفرقة الاقتصادية والمالية بأمن ولاية عنابة، أول أمس، شخصا يقوم ببناء بيوت فوضوية وإعادة بيعها لأشخاص آخرين بمبالغ تصل إلى 60 مليون سنتيم، و ذلك للإقامة بحي بوحديد الفوضوي الذي يعرف مند أيام عملية هدم واسعة، حيث يجري التحقيق معه للوصول لكامل شركائه. واستنادا لمصدر أمني، فقد وجهت للمعني تهمة البناء بدون رخصة والتعدي على الملكية العقارية، حيث تم توقيفه بعد فترة من التحريات والملاحقة بناء على شكوى تقدم بها القطاع الحضري الثالث ببلدية عنابة، مفادها قيام شخص بتشييد بناءات فوضوية بالقرب من الغابة المحاذية للحي المذكور، وإعادة بيعها لأشخاص آخرين مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 40 و60 مليون سنتيم. و وفقا لذات المصدر، فقد قام المتهم البالغ من العمر 48 سنة حسب إفادته أمام مصالح الضبطية القضائية، ببناء عشرات البيوت الفوضوية بطلب من زبائنه، مستغلا تراخي السلطات المحلية في مراقبة المحيط العمراني لحي بوحديد مند بداية الحراك الشعبي، حيث أنجز الأكواخ ليلا، مع توفير توصيلات الكهرباء والماء من الشبكة الرئيسية، كما ساعده على ذلك تواجد الموقع بالقرب من الغابة، بما يصعب على الجهات المعنية رؤيته و الوصول إليه. و أورد ذات المصدر، بأن المتهم مقيم بحي السهل الغربي، و قد استغل معرفته بسكان حي الصفصاف لربط علاقات مكنته من الاستثمار في نشاط بناء البيوت الفوضوية، لإعادة بيعها للمتزوجين حديثا وحتى العزاب، ليتبين في ما بعد بأنها استغلت لممارسة الأعمال المشبوهة وترويج المخدرات. وشهدت نفس المنطقة مند سنوات، استيلاء على عشرات القطع الأرضية التي تم تسييجها وتسويتها، و شرع في غرس الأساسات لبناء بيوت فوضوية، بهدف الحصول على سكنات اجتماعية بطريقة غير قانونية، ضمن البرنامج الوطني للقضاء على السكن القصديري والهش، وهو ما دفع بوالي عنابة حينها إلى التدخل بعد معاينته الميدانية للنهب المفضوح للأراضي التابعة للدولة، حيث أمر بتسخير القوة العمومية لإزالة الأساسات والسياج عن طريق الجرفات، حيث أن المنطقة مصنفة غابية و تدخل تحت وصاية مصالح الغابات. و جاء تحرك المصالح الأمنية، بعد تحول عدد كبير من البيوت القصديرية بحيي فخارين وسيدي حرب، إلى مصدر تهديد و ملجأ للعصابات الإجرامية، وتخزين المخدرات والمهلوسات، والتخطيط للعمال الإجرامية، بأكبر التجمعات القصديرية بعاصمة الولاية. وفي نفس السياق، أوضحت مصادر من بلدية عنابة، بأن عمليات الهدم متواصلة لتشمل البنايات الفوضوية عبر عدة أحياء بالمدينة وسكنات أخرى هشة مرشحة للهدم، بعد ترحيل قاطنيها إلى شقق لائقة في إطار امتصاص هذا النوع من السكن، كما سيتم استغلال مساحات البيوت المهدمة لإنجاز مشاريع ومرافق عمومية. من جهتها احتجت بعض العائلات غير المحصية على عملية هدم بيوتها الفوضوية، كونها، حسبها، تعيش حالة اجتماعية مزرية ولا تملك ملجأ، مطالبة السلطات المحلية بإحصائها وتركها يعيشون في الحي الفوضوي إلى غاية الترحيل باتجاه شقق لائقة.