شهدت مناطق عديدة من الوطن اندلاع حرائق على مستوى غاباتها بفعل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وهي الحرائق ذاتها التي مست دول جنوب أوروبا وأدت إلى سقوط ضحايا بشرية وقال المدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري أن مصالحه تسجل يوميا منذ بداية الصيف من 20 إلى 25 حريقا للغابات تعود أسبابه إلى ارتفاع درجات الحرارة ،والى غياب الوعي عند بعض الأشخاص بخصوص أهمية الفضاءات الغابية . مشيرا إلى أن أعوان الحماية المدنية قادرون على السيطرة على أي حريق بفضل التكوين الجيد الذي يتلقونه ،ومبينا أن مصالحه تتوفر على 12 فرقة متنقلة تضم 6 ألاف ضابط ورجل إطفاء خضعوا لتدريب جيد ،كما تتوفر هذه الفرقة على عتاد خاص بمكافحة الغابات تمكنها من التدخل عبر مختلف ولايات الوطن . وذكرت مصادر من الحماية المدنية أن الحرائق التي اندلعت نهاية الأسبوع الماضي قد مست17 ولاية ،منها تيبازة وبرج بوعريريج ، وتيزي وزو والبليدة، وبجاية و سيدي بلعباس وعين الدفلى وسطيف ومعسكر وتلمسان والبويرة والطارف وجيجل،وذلك بفعل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. وفي هذا السياق، سجلت ولاية عين الدفلى سبعة بؤر حرائق ،والتي تسببت في إتلاف أكثر من مائة هكتار من الغابات، استنادا لما أفادت به مصادر من الحماية المدنية للولاية التي أشارت إلى أن هذه الحرائق قد نشبت على مستوى بلديات بويحية و مليانة و عين التركي و جليدة و عين لشياخ. ومن جهتها، لاحظت محافظة الغابات لولاية البليدة أن الحرائق قد أتت في ظرف 48 ساعة على أكثر من مائة هكتار من المساحات الغابية ،معتبرة أن الارتفاع القياسي في درجات الحرارة هو الذي يقف وراء نشوب 30 بؤرة حريق عبر تراب الولاية،كانت أغلبها بالجهة الشرقية كحمام ملوان و صوحان و بوقرة و الأربعاء،ومشيرة إلى أن أعوان الحماية المدنية جندوا كل جهودهم لإخماد هذه الحرائق . وبولاية جيجل المعروفة بكثافة غاباتها، قالت مصالح الحماية المدنية أنها أحصت نشوب أربعة حرائق للغابات وصفت ب''الكبيرة'' ،ومست بلديات العوانة (2) وأوجانة و سيدي معروف ،وتسببت في إتلاف 10 هكتارات بأوجانة. ومن جانبها، أشارت مصالح الحماية المدنية لولاية الطارف أن الولاية قد عرفت خمسة حرائق للغابات منذ شهر جوان الماضي ،والتي أتلفت أزيد من هكتارين من الغابات،مشيرة إلى أن الأربعاء الماضي قد كان موعدا لتسجيل حريقين للغابات على مستوى'' الصنوبر البحري'' بالمالحة ببلدية القالة و عين كرمة . وفي الإطار ذاته ، أعلن الديوان الوطني للأرصاد الجوية في نشرة جوية خاصة عن تواصل درجات الحرارة المرتفعة جدا إلى غاية اليوم السبت على مستوى المناطق الشمالية للبلاد خاصة الداخلية خلال ال72 ساعة القادمة،مبينا أن درجات الحرارة ستصل أو تفوق 40 درجة محليا في بعض المدن الساحلية و ستتراوح بين 42 و 45 درجة في المناطق الداخلية. وأفادت النشرية الخاصة للديوان سالف الذكر أن هذه الوضع سيمس 27 ولاية الحرارية و هي وهران ،وسيدي بلعباس ومستغانم و معسكر وغليزان وتيسمسيلت و الشلف وعين الدفلى و تيبازة والجزائر العاصمة والبليدة والمدية وبومرداس و تيزي وزو والبويرة والمسيلة و بجاية و جيجل وسكيكدة و عنابة ، اضافة اليالطارف و سطيف و برج بوعريريج وميلة و قسنطينة وسوق اهراس و قالمة. ولا يختلف الوضع الذي تعيشه الجزائر عن ما هو مسجل في جنوب القارة الأوروبية ، بل ان حدته أكثر على مستوى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ، ففي اسبانيا التي قتل بها ستة من رجال الإطفاء واحترق أكثر من 17 الف هكتار من المزروعات منذ بداية الأسبوع الماضي ، ما زالت حرائق عدة تشتعل رغم إخماد أخرى. وذكرت السلطات الاسبانية أن حريقا جديدا قد اندلع الخميس الماضي في الأندلس، جنوباسبانيا في إقليم المريا السياحي متسببا بإجلاء 1500 شخص ، والذين لم يباشروا عودتهم التدريجية إلى منازلهم إلا ظهر أمس ،مضيفة أن إقليم اراغون شمال شرق البلاد هو المكان الأكثر تضررا ،حيث أتلفت 10600 هكتار خصوصا في منطقة ترويل، أين واصل نحو 500 رجل إطفاء وعناصر متخصصين بمكافحة الحرائق مكافحتهم السنة اللهب إلى غاية أمس بمساعدة طائرات عدة على حد ما أفادت الحكومة المحلية. وفي ايطاليا ،وصلت ألسنة اللهب بجزيرة سردينيا إلى راع ومزارع بالمنطقة، في حين أنقذت مروحيات وزوارق تابعة للدفاع المدني نحو 120 سابحا حاصرهم حريق، كما واصلت المصالح ذاتها بمعية عناصر الإطفاء أمس مكافحتها حرائق الغابات في محاولة لإخماد ستة حرائق لا تزال مشتعلة في الجزيرة،وذلك في الوقت الذي أحصت السلطات إتلاف حوالى عشرة ألاف هكتار من الأحراش، إضافة إلى اندلاع حريق آخر في توسكانا وسط البلاد. ومن جانبها ، عرفت فرنسا ليلة الأربعاء إلى الخميس وصول حريق هائل إلى مشارف مدينة مرسيليا جنوب شرق البلاد ،ولم يتم إخماده إلا أمس الجمعة ،وهو الحادث الذي دفع برئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الإعلان عن إمكانية اتخاذ عقوبات بعد تعليق مهمات مسؤول عسكري لأنه تسبب باندلاع الحريق،خاصة وان جزيرة كورسيكا هي الأخرى ،قد عرفت نشوب ثلاثة حرائق التهمت نحو أربعة آلاف هكتار من الأحراش والغابات، إضافة إلى تسببها في إصابة خمسة من رجال الإطفاء ونفق حصانين، ووصول السنة نيرانها إلى خمسين سيارة وعشرة منازل. ومن جهتها، كانت الجهة الشرقية للمتوسط ،مسرحا لهذه الكارثة ،حيث اندلعت عدة حرائق صغيرة في اليونان دون التسبب في سقوط جرحى أو وقوع خسائر، وذلك في كل من اتيكي لمنطقة اثينا ،وفي غرب شبه جزيرة بيلوبونيز وجزيرة ايفيا شرق البلاد، أما بتركيا ،فتسبب اندلاع حريق في مكب للنفايات في منتجع بودروم الكبير في جنوب غرب البلاد، إلى إتلاف عشرة هكتارات من الغابات.