لنا زملاء في الفريق ظروفهم صعبة بسبب تأخر المستحقات اعتبر لاعب شباب عين فكرون إدريس حلوي، وفاة أحد أفراد عائلته بسبب فيروس كورونا، بمثابة الحادثة التي دقت ناقوس الخطر لدى سكان المنطقة، بخطورة الوضع جراء انتشار هذا الوباء، لكن ارتفاع حصيلة الوفيات في عين فكرون إلى ثلاثة، كان كافيا لتطبيق تدابير الحجر الصحي، إلى درجة أن المدينة أصبحت شبه مشلولة، وفقدت الحركية التي كانت تشهدها في السابق، جراء كثرة النشاط التجاري. حلوي، وفي حوار مع النصر، تحدث أيضا عن العمل التضامني، وألح على ضرورة تفادي الرياء، لأن الكارثة الوبائية خلفت الكثير من المعوزين بالمنطقة، كما عرج أيضا على برنامج التدريبات في هذه المرحلة الاستثنائية، مشوار فريقه وكذا موقفه من مقترح الموسم الأبيض. *نستهل هذه الدردشة بالاستفسار عن الأجواء السائدة في عين فكرون، سيما بعد أن سجلت المدينة، بعض حالات الوفاة بسبب فيروس كورونا؟ عائلتنا فقدت أحد أفرادها بسبب هذا الوباء، ويتعلق الأمر بإحدى قريبات الوالد، رحمها الله، والتي توفيت منذ أسبوعين بالمستشفى، وتلك الحالة كانت الأولى في المدينة، لكن الحصيلة ارتفعت إلى 3 وفيات، مع وجود حالة أخرى مؤكدة، وهي أرقام جعلت عين فكرون تعيش حدادا كبيرا، مع التزام السكان بالحجر المنزلي، بدليل أن الحركة في الشوارع تراجعت بشكل كبير جدا في الأسبوع الأخير، مقارنة بما كانت عليه في الأيام الأولى من ظهور الفيروس، لأن الواقع الذي نعيشه يكفي للكشف عن الخطورة الكبيرة، التي يشكلها الوباء على حياة البشر، خاصة سرعة انتشاره، وعليه فإن المدينة وبعدما أخذت الحصيلة في الارتفاع أصحبت شبه مشلولة، وهذا بعد استجابة المواطنين لحملات التوعية والتحسيس وكذا تجاوبهم مع التدابير المتخذة، من طرف السلطات العليا للبلاد سيما الحجر الجزئي. *هذا يعني بأنك من الملتزمين بالحجر، فهل هناك مكانة للتدريبات في يومياتك؟ لم يكن من السهل التأقلم مع هذه الظروف الاستثنائية، لأننا كرياضيين تعوّدنا على كثرة الحركة يوميا، بالتدرب في الملعب والتواصل المنتظم مع الزملاء، لكننا وجدنا أنفسنا مجبرين على مسايرة الإجراءات الوقائية المتخذة، وشخصيا منذ أن فقدت قريبتي بسبب هذا الوباء أحسست بخطورة الوضع، فأصبحت لا أغادر البيت سوى للتدرب في إحدى الغابات المجاورة، بحضور العديد من زملائي في الفريق، لأن غالبية التعداد هذا الموسم من أبناء المدينة، الأمر الذي جعلنا نضبط برنامجا للتدريبات، نراعي فيه التدابير الوقائية، من خلال تفادي التكتل في مجموعة واحدة أثناء الركض، والمهم بالنسبة لنا في مثل هذه الظروف هو المحافظة على اللياقة البدنية، وكأننا في شهر رمضان أو في فترة الراحة الصيفية، حيث يسعى كل لاعب للحفاظ على الجاهزية، في حين أنني أوزع باقي الوقت تارة بمشاهدة التلفزيون، من أجل الاطلاع على جديد حصيلة فيروس كورونا، لأن هذا الأمر أصبح ضروريا، وتارة أخرى بمحاولة الترفيه عن النفس بألعاب إلكترونية أو تصفح الفضاء الأزرق، لأن كسر الروتين حتمي للخروج من القوقعة التي خلفها هذا الوباء، دون نسيان التواصل مع الزملاء هاتفيا وكذا الطاقم الفني للفريق، لأننا نقدم حوصلة عن التدريبات للمساعد رجيمي. *نفهم من هذا بأن شباب عين فكرون لم يتأثر كثيرا بالوضعية الاستثنائية؟ كلا.. التدريبات التي نقوم بها ليست بنية التفكير في المرحلة المتبقية من الموسم، بل هذه خطوة للخروج من دائرة الضغوطات النفسية التي يعيشها الإنسان في هذه المرحلة، لأن الروتين والملل بلغا أعلى الدرجات، ويجبران كل شخص على البحث عن طريقة يبتعد بها ولو فترة عن أجواء «كورونا» والأخبار المتناقلة عبر مختلف القنوات التلفزيونية و»الفايسبوك»، وما ساعدنا أكثر على تشكيل المجموعة هو تواجد معظم اللاعبين بعين فكرون، الأمر الذي أبقى النواة الأساسية للتعداد متلاحمة، رغم أن التدرب في الغابة يختلف كلية عن الملعب، إذ أن العمل يقتصر فقط على الجانب البدني، وأساس الفريق يبنى على العمل الجماعي، كما أننا نعمل على استغلال هذه الفترة للقيام ببعض المبادرات التضامنية، لكن شريطة التزام السرية التامة، والابتعاد كلية عن مظاهر التباهي أمام الآخرين، لأن في ذلك رياء كبير، وهناك من الزملاء في الشباب من لم يتمكن من توفير قوت يومه لأسرته، بسبب عدم تلقي المستحقات، سيما وأن المسيرين لم يتصلوا بنا إطلاقا، رغم أن خزينة النادي تدعمت بإعانة قبيل هذه الأزمة الوبائية، لكن الحديث في محيط الفريق كان عن تسوية جزء من الديون السابقة، ليبقى اللاعبون الحلقة المهمشة، ومع ذلك فإن النشاطات الخيرية أصبحت ضرورة حتمية في هذه المرحلة، لأن الشلل الكلي التي تعيشه مدينتنا وضع الكثير ممن كانوا يعملون في المحلات التجارية الكبرى في بطالة، دون تمكنهم من تلبية متطلبات أسرهم، من حيث المواد الغذائية، وهذه الشريحة تبقى بحاجة ماسة إلى مساعدة. *لكن الفريق ضمن البقاء بنسبة كبيرة جدا، وهناك أطراف تطالب بتعليق المنافسة؟ الحديث عن الموسم الأبيض لا يهمنا نحن كلاعبين، لأننا لا بد أن نكون جاهزين للمرحلة المقبلة، بحكم أننا لم ننه المنافسة بعد، ولو أن الأمور تبقى مقترنة بمخلفات وباء كورونا، لكن تعليق البطولة، وإلغاء الموسم أمر مستبعد، لأننا في قسم الهواة لعبنا 24 مقابلة، ولم تتبق سوى 6 مباريات لإنهاء الموسم، وهذا يعني بأننا قد نضطر للعب أسبوعين فقط لإسدال الستار، وفريقنا ضمن البقاء بنسبة كبيرة جدا، مادام الفوز بلقاء واحد يكفينا للخروج نهائيا من منطقة الخطر، رغم الظروف العصيبة التي عشناها، لأن الشباب ومنذ سقوطه من الرابطة المحترفة يعيش على وقع مشاكل لها صلة مباشرة بالجانب المالي، لكننا في نهاية المطاف نجد أنفسنا مجبرين على لعب دور «رجال الإنقاذ»، بحكم أننا أبناء الفريق، وذلك بالدفاع عن ألوانه مع تجاهل قضية المستحقات المالية، مع مراعاة الظروف الاستثنائية التي جعلته مهددا بالسقوط إلى الجهوي، بعدما كان ينشط في الرابطة الأولى.