غادر، أمس، 284 شخصا من الجزائريين العائدين من تونس، الذين كانوا تحت الحجر الصحي عبر 5 فنادق سياحية بكل من نزل إيفيان و المولان، وكذا طارق و المنار، بمدينة القالة ولاية الطارف، متوجهين نحو منازلهم عبر مختلف ولايات الوطن، على متن حافلات خاصة تابعة لوكالات أسفار ومركباتهم الخاصة، تحت حماية أمنية، بعد انتهاء مدة الحجر الصحي وثبوت سلبية التحاليل المخبرية، حول إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، في حين لازال 25 شخصا تحت الحجر بسبب عدم انقضاء المدة المحددة. السلطات الولائية في توديع المغادرين و كان في توديع المغادرين لمراكز الحجر الصحي والي الولاية رفقة السلطات الأمنية ورئيس المجلس الشعبي الولائي وإطارات الولاية، حيث ارتأت السلطات المحلية التواصل المباشر مع كل الأشخاص المغادرين وتوديعهم، بعد الاطمئنان على صحتهم، وكذا الوقوف على الإجراءات والتدابير المتخذة لترحيلهم لولاياتهم في ظروف حسنة، في وقت لم يخف فيه المغادرين مشاعر الفرحة بالعودة لذويهم و لبيوتهم، حيث كانت معنوياتهم وحالتهم النفسية على أحسن حال عكس الأيام الفارطة. وقد عبر المغادرون لمراكز الحجر الصحي للولاية، عن إرتياحهم للظروف التي وفرتها السلطات المحلية طيلة وضعهم في الحجر، مستحسنين ظروف الإقامة و التكفل بهم على مستوى عال، مجمعين أن السلطات لم تدخر أي جهد، طيلة فترة الحجر في التكفل بهم و الإطمئنان على سلامتهم يوميا، وكذا توفير كل ظروف الراحة لهم، موجهين أسمى عبارات التقدير على وقوف سلطات الطارف إلى جانبهم في هذا الظرف الاستثنائي و حسن التكفل بهم، من خلال العمل على توفير كل الخدمات و ظروف الراحة والإقامة الملائمة، و كذا الرعاية الطبية والنفسانية لهم، طيلة فترة مكوثهم تحت الحجر الصحي ، لمدة 14 يوما، قبل مغادرة هذه المراكز، بعد التأكد من سلامتهم من المرض. الظروف المواتية أقنعت جميع المعنيين بالتزام الحجر وقال بعض المغادرين التقتهم النصر ببعض المراكز، أنهم عاشوا حياة عادية وكانوا يقضون أوقاتهم بين المطالعة وتلاوة القرأن الكريم، وتتبع منصات مواقع التواصل الاجتماعي للاطلاع على الوضعية الوبائية، خاصة بالولايات التي ينحدرون منها، مشيرين أنهم رفضوا في البداية هضم فكرة وضعهم تحت الحجر الصحي ضنا منهم أنها عبارة عن سجون و سيقلل من حريتهم في هذا الظرف الاستثنائي، خصوصا مع علمهم عدم حملهم الفيروس، بعد أن تم الكشف عنهم وفحصهم من قبل المصالح الصحية بالمعبرين الحدوديين أم الطبول والعيون، عند إجلائهم من البلد المجاور، غير أن هذه الصورة سرعان ما تلاشت من أذهانهم، على حد قولهم، بعد أن أدركوا خطورة الوضعية الصحية مع اتساع رقعة الإصابة بالفيروس وتفشيه بسرعة، عبر مختلف مناطق الوطن، وضرورة التقيد بالحجر ، ما جعلهم يلتزمون بالإٍرشادات والتوجيهات الوقائية والاحترازية التي تعطى لهم من قبل القائمين، عبر مراكز الحجر الصحي، على مستوى الفنادق السياحية المخصصة لهم، والتي أكدوا أنها تتوفر على كل ظروف الإيواء والخدمات المطلوبة عكس ما يشاع. وثمن محدثونا سهر المصالح المعنية، على تجنيد كل الوسائل والإمكانيات المادية والبشرية، من أجل وضعهم في أريحية طيلة فترة الحجر، رغم الملل الذي كان ينتابهم بفعل طول مدة فترة المكوث بهذه المراكز وتزايد المخاوف مغبة انتقال العدوى، فضلا عن قلقهم على مصير ذويهم وأبنائهم ووضعية معيشتهم، بعد تركهم بمفردهم في منازلهم، حين توجهوا نحو تونس، على أساس عدم إطالة الزيارة ، قبل وضعهم في الحجر الصحي، لدى عودتهم لأرض الوطن عبر الحدود البرية للولاية. المطالعة وألعاب ترفيهية لتجاوز ساعات الحجر الطويلة وأضاف المغادرون، أن كل الأمور كانت تسير بشكل طبيعي وأن كل المستلزمات والظروف كانت متوفرة من جميع النواحي، وأن مصالح الصحة سهرت على متابعة حالتهم الطبية والنفسية يوميا، من خلال دعم مراكز الحجر الصحي برفقة وتشكيلات طبية وأمنية على مدار 24ساعة، إلى جانب عناصر الحماية المدنية، علاوة على نوعية الوجبات المقدمة وتكفل مصالح النشاط الاجتماعي توزيع الحفاظات والهدايا على الأطفال والأدوية على المرضى المزمنين، فيما تكفلت من جهتها مديرية الثقافة بتوزيع الكتب والمجلات على الأشخاص عبر كافة مراكز الحجر الصحي، من أجل توفير فضاء ملائم للإقامة ومتنفس من الراحة لهم وتجنبهم الملل في هذه الفترة العصيبة. وذكر "عمار.ق" كان مقيم بفندق المنار، أنه رغم التوجيهات بتوخي الوقاية إلا أنه سجل عدم امتثال البعض، خلال فترة الإقامة للنداءات بالنظر لتجمع البعض واحتكاكهم وقضاء السهرات لفترات متأخرة من الليل، ما أثار المخاوف مغبة انتشار المرض، في أوساط باقي المقيمين، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يحتمل حملهم الفيروس من دون أن تظهر عليهم الأعراض، فيما أشارت "فوزية"، أنها كانت تقضي فترة حجرها بين غسل أغراض طفلها ذو 4سنوات وأحيانا المطالعة، فيما أفادت "عائشة .ح"، أنها كانت تقضي يومياتها بالمركز الصحي" فندق المولان بالقالة "، بين غرفتها تتصفح بعض الكتب والجرائد القديمة ولا تبارحها إلا عند الضرورة، أو أثناء تناول الوجبات، مع احترام المسافة وتجنب الاحتكاك. في حين أكد وليد 37سنة، كان يقيم بنزل النورس ببوثلجة، أنه تم توفير كل الظروف والخدمات وحسن التكفل بهم من قبل المصالح المعنية، إلى حين مغادرتهم المكان، مضيفا أن كل شي كان على ما يرام، عدا القلق الذي نال منهم من جراء طول مدة الحجر، ما جعله رفقة بعض المقيمين يبتكرون بعض النشاطات والألعاب للترفيه عن أنفسهم، مردفا أن مراكز الحجر كانت حسب قوله بمثابة بردا وسلاما عليهم، بوقايتهم و تجنيبهم خطر الإصابة بفيروس كوفيد 19 ، مثمنا جهود القائمين في السهر والتكفل بالأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين تم وضعهم تحت الحجر من مختلف الأعمار والفئات . عائلات من شتى الولايات وطدت صداقات فيما بينها وشكر المغادرون متابعة وضعيتهم، من قبل سلطات الولاية وعلى رأسهم الوالي الذي كان يقوم بين الحين والأخر بزيارتهم للوقوف على وضعيتهم عن كثب، والرفع من معنوياتهم في هذا الظرف الاستثنائي، معربين في سياق متصل عن امتنانهم لمصالح الولاية، التي لم تبخل عليهم بأي شي، وعملت على توفير كل ظروف الراحة والإقامة الملائمة والحسنة لهم من جميع النواحي، كذلك الحال بالنسبة لأصحاب الفنادق والمصالح الأمنية الذين جندوا كل إمكانياتهم من أجل السهر على راحتهم وخدمتهم وأمنهم، إلى حين عودتهم لبيوتهم ولعائلاتهم سالمين معافين. وأكدت بعض العائلات "للنصر"، أنهم يشعرون بارتياح نفسي كبير، بعد خروجهم من الحجر، بعد الاطمئنان على صحتهم، مشيرين أنهم تمكنوا خلال الفترة التي قضوها بهذه المراكز، من نسج علاقات صداقة أخوية و محبة مع عائلات أخرى ينحدرون من مختلف مناطق الوطن رغم إجراءات الوقاية المشددة، كما أبانت هذه الفترة، التي مكثوا فيها بالمراكز، مدى روح التضامن والتآزر والتآخي التي تسود الجزائريين في مثل هذه المحن، وهو ما يتجلي في المساعدات التي وصلتهم من مختلف الجمعيات الخيرية والهيئات والمؤسسات العمومية والخاصة، إضافة إلى أواصر التضامن التي كانت تسود بين المقيمين. وكشفت مصادر من اللجنة الولائية للوقاية ومتابعة مرض فيروس كورونا، انه ينتظر مغادرة الفوج المتبقي الأخير من المقيمين، تحت الحجر الصحي وقوامه 25 شخص،ا نهاية الأسبوع، بعد انقضاء فترة الحجر، وثبوت نتائج التحاليل سلامتهم من المرض، على أن يتم التكفل بهم بترحيلهم نحو ولاياتهم.