عائلات تقضي ساعات وسط الأحراش و الغابات في انتظار الإسعاف الجر يكلف أزيد من 9 ألاف دينار ليلا و 4 ألاف دينار في النهار يجد مستعملو الطريق السيار بإقليم ولاية برج بوعريريج ، صعوبات جمة ، في حال تعرض مركباتهم لأي عطب مهما كانت حدته من حيث البساطة و التعقيد المشكل يطرح خصوصا أثناء فترات الليل ، أين يقضي الكثير من المواطنين عديد الساعات وسط مناطق معزولة ، بالنظر إلى الإنعدام التام لمحطات الخدمات على حواف الطريق ، سواء المتعلقة منها بورشات الميكانيك و تصليح العجلات و كذا محطات الوقود. الأمر الذي يزيد من معاناة أصحاب المركبات المتوجهين إلى ولايات الشرق الجزائري و كذا إلى ولايات الغرب مرورا بالجزائر العاصمة ، و فيما يجد مستعملو الطريق القاطنين بولاية البرج مخرجا لمعاناتهم من خلال الإتصال بأقاربهم و ذويهم ، يصارع أصحاب المركبات - المتوجهين إلى ولايات بعيدة- الزمن للحصول على سيارات الجر و النجدة بتكاليف باهظة، هروبا من مناطق معزولة تقع وسط الغابات ، سيما بمنطقة البيبان .و في جولة قادتنا على الطريق السيار في الجهة الغربية ، من حدود الساعة العاشرة ليلا حتى الواحدة صباحا ، وقفنا على حجم المعاناة على إمتداد الطريق الرابط بين منطقة الياشير بولاية برج بوعريريج إلى منطقة مايو بولاية البويرة ، أين يتعذر على السائقين الدخول إلى الطريق الوطني رقم 05، الذي لازال يعج بمحطات الخدمات و ورشات الميكانيك و تصليح العجلات و محطات الراحة، رغم التأثير الكبير للطريق السيار على حركة النقل بعد إفتتاحه نهاية العام الفارط (2009) ، حيث لا يجد مستعملو الطريق في حال تعطل مركباتهم ، سوى منفذين للدخول إلى الطريق الوطني رقم 05 على إمتداد أزيد من 90 كيلومترا الأول بمنطقة حمام البيبان و الثاني بمنطقة عجيبة بولاية البويرة فضلا عن محول الياشير ، ما يضاعف من معاناتهم للوصول إلى نقاط بيع الغيار لإصلاح سياراتهم .و زيادة على هذا عبر العديد من أصحاب المركبات عن تذمرهم ، من الإستغلال البشع لأصحاب سيارات الجر و النجدة لوضعهم ، سيما أثناء فترات الليل أين يطالبونهم بمبالغ خيالية تتراوح بين ال 6 ألاف و 9 ألاف دينار، و يزيد السعر حسب المسافات المقطوعة ، و قصد معرفة حقيقة الامر إتصلنا صباح أمس بأحدهم طلبا للنجدة ، و تحدثنا معه على أساس تعرض سيارتنا لحادث مرور في الجهة الغربية لبلدية الياشير على بعد حوالي 15 كيلومترا عن عاصمة ولاية برج بوعريريج ، فحدد السعر النهائي بعد الأخذ و الرد ب 3500 دينار مؤكدا أن السعر الحقيقي المتداول يتراوح بين 4500 دينار و الخمسة آلاف دينار ، و أوضح في هذا الصدد أن الأمر يحتم عليه التنقل على مسافة تزيد عن ال 60 كيلومتر للوصول إلى موقع الحادث المفترض ، مستعملا في ذلك الطريق الوطني رقم 05 عبورا ببلدية الياشير المنصورة و المهير للوصول إلى محول البيبان ، قصد الدخول إلى الطريق السيار و العودة بإتجاه ولاية البرج .و أثناء تواجدنا بالطريق السيار وقفنا على عديد الحالات ، أين يمكن لحلول عطب بسيط بأي مركبة أن يبقي عائلات بأكملها لساعات ، في إنتظار سيارات الجر أو التوجه إلى المدن القريبة على إمتداد الطريق لتصليح العجلات او التزود بالوقود بمساعدة أهل البر من مستعملي الطريق .الإنطلاقة كانت من محول الياشير في الإتجاه الغربي لولاية البرج نحو ولاية البويرة ، لم نجد عناء كبيرا في الوصول إلى منطقة عجيبة ، و لم تواجهنا أي متاعب تذكر ، إشارات مرورعمودية و أفقية مخارج للنجدة في المنحدرات ، و طريق مفتوح على مصرعيه بعد إنهاء جميع الأشغال ، حيث كان يعاني مستقلو الطريق من تضييق المسالك ببعض النقاط لإكمال أشغال التهيئة ، ما اسفر عن وقوع حوادث مميتة على الطريق ، و خلال ساعة إلا ربع لم نصادف أية حالة تذكر سوى مركبة وحيدة من نوع كليو تحمل الترقيم 16 مركونة على حافة الطريق بمنطقة مايو ، تبين أن إحدى عجلاتها قد تعرضت لعطب ، عرضنا على سائقها المساعدة فأشار إلى إمكانية تغييرها بالعجلة الإضافية ، واصلنا السير حتى محول العجيبة ، و بالعودة نحو ولاية البرج لمحنا شاحنة مقطورة مركونة على حافة الطريق بالقرب من محول البيبان ، و بعد الحديث مع سائقها أوضح أنه بصدد إنتظار زميله لتناول وجبة العشاء بالمطعم القريب من حمام البيبان. إنطلقنا من جديد و على بعد بضعة كيلومترات لمحنا ثلاث حافلات متوقفة ، إتضح أن إحدى الحافلات العاملة على خط الجزائر العاصمة تبسة تعرضت لعطب بسيط في المحرك بالنظر إلى إرتفاع درجة الحرارة بالمحرك ، فيما توقف سائقو الحافلات الأخرى للإطمئنان على زميلهم ، و بهذه النقطة أوضح أحد السائقين تعوده على السير عبر الطريق السيار في معظم الفترات ، مشيرا إلى متاعب العديد من أصحاب المركبات لإفتقار الطريق السيار لمحطات الخدمات ، و تطرق لعديد الحالات التي إعترضته ، أين ركز في حديثه على بقاء عائلات بأكملها وسط الغابات و الأحراش في فترات متقدمة من الليل ، لتعرض مركباتهم لعطل بسيط في المحرك أو لنفاذ البنزين .معاناة أخرى وقفنا عليها لشباب تعرضت سيارتهم لعطب في المحرك بالمنطقة ، أثناء عودتهم من الجزائر العاصمة بإتجاه بلدية العلمة بولاية سطيف ، لكن مصيبتهم كانت كبيرة في العثور على سيارة جر ، مؤكدين إتصالهم بأحد أصحاب سيارات النجدة الذي طالبهم بمبلغ 9 ألاف دينار و هو ما اعتبروه مبلغا مرتفعا مقارنة بإمكانياتهم المادية المحدودة .منطقة الزنونة التابعة إقليميا لبلدية الياشير صنعت الإستثناء ، خصوصا بالمناطق المرتفعة على الطريق ، ما يتسبب في إرتفاع درجة حرارة المحرك ، حيث وجدنا أزيد من 06 سيارات مركونة على حافة الطريق معظمها من المركبات القديمة ، لتبريد المحرك و مواصلة السير بعدها.