شرعت مؤخرا، مراكز التكوين و التمهين بجيجل، في رفع التحدي لتموين القطاع الصحي بالكمامات الطبية و بكميات معتبرة و من المتوقع صناعة 80 ألف كمامة في الأيام القليلة المقبلة، حيث تم في ظرف ثلاثة أيام، توفير حصة تفوق 7500 كمامة منجزة بمواصفات مقبولة للقطاع الصحي. و يعتبر معهد التكوين و التمهين للبنات زيغة محمد بمدينة جيجل، كعينة من المراكز التي شرعت في العملية التطوعية و بوتيرة مرتفعة في الإنتاج عبر ثلاث ورشات داخل المركز، بحيث وصلت الكمية المنتجة يوميا، إلى ما يقارب 900 كمامة و خلال زيارتنا للمركز، شاهدنا في الورشة الأولى، ما يقارب 10 فتيات موزعات عبر آلات الخياطة، كلهن منغمسات في العمل إلى حد أنهن لم يلاحظن قدومنا في البداية، حيث كن يعملن بسرعة و تركيز شديد، كون خياطة الكمامة و حجمها الصغير يتطلب الدقة و الحذر، بالإضافة إلى التركيز على النظافة، كما كن يلبسن سترات مكتوب فوقها «أبطال التحدي»، فعلا كن خير مثال للتحدي، إذ أن جلهن و حسب حديثهن، تركن عائلاتهم و قبلن التحدي و خوض غمار المنافسة لتقديم الأفضل و مساعدة الأطباء. و أوضحت روفية إحدى المعنيات، بأنها تطوعت لتقديم يد المساعدة و العون و صناعة الكمامات و قد بدأت في المنزل تقديم خياطة الكمامات بالقماش و لكن بعدما سمعت بأن معهد البنات زيغة محمد يقوم بصناعة الكمامات بقماش خاص و طبي، فضلت أن تشارك في العملية و تقدمها على أكمل وجه، إذ غادرت منزلها لتكون رفقة الخياطات و ضمن الفرقة التي رفعت التحدي لخياطة ما يفوق 900 كمامة يوميا بالمركز و أضافت قائلة» لقد قررت المشاركة في المركز، كون الفضاء مفتوح و جو العمل يكون أفضل من المنزل، حيث تم توفير الوسائل المختلفة لنا من ماكينات الخياطة، كما أن القماش المستعمل خاص و يتكون من ثلاث طبقات و هو أفضل من القماش الذي كنت أعمل به في المنزل و ذكرت المتحدثة، أنها لاحظت أن جميع النسوة الحاضرات، همهن الوحيد العمل و التطوع من أجل تقديم حصص يومية للطواقم الطبية العاملة في الصفوف الأمامية». و خلال تنقلنا إلى ورشة ثانية، شاهدنا مدى إصرار النسوة و الجدية في العمل، بين تقطيع القماش و تفصيله و خياطته و تعقيمه جيدا، و هناك أوضحت متطوعة أخرى تدعى صونيا، بأنها تعمل أستاذة في المركز و قد قامت بالتطوع فور اتصال المدير بها، حيث أبدت رغبتها في تقديم يد المساعدة، مشيرة إلى أن العديد منهن تركن أطفالهن و فضلن تلبية نداء الوطن، كما تفهم الأزواج الوضعية التي تتطلب مشاركتهن في العملية و قالت « الفترة الحالية تتطلب تجند الجميع و العمل على تحقيق التحدي المتمثل في ضخ كميات معتبرة من الكمامات المنجزة بمواصفات مطابقة، لفائدة الطواقم الطبية و الفئات التي تحتاجها، مشيرة إلى أن روح التحدي يجب أن تجسد في إتقان العمل». و أشار مدير المركز، نجيب لوط، إلى أنه تم رفع التحدي لصناعة ما يقارب 900 كمامة يوميا عبر الورشات الثلاثة، بحيث يتم ضمان القماش و المواد الداخلة في صناعة الكمامات و قد لبت جل النسوة و العاملات بالمركز النداء الذي تم توجيهه لهن، حيث قلبن المشاركة في العملية التطوعية، كما عمل المركز على ضمان توفير وجبة الغداء و النقل لبعضهن. و أضاف المسؤول، بأنه تم توزيع كمية من القماش على خياطات متطوعات في المنازل و اللواتي قبلنا العمل بعد الاتصال بهن، مشيرا إلى أن المركز ساهم بما يقارب 4 آلاف كمامة في الدفعة الأولى التي منحت للقطاع الصحي و قد تم إنجازها في ظرف ثلاثة أيام و من المنتظر منح كميات أكبر، على أن تتم مباشرة صناعة الألبسة الواقية و منح حصة معتبرة للقطاعات المعنية. و أشار المدير الولائي للتكوين و التعليم المهنيين، سليمان بن إبراهيم، إلى تسليم الجزء الأول من البرنامج المسطر، بحيث سيتم رفع التحدي لتقديم 80 ألف كمامة في الأسابيع القليلة المقبلة، مضيفا بأن العديد من المراكز شاركت في العملية، كما سيتم صناعة الألبسة الواقية.