عدادات المركبات القديمة تجاوزت مليون كيلومتر طالب أمس، عمال مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري بقسنطينة بتدعيمهم بالحافلات الجديدة التي وُعدوا بالحصول عليها، واعتبروا أن المركبات القديمة صارت تمثل خطرا عليهم وعلى الركاب، بينما احتجوا بالتوقف عن العمل ما عطل خطوطا أساسية تغطيها المؤسسة، التي أكد مديرها العام أن مشكلة الحافلات الجديدة تتجاوز صلاحياته، وسيتم جلبها بمجرد أن تصبح جاهزة على مستوى الشركة الوطنية للمركبات الصناعية. والتقينا بالعشرات من العمال أمام مقر المؤسسة بالمنطقة الصناعية 24 فيفري ببلدية قسنطينة، حيث أوضحوا أنهم متوقفون عن العمل منذ الرابعة صباحا، نتيجة ما وصفوه بالوضعية الكارثية التي وصلت إليها المؤسسة، محملين المسؤولية للمدير العام والإطارات المسيرة. وشرح العمال مطلبهم بالتأكيد على أن المؤسسة أبرمت عقدا مع المؤسسة الأم «إيتوزا» في سنة 2014 من أجل اقتناء خمسين حافلة جديدة، لكنها لم تحصل منها إلا على ثمانية إلى غاية اليوم، كما أشاروا إلى أن طاقة استغلال المؤسسة تصل إلى ثمان وخمسين حافلة، لكنها تسيّر في الواقع بثلاث وعشرين، بينما توجد الأخرى على مستوى مرائب الصيانة بسبب الأعطال التي أصابتها. وأضاف محدثونا أن بعض الحافلات تستغل منذ انطلاق المؤسسة في العمل عام 2005، أي منذ خمسة عشر سنة، حيث اعتبروا أنها صارت تمثل خطرا على العاملين فيها وعلى الركاب. ويبلغ عدد العمال 227 بينهم سائقون و قابضون و ميكانيكيون، حيث قالوا إنهم شاركوا جميعا في الاحتجاج، باستثناء المسيّرين، فيما أوضحوا لنا أن ما قاموا به «ليس إضرابا»، وإنما يحمل تساؤلا منهم أيضا عن مصير المؤسسة، رغم عدم تأكيدهم للتاريخ الذي سيستأنفون فيه العمل، كما أشاروا إلى أن الإدارة التزمت منذ سنة بتدعيم المؤسسة بالحافلات الجديدة دون أن يتحقق ذلك، وقالوا إنه لا يوجد أي استثمار إضافي على مستواها. وعطل الاحتجاج خطوطا أساسية تغطيها حافلات المؤسسة، وتتمثل في ماسينيسا وباب القنطرة، وخط علي منجلي نحو باب القنطرة ومحطة الترامواي النهائية بعلي منجلي إلى التوسعات، بالإضافة إلى خط وسط المدينة نحو مطار محمد بوضياف والرابط بين زواغي وجامعة صالح بوبنيدر، حيث أكد العمال أن مؤسستهم هي الوحيدة التي تغطي خطوطا نحو التوسعات. وأكد المدير العام للمؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري، عبد الحكيم خرشي، في اتصال بالنصر، أن الحافلات القديمة قد تجاوز عمرها الخمسة عشر سنة كما سارت لأكثر من مليون كيلومتر، ما جعلها تتعرض لأعطال، معتبرا أن الأمر طبيعي بالنظر لمدة استغلالها، لكن ذلك لا يعني، بحسبه، التوقف عن استغلالها في الوقت الحالي. وأضاف محدثنا أن تضاريس قسنطينة وعرة في الخطوط التي تنشط ضمنها، على غرار خط علي منجلي الذي تصل الدورة الواحدة فيه إلى أكثر من خمسة وثلاثين كيلومترا. ونبه نفس المصدر أن الهاجس الأول للمؤسسة هو سلامة المركبات، مشيرا إلى أن الحافلات الموجودة على مستوى مرائب الصيانة تخضع للتصليح وليست متوقفة بصورة نهائية، كما أشار إلى أن الأولوية تمنح للأعطال الخفيفة من أجل إعادة المركبة للاستغلال في أسرع وقت ممكن، كما قال إن الحظيرة الحالية تحقق الاكتفاء من ناحية الاستغلال. واعتبر المسؤول أن الاحتجاج الذي قام به العمال «غير مُؤسَّس»، وأوضح أن جميع الظروف المهنية متوفرة على مستوى المؤسسة، لكنه نبه أنه من غير المعقول الاستجابة لهم خلال هذه المدة القصيرة، خصوصا وأن جلب المركبات الجديدة يتجاوز صلاحيات إدارته، فالأمر يندرج ضمن برنامج وطني لتجديد حظيرة النقل الحضري العمومي، وبمجرد أن تجهز حصة المؤسسة من الحافلات المصنّعة على مستوى الشركة الوطنية للمركبات الصناعية يتم التواصل معها لاستلامها، كما أشار إلى أن الإدارة لم تتأخر في وضع الحافلات الثماني المستلمة مؤخرا حيز الخدمة بمجرد الحصول عليها.