رجحت نقابات التربية الوطنية لجوء اللجنة المكلفة بتقديم اقتراحات لإنهاء الموسم الدراسي، إلى تأجيل تنظيم امتحانات البكالوريا إلى نهاية شهر سبتمبر المقبل، مع عودة طلبة النهائي إلى الأقسام من أجل المراجعة مع بداية الموسم المقبل، كما توقعت إلغاء امتحاني شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط بسبب طبيعة الظرف الصحي الذي تعرفه البلاد. وأثنت نقابات التربية الوطنية على قرار مجلس الوزراء الأخير بتشكيل لجنة يرأسها الوزير الأول عبد العزيز جراد، وتضم وزراء التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني لصياغة مقترحات حول سبل إنهاء الموسم الدراسي، متوقعة أن تتبنى اللجنة تصور الشركاء الاجتماعيين لقطاع التربية بشأن كيفية اختتام الموسم الدراسي الجاري، بعد أن تعذر مواصلة الدراسة خلال الفصل الثالث بسبب طبيعة الظرف الصحي ما تبعه من اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية لمنع انتشار العدوى. وقال في هذا السياق رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان في اتصال مع "النصر" بأن عدم إشراك وزير الصحة ضمن اللجنة المكلف بدراسة خيارات إنهاء الموسم الدراسي، يعد مؤشرا على استمرار نفس الإجراءات الصحية، ودليلا على عدم إمكانية الرفع الكلي لإجراءات الحجر الصحي، مما يرجح حسبه لجوء اللجنة إلى الإعلان الرسمي عن اختتام السنة الدراسية الحالية، وتأجيل البكالوريا. وتوقع المصدر أن تجري امتحانات شهادة البكالوريا نهاية شهر سبتمبر المقبل، مستبعدا تنظيمها خلال فترة الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة بولايات الجنوب، كما نفى إمكانية تأجيلها إلى نهاية شهر جوان التي لم يعد يفصل عنها سوى بضعة أسابيع، وهي فترة غير كافية للإعداد لهذه الامتحانات المصيرية بالنسبة للأقسام النهائية وللأولياء أيضا، وتحضير كافة مراكز الإجراء وكل ما يرتبط بالجانب اللوجستي، بسبب إجراءات الحجر الصحي التي ما تزال سارية المفعول عبر كافة الولايات. وبحسب المصدر فإن اللجنة التي أمر رئيس الجمهورية بتشكيلها ستقترح أيضا حلولا لاستدراك ما تبقى من محتوى الفصل الثالث بالنسبة لمختلف الأطوار التعليمية، وحتى بالنسبة للطور الجامعي، عن طريق صياغة برنامج خاص سيتم اعتماده مع بداية الموسم الدراسي المقبل، قائلا إن الأساتذة جميعهم مطالبون بتدارك الدروس الضائعة والقيام بالمراجعة قبل الانطلاق في تطبيق البرامج الجديدة، متوقعا أن تصدر الوزارة تعليمة بهذا الشأن تشرح كيفية إنجاز ما تبقى من دروس الفصل الثالث بالنسبة لجميع المستويات التعليمية. واعتبر صادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين من جهته بأن وجود هذه اللجنة أكثر من ضروري، لتحديد مصير امتحانات البكالوريا لأنها مرتبطة بقطاع التعليم العالي وبالتسجيلات الجامعية التي تجري عادة خلال شهر سبتمبر، وتأجيل هذه الامتحانات سيؤدي بالضرورة إلى تأخير التسجيلات الجامعية، متوقعا بأن لا تخرج مقترحات اللجنة الوزارية المشتركة عن إطار التصورات التي قدمها الشركاء الاجتماعيون لوزير التربية الوطنية بخصوص كيفية إنهاء الموسم الدراسي، أي بإلغاء شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط وتأجيل البكالوريا إما إلى نهاية شهر جوان أو إلى سبتمبر القادم. وعلى خلاف مزيان مريان، لم يستبعد صادق دزيري تنظيم البكالوريا في نفس التاريخ تقريبا، أي بزحزحة الموعد ب 10 أيام أو 15 يوما، شريطة أن تتحسن المعطيات التي تقدمها يوميا اللجنة العلمية بخصوص وضعية انتشار فيروس كورونا، دون أن يستبعد تأخيرها إلى شهر سبتمبر القادم نظرا لصعوبة الظروف المناخية بمناطق الجنوب، بسبب ارتفاع دراجات الحرارة، مما يجعل من تنظيم امتحانات بحجم شهادة البكالوريا أمرا منهكا بالنسبة للمترشحين. وتبرر نقابات التربية ضرورة استئناف الدراسة أولا بالنسبة لطلبة الأقسام النهاية بداية شهر سبتمبر قبل الذهاب إلى اجتياز البكالوريا، بأهمية الإعداد النفسي والبيداغوجي للمترشحين قبل إجراء هذه الامتحانات، عن طريق المراجعة وإتمام ما تبقى من البرنامج تحت إشراف الأساتذة المكلفين بهذه الأقسام، وفي تقدير صادق دزيري فإن طول فترة العطلة بسبب الانقطاع المبكر عن الدراسة له تداعياته النفسية على التلاميذ، ويتطلب تحضيرا مسبقا.