صنّف رئيس نجم مقرة عزالدين بن ناصر فريقه، في خانة أضعف أندية الرابطة المحترفة الأولى من الناحية المادية، لكنه أكد بالمقابل بأن سلاح الإرادة قد يكون كافيا لرفع التحدي، وتمكين النجم من الصمود، بالمحافظة على مكانته مع «الكبار» في أول مغامرة له في هذه الحظيرة. بن ناصر، وفي حوار مع النصر، أوضح بأن التفكير في المرحلة المتبقية من الموسم الجاري أمر صعب للغاية، بالنظر إلى الظروف التي تعيشها الجزائر، إلا أنه أشار بالمقابل إلى أن فريقه، سيتخلص من إشكالية الملعب، بالعودة للاستقبال في مقرة، كما تحدث عن انعكاسات الأزمة المالية على مستحقات اللاعبين، الظلم التحكيمي الذي تعرض له النجم هذا الموسم، وكذا قضية عدم الاستقرار على مستوى العارضة الفنية. - هل لنا أن نعرف كيف تسيّرون شؤون الفريق في فترة الراحة الاستثنائية التي فرضها فيروس كورونا، خاصة ما يتعلق بمتابعة التدريبات الفردية للاعبين؟ النشاط الكروي ليس له أي مقام في هذا الظرف، لأن الأزمة الوبائية التي يعيشها العالم برمّته تسبب في شلل كلي لجميع القطاعات، والكل يبقى منشغلا بتطورات الوضعية، لأن الأمر خطير جدا، مادام الفيروس يحصد يوميا الكثير من الضحايا، وعليه فإنني شخصيا وضعت شؤون الفريق على الهامش، وإلتزمت بالحجر الصحي، من خلال المكوث بالبيت، وعدم مغادرته إلا للضرورة القصوى، وفي مرات نادرة جدا، بينما تكفل المدرب شراد بمتابعة تدريبات اللاعبين وفق البرنامج الذي يقدمه له كل أسبوع، وهذا بهدف تمكين اللاعبين من المحافظة على لياقتهم البدنية، تحسبا لمرحلة ما بعد التخلص من الوباء، على اعتبار أن الموسم تبقت منه 8 جولات، ولو أنني أرى بأن إتمام الموسم أمر جد مستبعد، لأن المخاوف ستكون كبيرة عند استئناف التدريبات، واحتكاك اللاعبين فيما بينهم يعد من العوامل التي تساهم في نقل العدوى، واتخاذ التدابير الوقائية على مستوى الملاعب شرط من الصعب تجسيده. - لكن الفاف رسّمت خارطة طريق تحسبا لإنهاء الموسم الجاري، فما تعليقك على ذلك؟ ما قام به المكتب الفيدرالي في اجتماعه الأخير يبقى مجرد اجراءات إدارية، لا تخرج عن دائرة الاحتمالات الممكنة، سيما وأن الفيفا كانت قد أصدرت تعليمة تلزم الإتحاد بضرورة السعي لإنهاء كل المنافسات، لكن المرور إلى التجسيد الميداني يبقى مرهونا بتلقي الترخيص من السلطات العمومية، بمراعاة تطورات الأزمة الوبائية، ولو أن خطورة الفيروس تجعلنا نحتاط أكثر، ولأطول فترة ممكنة، حتى بعد رفع الحجر، لأن هذه الوضعية ستكون لها آثار كبيرة على الجانب البسيكولوجي، والتخوف من التعرض للعدوى سيبقى سائدا، وعليه فإنني شخصيا أرى بأن تعليق المنافسة يبقى الاحتمال الأقرب، مادام حياة البشر تبقى أهم من كل شيء، وفي الوضع الراهن فإننا نتضرع إلى الله أن يرفع عن هذا البلاء، وتخرج الجزائر من هذه الجائحة، بأضعف حصيلة ممكنة من حيث الضحايا. - نفهم من هذا الكلام بأنك تراهن على اعتماد موسم أبيض، لترسيم نجاة نجم مقرة من السقوط؟ كلا... فالموسم مازالت فيه 8 جولات، وحسابات السقوط لا تمس فريقنا فقط، بل هناك كوكبة من الأندية تتواجد في منطقة الخطر، وحديثي عن تعليق المنافسة لم ينطلق بتاتا من وضعية نجم مقرة في سلم الترتيب، بل أن خطورة الفيروس تجبرنا على الاحتياط أكثر، فضلا عن عدم توفر الأندية على الامكانيات التي تسمح لها بالتحضير من جديد، وكذا اللعب في فصل الصيف لمدة شهرين، وهي معطيات استثنائية لسنا متعودين عليها في الجزائر، ومع ذلك فإنه وفي حال ترسيم استئناف المنافسة، فإننا نتوفر على حظوظ لتفادي السقوط ولا يجب أن نعدمها، رغم أن الوضعية صعبة للغاية، سيما في شقها المادي. - وهل قطعتم الخطوة المتعلقة بالتفاوض مع اللاعبين لتقليص أجورهم خلال فترة الراحة الاجبارية؟ لا يمكننا الحديث مع اللاعبين بخصوص هذه القضية، لأن عناصرنا لم تتلق منذ بداية الموسم سوى أجور شهرين فقط، مع تسديد علاوات المباريات عن آخرها، ومن غير المنطقي أن نطلب من لاعب تخفيض راتبه، وهو مازال يدين بأجور 6 أشهر كديون عالقة، والثقة التي وضعها اللاعبون في الإدارة، تبقى سر بقاء نجم مقرة صامدا، ويدافع عن حظوظه في البقاء في الرابطة الأولى، لأننا أضعف ناد في هذا القسم من حيث الامكانيات المادية، على اعتبار أننا لم نتلق منذ بداية الموسم سوى إعانات بقيمة 6,2 مليار سنتيم، منها 4 ملايير من البلدية، والمبلغ المتبقي من الولاية، في غياب أي عقد سبونسور. - .. الفريق عرف هذا الموسم غياب الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، فما سبب ذلك؟ هذه القضية تعود بالدرجة الأولى للمدربين، لأننا لم نستغن عن خدمات أي تقني، ولم نفرض الضغط عليهم، رغم النتائج السلبية، لأننا ندرك جيدا بأن الفريق يخوض أول تجربة مع «الكبار»، وليس من السهل التأقلم بسرعة مع أجواء المنافسة، كما أننا لا نتوفر على الامكانيات المادية التي تسمح لنا بجلب لاعبين بارزين، وقضية خزار نتجت عن استقالته الكتابية التي أرسلها لنا، وقد بلغت أروقة «التاس» وكسبناها، بينما كان خليفته الحاج مرين قد أعلن عن انسحابه، مباشرة بعد آخر مباراة أمام مولودية الجزائر، دون أن يشعر المسيرين، وعليه فقد كلفنا المحضر البدني مليك شراد بالتكفل بتدريب الفريق، إلى غاية نهاية الموسم الجاري. - وماذا عن جديد الملعب، خاصة وأنكم عاينتم كثيرا من هذا المشكل منذ بداية الموسم؟ المؤكد أننا وفي حال استئناف المنافسة سنستقبل ضيوفنا بمدينة مقرة، لأن أشغال إنجاز المدرجات الإضافية بملعب الإخوة بوشليق أوشكت على نهايتها، ولم تتبق سوى بعض الروتوشات الخفيفة، وعليه فإننا سنستفيد من دعم أنصارنا في اللقاءات المتبقية داخل الديار، الأمر الذي من شأنه أن يعطي اللاعبين دفعا آخر، كما أن الاستقبال خارج القواعد جعلنا نتعرض لظلم تحكيمي كبير، خاصة في مباريات البرج، بارادو وبلوزداد، والتي لعبناها بسطيف ورأس الوادي، كما حرمنا الحكام من تعادل مستحق في آخر مباراة أمام مولودية الجزائر.