كشف اللاعب الدولي السابق حليم بلعيطر للنصر، بأنه كان من المقرر أن يعود إلى أرض الوطن يوم 22 مارس الفارط، لحضور حفل زفاف شقيقه بمدينة قالمة، لكنه وجد نفسه يعيش على وقع حجر منزلي كلي لفترة دخلت أسبوعها الثالث، بسبب التدابير التي اتخذتها السلطات الفرنسية، في محاولة للتصدي للانتشار السريع لفيروس كورونا. *نستهل الحوار بالاستفسار عن أحوالكم، في ظل ارتفاع حصيلة ضحايا فيروس كورونا بفرنسا؟ الحمد لله، فنحن نقيم بمدينة روان المتواجدة في الشمال الغربي لفرنسا، وهذه المنطقة لم تشهد إلى حد الآن تسجيل حالات كثيرة، بالمقارنة مع باقي مدن الجهة الشرقية، لكن توخي الحيطة والحذر أمر حتمي وضروري، بدليل أننا نعيش فترة حجر كلي لمدة أسبوعين، وهذه الفترة تقرر تمديدها، لأن الوضع أخطر مما كنا نتصوره، ومدينة روان بها مستشفى شارل نيكول، وهو واحد من أكبر المؤسسات الاستشفائية بفرنسا، إلا أن الطاقم الطبي ما فتئ يحذر السكان من مخاطر الوباء، فما كان علينا سوى التزام البيوت، وتطبيق التعليمات الوقائية. *وكيف تقضي يومياتك في فترة الحجر الكلي؟ ليس من السهل التعوّد على الريتم الجديد في الحياة اليومية، لأننا اعتدنا على الذهاب كل صباح على العمل، مع التزام البيوت عند العودة في المساء، وكان من الصعب علينا التوقف عن النشاط بين عشية وضحاها، الأمر الذي جعلنا نواجه صعوبات كبيرة في الأسبوع الثاني من فترة الحجر، سيما وأنه تزامن مع اجراءات صارمة اتخذتها السلطات الفرنسية، خاصة بعد حصر المدة المرخص بها لكل مواطن بالخروج من منزله للضرورة القصوى، إلى درجة أنني لم أعد قادرا على الالتقاء بشقيقيّ كريم وفيصل، رغم أنها يقيمان في نفس المدينة، ليبقى الفضاء الأزرق الوسيلة الوحيدة، التي أصبحنا نستعملها في التواصل بيننا، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما. *تفضل،، ما هو؟ التدابير الوقائية المتخذة جعلت عجلة الحياة شبه متوقفة في فرنسا، وشخصيا لم أخرج من المنزل سوى مرة واحد في الأسبوع الماضي، لكن هذا الحجر سمح لنا بالموازاة مع ذلك، باستعادة الكثير من ذكريات الماضي الجميل، لأن التلفزيون الجزائري يبقى أهم ملجأ في هذه الظروف لكسر الروتين المنزلي القاتل، وتكييف البرامج مع الوضع الراهن، مكننا من متابعة أفلام ومسلسلات وكذا العديد من المباريات، التي لا تزال راسخة في ذاكرة الجزائريين، وهذه البرامج خففت من معاناتنا في هذه المرحلة، لأن ألم «الغربة» بلغ الذورة في هذه المرحلة، بتزايد المخاوف من انتشار فيروس كورونا، والتواصل مع الأهل في الجزائر يقلل من شدة هذه الآلام، كما أن هذه المرحلة الاستثنائية أحيت العلاقات التي افتقدناها بيننا كجالية جزائرية في المهجر، إذ أصبح الاتصال منتظما عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاستفسار عن الحالية الصحية للعائلات. *لكن الحصيلة في فرنسا في ارتفاع، فكيف تتعاملون مع الأرقام المقدمة يوميا؟ الوضع السائد في فرنسا حاليا خطير جدا، بارتفاع عدد الوفيات وتزايد حالات الاصابة بالفيروس، كما أن الوباء في زحف مستمر من الضاحية الشرقية نحو كل المدن، ولو أن الأرقام المسجلة أقل نسبيا مما تشهده إيطاليا وإسبانيا، وعليه فإننا أصبحنا ملزمين باحترام التدابير الوقائية، في محاولة لحماية عائلاتنا من هذا الوباء، دون مراعاة الحصيلة اليومية، حيث أننا كيفنا ريتم الحياة على الحجر الكلي، إذ أن الأطفال أصبحوا يزاولون الدراسة عبر الأنترنيت، بعد تلقي الدروس بالإيميل، كما أننا نحاول من حين لآخر الخروج بالعائلة من هذه الوضعية، وشخصيا أستغل الحديقة الصغيرة المتواجدة بالمنزل لتنظيم بعض الألعاب في محاولة لكسر الروتين. *وماذا عن النشاط الرياضي الذي كنتم تمارسونه قبل ظهور الوباء بفرنسا؟ كما سبق وأن قلت، فإن الحياة شبه متوقفة في فرنسا، وكل المرافق مغلقة، وعليه فإن فريقنا أوقف التدريبات بمجرد اعتماد الحجر، وحاليا لا مكان للحديث عن الرياضة، لأن الفيروس آخذ في الانتشار، وبطولات الهواة في فرنسا ستتوقف آليا دون إنهاء الموسم، لأن اللعب بعد شهر ماي لن يكون منطقيا بالنسبة للاعبين لا يتحصلون على رواتب شهرية منتظمة، وكذلك الحال بالنسبة لبطولات الشبان، ولو أنني شخصيا تمنيت أن أكون في الجزائر في هذه المرحلة، لأنني كنت بصدد التحضير للعودة إلى أرض الوطن يوم 22 مارس الماضي، لحضور حفل زفاف شقيقي، لكن هذا الوضع الطارئ حرمني من ذلك، فوجدت نفسي مجبرا على البقاء في فرنسا، والاكتفاء بالتواصل مع العائلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للإطمئنان عليها، مع متابعتنا بانتظام للحصيلة اليومية المسجلة في الجزائر، ومقارنة الأقام المسجلة مع الوضع السائد في فرنسا تبعث بصيصا من الأمل، في قدرة بلادنا على الخروج من هذه الأزمة الوبائية بحصيلة أقل، لأن السلطات العليا للبلاد كانت قد سارعت إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية بمجرد ظهور الوباء، وإن شاء الله تتخلص البشرية في كل بقاع العالم من هذا الفيروس في أسرع وقت ممكن، وبعد ذلك سنعود للحديث عن الشأن الرياضي.